لن نتحير بعد اليوم فى الكشف عن الإجابة ، إنها نفس الأحداث بل نفس المحيط الجغرافى للحدث ، فى نفس اللحظة التى يبادر فيها الشعب المصرى بإبداء رأيه عبر انتخاب أعضاء مجلس الشعب بطريقة ديمقراطية ، وعبر مؤشرات تعبر عن رغبة الشعب فى اختيار من يريد ، نجد من يعبث بأمن الوطن والمواطن ، لماذا تلك الكراهية للوطن وللمواطن ؟ من يقرأ الحدث على أرض الواقع يرى بوضوح صناعة الفوضى بشكل ممنهج ومقصود ، أين أمن مصر ؟ أين من يدير الوطن ؟ لماذا ذلك التخاذل فى التعامل مع تلك الأزمات المصطنعة ؟ فى اللحظة التى ننتظر فيها الإعلان عن نتائج المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية نجد صناعة العنف أمام مجلس الوزراء بشكل متبادل بين الشرطة العسكرية وبين المعتصمين أمام المجلس . من تلك الفئة التى صعدت إلى مبنى مجلس الشعب لتلقى بالطوب والمولوتوف على المعتصمين ؟ من هؤلاء ؟ ومن سمح لهم باستخدام العنف تجاه المعتصمين ؟ ولماذا ذلك الصمت الغريب من قبل المجلس العسكرى وكذلك وزارة الداخلية ؟ لقد عبرت فى مقال سابق عن أن غياب القانون عن التطبيق يدفع إلى حالة الفوضى والانفلات ، ولعل البعض فى مصر ممن يمتلك اتخاذ القرار ، وممن يملك رأس المال ، يدفع دومًا إلى رفض الخيار الشعبى ،ويسعى إلى تطبيق خياراته ومنطقه الخاص الداعى إلى توجيه مصر نحو الفوضى بعيدًا عن الاستقرار . وأعود إلى مربط الفرس والمتمثل فى النتائج والمؤشرات التى تعبر عن اختيار الشعب ،والتى أظهرت تفوق حزب الحرية والعدالة، يليه فى المركز الثانى حزب النور وكلاهما يعبران عن التوجه الإسلامى ، وبالتالى يأتى رد الفعل الممنهج والمتعمد إفساد المشهد الانتخابى ، ومحاولة إرباك المجتمع والقضاء وقطع الطريق على أى محاولة لإتمام المرحلة الثالثة بعد أن فشلت محاولات عدة ترمى إلى الهيمنة والسيطرة على الدولة وفق منطق " إما أنا أو حرق الوطن " وللأسف تبنى ذلك المنطق من يتشدق بالعلمانية والليبرالية ليل نهار فى وسائل الإعلام ، ومن شعر بخيبة الأمل مع نتائج المرحلة الأولى وبشائر المرحلة الثانية ، فأقدم مع من يتفق معه فى المصلحة على إثارة الفوضى كالعادة ، وليقف الشعب المصرى شاهدًا دون أن يكون لاعبًا ضمن المشهد السياسى الذى يريد البعض فرضه على الوطن والمواطن. وأخيرًا ما المطلوب فى تلك اللحظة ؟ • على الشعب المصرى أن يحافظ على مكتسباته من خلال إكمال الجولة الانتخابية الثالثة بنفس الحماس والحكمة. • على المجلس العسكرى أن يعلن وبوضوح للشعب حقيقة ما حدث وما يحدث فى نطاق مجلس الوزراء ، ومن سمح وأمر بالهجوم على المعتصمين . • على الدكتور كمال الجنزورى أن يعلن عن موقفه إعلاميًا وبشكل واضح ، وإلى أى مدى يسمح له باتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب . • على أعضاء المجلس الاستشارى أن يعلنوا للرأى العام حقيقة دورهم ، ومدى الصلاحيات الممنوحة لهم ، وموقفهم من تداعيات الحدث بشكل واضح . [email protected]