الأمن الاجتماعى ركيزة أساسية لكى يشعر أفراد المجتمع بالأمن والأمان والاطمئنان، والتمتع بالحياة الكريمة المستقرة.. وبناء أفراد صالحين وناجحين وسط أسر نموذجية صالحة.... إذ لا يمكن الحصول على فكر صحيح، وثقافة وتربية سليمة فى ظل غياب الأمن الاجتماعى. وبالتالى فإن الأمن الاجتماعى مسئولية اجتماعية عظيمة تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع المصرى وعلى رأسها المجلس العسكرى ومعه الحكومة والمؤسسات المدنية والنخب المتخصصة والمسئولة. وإذا كان الأمن المجتمعى يعنى سلامة الأفراد والجماعات من الأخطار الداخلية والخارجية التى قد تتحداهم كالأخطار العسكرية وما يتعرض له الأفراد والجماعات من القتل والاختطاف والاعتداء على الممتلكات بالتخريب أو السرقة " فإن واقع المشهدين الاجتماعى والسياسى فى مصر يحتاج إلى مراجعة شعارها الوضوح والصدق فى التعامل مع الشعب ، بعيدا عن تهميش أو إقصاء ، أو رتابة فى إدارة المشهد السياسى من قبل جميع الأطراف التى تولت أمانة إدارة البلاد . تأتى الحاجة الملحة إلى الحديث عن أهمية الأمن المجتمعى انطلاقاً من واقع الأحداث التى تدور فى ميادين مصر ومنها ميدان التحرير، فكلما أقدمت الثورة المصرية على أن تخطوا خطوة إلى تحقيق أهدافها، نرى من يبادر إلى إرباك المشهد المجتمعى والسياسى، ولا يغيب عن عاقل يعى ويتابع مجريات الأحداث، ويربط بين كل الخيوط ، أن يدرك حقيقة من يعبث بأمن مصر ضاربا بعرض الحائط مصلحة الوطن العليا . وبين رغبة المجموع العام، ممثلا فى أبناء الشعب وكل من يحب الوطن ، فى أن يسود الأمن المجتمعى ، ويستشعر المواطن معنى وقيمة الأمن فى حياته اليومية ، نجد من يعبث بأمن الشارع ، مفضلا تحقيق مصالحة الخاصة ومستخدما أساليب قوامها التسلط والقهر والترويع ، وعلى مدار شهور عدة رأينا فيها غيابا تاما للأمن فى الشارع المصرى ، ووجدنا ممارسات البلطجة فى كل مكان ، ممثلة فى خطف وسرقة ونهب ، وكلها تعبر عن أسلوب ممنهج شعاره "الفوضى الخلاقة " فى الشارع المصرى ، وحقيقتها المؤامرة على ثورة مصر . وعلى المستوى السياسى كان كلما اقترب موعد الانتخابات البرلمانية، وكلما شعر أعداء الثورة بأن الشعب سوف يقول كلمته، رأينا من يهرع إلى إثارة الفوضى فى كل مكان، وليس بغريب أن نرى تداعيات وثيقة السلمى والتى يعتبرها المجموع العام للشعب المصرى نوعا من الوصاية على الشعب، حيث رفضتها جميع القوى السياسية، واعتبرتها نوعا من الإملاء والإقصاء لرأى الشعب ، بل اعتبرها الجميع وصاية على الشعب. والسؤال الذى يفرض نفسه على المشهد : هل يعود التحرير إلى ممارسة دوره المطالب بتحقيق أهداف الثورة ؟ أم أن الأفضل تفويت الفرص على من يكره الثورة والثوار وتهدئة الوضع حتى تتم الانتخابات البرلمانية ؟ وفى كل الأحوال فإن الوضع يحتاج إلى أن يمارس الشعب دوره فى استعادة الأمن كما سبق وذلك عبر اللجان الشعبية ، معلنا شعار " لا يحيك ظهرك إلا ظفرك "وقد قيل " نعمتان عظيمتان لا يشعر الإنسان بقيمتهما إلاّ إذا فقدهما، وهما الصحة فى الأبدان والأمن فى الأوطان " وياليت الجميع يسعى إلى الحفاظ على تلك النعمة التى لا يشعر بها إلا من فقدها . [email protected]