لم تكتمل فرحة المصريين برحيل حكومة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء السابق، الذي تقدم باستقالته صباح اليوم السبت، بعد سلسلة من الأزمات، كان آخرها قضية الفساد التي تشهدها وزارة الزراعة، إذ فوجئوا بتكليف المهندس شريف إسماعيل بتشكيل الحكومة الجديدة. ويعد شريف إسماعيل أحد الموقعين على عقد تصدير الغاز للكيان الصهيوني، باعتباره وكيلاً لوزارة البترول في عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وأحد الشهود فى قضية إعادة محاكمة القرن، والذى أكد أن الاتفاقية مع إسرائيل كانت ذات طبيعة أمنية سياسية واقتصادية، وأن "مبارك" لم يمارس أى ضغوط ولم يصدر منه مطلقًا سواء كان تلميحًا أو تصريحًا إسناد عملية تصدير الغاز للشركة التى كان يرأسها رجل الأعمال حسين سالم، وأن تصدير الغاز لإسرائيل لم يشكل أي أضرار على مصر، بل كان يحقق لها مكاسب مختلفة. ورحب "إسماعيل" في حواره مع صحيفة "وول ستريت جورنال" بالتعاون مع الكيان الصهيوني في تصدير واستيراد الغاز، موضحًا أن مصر على استعداد لاتخاذ الخطوة المثيرة للجدل الخاصة باستيراد الغاز من إسرائيل، إذا كانت ستسد الطلب المحلي وتقدم قيمة كبيرة للاقتصاد القومي. وقال "إسماعيل" إن مصر من الدول العربية القليلة التي طبعت العلاقات مع إسرائيل، وستكون شحنات الغاز إلى مصر أولى الصادرات الإسرائيلية من حقلين ضخمين للغاز تم اكتشافهما في البحر المتوسط في السنوات الأخيرة، وتشير التقديرات إلى أن الحقول بها 650 مليار متر مكعب من الغاز، وتدرس إسرائيل إمكانية تصدير الغاز إلى قبرص وتركيا، كما وقعت اتفاقًا العام الماضي مع الأردن. علاقة المهندس شريف إسماعيل بمحمد فودة، المتهم الأول في قضية الفساد الكبرى بوزارة الزراعة، أثارت الشكوك حوله، خاصة أن هناك مجموعة من المقالات ل"فودة" يمتدح فيها "إسماعيل"، حيث قال "لأن المهندس شريف إسماعيل كان وما يزال نموذجًا حيًّا للوزير الذى يشعر بمعاناة المواطنين فى الحصول على حقوقهم فى مجال «الطاقة»، فإنه ومنذ توليه الوزارة يسعى جاهدًا من أجل استكمال مشروعات توصيل الغاز الطبيعى إلى المنازل"، واصفًا إياه بأنه "أنه مقاتل بدرجة وزير". تخرج "إسماعيل" فى كلية الهندسة بجامعة عين شمس عام 1978، وبدأ حياته المهنية بعد التخرج مهندساً بشركة "إنبي" منذ عام 1979 حتى عام 2000، حتى وصل إلى منصب مدير عام الشئون الفنية وعضو مجلس الإدارة. منذ عام 2000 حتى عام 2005 تولى منصب وكيل وزارة البترول لمتابعة شؤون وعمليات البترول والغاز، بعد ذلك تولى رئاسة مجلس إدارة شركة "إيجاس" بين عامي 2005 و2007، ثم عين رئيسًا لمجلس إدارة شركة "جنوب الوادي القابضة للبترول" من 2007 وحتى 2013. وتولى منصب وزير البترول يوم 16 يوليو عام 2013 خلال فترة تولي حازم الببلاوي رئاسة الوزراء وقت الحكومة الانتقالية عقب ثورة 30 يونيو، واليوم 12 سبتمبر 2015 تولى رئاسة الوزراء بعد أن كلفه الرئيس السيسي بتشكيل الحكومة. يقول أحمد بهاء شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، إن اختيار شريف إسماعيل لرئاسة الحكومة أمر مثير لعلامات الاستفهام؛ في ظل تعاونه مع الكيان الصهيوني في قضية تصدير الغاز لإسرائيل، كما أن توقيت تغيير الحكومة اليوم أمر غريب، فى ظل الاستعداد للانتخابات البرلمانية وتشكيل مجلس النواب، صاحب الحق فى تشكيل الحكومة، وفقًا للدستور. وأضاف "شعبان" أن الأزمة ليست في تغيير وزير أو حكومة بأكملها، لكن في تغيير السياسات، فيما يخص التعاون مع إسرائيل، وكون "إسماعيل" أحد المتعاونين مع الكيان الصهيوني. وأكد نبيل زكي، القيادي بحزب التجمع، أن معايير اختيار المسئولين في مصر لا تخضع لقاعدة، الأمر الذى يكرس لتوغل الروتين والبيروقراطية، أبرز المشاكل التي تعاني منها الإدارة المصرية على مر عقود. وأوضح "زكي" أن غياب الشفافية بين المسئول والمواطن أزمة قائمة حتى الآن، فلا يوجد سبب معلن عن تغيير حكومة المهندس إبراهيم محلب، كما لا يوجد أيضًا سبب لاختيار شريف إسماعيل خلفًا له.