قال محللون سياسيون إن شريف إسماعيل المكلف بتشكيل الحكومة الجديد شخصية مجهولة سياسية واتجاهاته غير معلومة، لكن اختياره جاء بناء على الأجهزة الرقابية، التي من المؤكد أنها أثبتت أنه الأكفأ، رافضين الربط بين اختياره واكتشاف حقل الغاز بالبحر المتوسط. ووصف محمد حمزة، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية، رئيس الحكومة الجديدة بأنه "شخص مجهول سياسيًا وغير معروفة آراؤه أو توجهاته، وربما رأت فيه مؤسسة الرئاسة أنه قادر على قيادة المرحلة القادمة، بجانب توليه حقيبة البترول في أكثر من حكومة، واختياره نتيجة للأجهزة الرقابية التي تعمل طوال الوقت". وأشار حمزة في تصريحاته إلى "المصريون" إلى أنه يتمني ألا يكون اكتشاف حقل الغاز الجديد هو السبب، لأنه ليس له فضل في اكتشافه، بل هي الشركة الإيطالية التي اكتشفته بالتزامن مع فترة حكمه، وإذا كان هذا هو المعيار فمن الأفضل استيراد رئيس حكومة إيطالي. وأضاف أن "البلد يحتاج الآن إلى تغيير سياسات أكثر من تغيير الأشخاص"، موضحًا أن أهم الملفات التي سيهتم بها رئيس الحكومة الجديد هو البرلمان حتى تنتهي الانتخابات وأنه سيتابع الفساد ويكشفه بجانب ملف التعليم"، مرجحًا أن فترة توليه الحكومة لن تزيد عن ثلاثة أو أربعة أشهر حتى يتم الانتهاء من الانتخابات البرلمانية. ورأى أن "الفساد في كل مكان في العالم وأن فساد بعض الوزارات لا يكون بالضروري معناه أن كل الوزارات فاسدة". واستغرب حسنى السيد، المحلل السياسي، تغيير رئيس الوزراء حاليًا، لأن "الوقت لا يتسع لتغيير الحقائب الوزارية مهما كان السبب لأنه كان يجب على رئيس الجمهورية أن يكلف محلب بتغيير بعض الحقائب الوزارية وعلى رأسها التعليم العالي والتربية والتعليم والصحة والآثار ومجموعة من الحقائب الوزارية التي لا تواكب حركة رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية". وقال إن "إبراهيم محلب رئيس الوزراء المستقيل استطاع خلال فترة رئاسته لمجلس الوزراء أن يثبت أنه وزير كفء، فكان يجب إجراء تعديل وزاري محدود لأن المرحلة التي تم بها مصر الآن ونحن على أعتاب الانتهاء من الانتخابات البرلمانية، واكتمال الخطوة الثالثة والأخيرة من خارطة الطريق، فكان من الطبيعي، وفقًا للقانون والدستور، أن ينتظر الرئيس حتى الانتهاء من الانتخابات البرلمانية". وأضاف "اختيار الرئيس لشريف إسماعيل وزير البترول، لتشكيل الحكومة الجديدة وفقًا للتقارير الرقابية التي يراها رئيس الجمهورية ويطلع عليها ويكلف بناء عليها من يشاء لرئاسة الوزراء، لكن حكومته لن تكون إلا وزارة إدارة أعمال خلال تلك الفترة". وأشار إلى أن إسماعيل كان عضوًا في حكومة رئيس الوزراء الأسبق حازم الببلاوي، وربما هذا كان السبب في توليه لخبرته السياسية في عدة حكومات مختلفة، قائلاً إنه لا يعتقد أن سبب تكليف الرئيس لشريف إسماعيل هو اكتشاف حقل الغاز في المياه الطبيعية، لأن عملية الاكتشاف تمت منذ فترة. ورأى حسني أن وجود فساد في الجهاز الإداري بإحدى الوزارات، لا يعني أن باقي الحقائب الوزارية فاسدة، فهناك قاعدة قانونية أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته ولا عقوبة إلا بجريمة. وأضاف أن هناك بعض الوزارات لم يكن فسادها ماليًا أو إداريًا، بل كان فسادها في أقوالها مثل تصريحات وزير العدل السابق بأن من يلتحق بالنيابة أبناء القضاة والمستشارين ولا يتم تعيين أبناء "الزبالين" لذلك فعلى رئيس الحكومة الجديدة أن يقوم باتخاذ القرارات التي تساهم في تقدم مصر لأنها حاليًا تصارع في سباق لتكون في مصاف الدول المتقدمة.