* أتمني أن تنشر الجهة المنظمة لمؤتمر "مصر والتجارب الدولية في تنظيم ومحاسبة الإعلام" كل ما يصدر عن فاعليات المؤتمر وأوراقه وتوصياته وأتمني أن تكون كل أطراف العملية الإعلامية المصرية حاضرة لهذا المؤتمر فالمفهوم منه أنه سيساهم في تنظيم الإعلام المصري ومحاسبته معتمدا علي التجارب الدولية في هذا المجال. * والحق يقال فإن الإعلام المصري في حاجة ماسة إلي إعادة النظر فيه فما يحدث عندنا لا يحدث في أي بلد في العالم لا قبل الثورة ولا بعد الثورة لقد وصل الإعلام عندنا إلي حد الانفلات والفوضي ولا يستطيع عاقل أن يدعي أن حرية الإعلام هي السبب في ذلك لأن ممارسة الحرية الإعلامية لم تصل بأحد في العالم إلي ما وصلنا إليه. * لدينا علي سبيل المثال لا الحصر مؤسسة الإعلام الرسمية وعمرها ستون عاما ومن المفروض أن تكون مؤسسة عريقة متطورة تم تكليسها وتجمدت لتكون في خدمة الأنظمة وانسحب عليها فساد النظام السابق وتحتاج إلي إعادة هيكلة وتنظيم لتعود إلي الشعب الذي ينفق عليه من أموال دافعي الضرائب. * وعلي سبيل المثال أيضا القنوات الفضائية الخاصة وإن كانت قد غيرت الواقع الممل للتليفزيون الرسمي وحركت المياه الراكدة في المجتمع وكانت مساهمة في تنويره وثورته إلا أن حالة الانفلات التي نشهدها من قنوات عديدة وصلت إلي تحويلها لمنابر للتناحر والشتائم والتحريض والفتاوي والتعصب والسب والقذف.. يستدعي التوقف لبناء أسس قانونية وأخلاقية وإعلامية وتنظيمية يخضع لها الجميع دون استثناء. * لابد أن تعطي الحرية الكاملة للإعلام سواء كان مقروءا أو مرئيا ولكن مع هذه الحرية لابد وأن توجد ضوابط تحكم العمل الإعلامي ولا تنقص من حريته وهذه الضوابط لابد أن تصدر في قوانين حتي يمكن محاسبة من يتخطاها فنحن نوجه الرسالة والمحتوي الإعلامي إلي الجمهور ومن حقه أن يتلقي رسالة صحيحة صادقة مفيدة نزيهة خالية من التهديد والوعيد والشتائم والتحريض والتحزب والتشيع والتفرقة. * لابد وأن تكون هناك جهة منظمة للإعلام لها صلاحيات وقواعد محددة ومنضبطة.. ومن الأفضل أن تكون هذه الجهة غير حكومية أو حزبية لتتسم بالحيادية وعدم الانحياز في تطبيق القواعد والضوابط التي يتم الوصول إليها. * أرجو أن تنظروا جميعا إلي تجارب الدول التي سبقتنا وكيف تعاملت مع نفس الموقف وكيف جعلت من إعلامها إعلاما حرا قويا يصب في خانة تقدمها ونمائها ومساندة الحريات والديمقراطية فيها ويتوقف عن خرق القواعد الأخلاقية والمهنية والعنصرية سواء كانت دينية أو فئوية أو حزبية.