الاحتفاء بعيد المعلم لا ينبغي أن يمر أمام أعيننا - كل عام - كمجرد حفل تسلط عليه الأضواء علي استحياء.. فنحن في أشد الحاجة إلي أفعال. وليس إلي عبارات رنانة لا تسمن ولا تغني من جوع. فليس في أعمال البشر أنبل هدفاً. ولا أجل أهمية من عمل المعلم. ولا جرم أن يرتفع هذا العمل إلي مقام الرسالات السامية التي يسعي إليها الرسل والصالحون. ان القدوة هي التجسيد الحي للمبادئ والمثل العليا علي ارض الواقع حتي لا تصبح القيم النبيلة سراباً أو أحلاما. وبعد هذه المقدمة فإنني أري أن ترك الحبل علي الغارب لشخص بعينه "أياً كان مركزه" لتحديد المعلم المثالي فيه خطأ كبير. والأجدي ان تتم عملية الاختيار بناء علي اقتراع من جميع أعضاء هيئة التدريس بالمدارس - هذا علي مستوي المدرسة - ونفس الطريقة علي جميع المستويات الأعلي. كذلك نحن بحاجة للتعرف علي كيف استطاع المعلم المثالي ان يحصل علي هذا اللقب وهذا لن يتأتي إلا من خلال تسجيل تجربته من خلال كتيب أو "C.D" يوزع علي جميع الادارات التعليمية أو وضع هذه الأعمال علي موقع الوزارة الالكتروني. أيضاً لابد من تفعيل ذلك الاحتفاء بالمدارس من خلال كلمة في طابور الصباح أو كموضوع تعبير. أما ان نسمع ونشاهد كل يوم اختيار أشخاص كمعلمين مثاليين ولا أحد يعلم ماذا قدموا.. فهذا كمن يحرث في البحر. سعد مهلل محمد عضو الجمعية المصرية لأصدقاء مكتبة الإسكندرية