«بحضور المحافظ وأساقفة عموم».. تجليس الأنبا مينا كأول أسقف لإيبارشية برج العرب والعامرية (صور)    الإسعاف الإسرائيلي: 22 قتيلًا وأكثر من 400 مصاب منذ بداية الحرب مع إيران    بالمر يقود تشكيل تشيلسي ضد لوس أنجلوس في كأس العالم للأندية 2025    مدحت شلبي عن أزمة ضربة الجزاء: ما حدث لا يليق    الأرصاد تكشف مفاجآت بشأن حالة الطقس فى الصيف: 3 منخفضات جوية تضرب البلاد    تأجيل محاكمة 11 متهما بالانضمام لجماعة إرهابية فى الجيزة ل8 سبتمبر    استوديو «نجيب محفوظ» في ماسبيرو.. تكريم جديد لأيقونة الأدب العربي    «الصحة»: ملتزمون بخدمة المواطن وتعزيز الحوكمة لتحقيق نظام صحي عادل وآمن    «سياحة النواب» توصي بوقف تحصيل رسوم من المنشآت الفندقية والسياحية بالأقصر    نراهن على شعبيتنا.. "مستقبل وطن" يكشف عن استعداداته للانتخابات البرلمانية    "الإسعاف الإسرائيلي": 22 قتيلًا وأكثر من 400 مصاب منذ بداية الحرب مع إيران    بدأت بمشاهدة وانتهت بطعنة.. مصرع شاب في مشاجرة بدار السلام    وزير خارجية إيران: مكالمة من ترامب تنهي الحرب    وزير الثقافة: تدشين منصة رقمية للهيئة لتقديم خدمات منها نشر الكتب إلكترونيا    خبير علاقات دولية: التصعيد بين إيران وإسرائيل خارج التوقعات وكلا الطرفين خاسر    وائل جسار يجهز أغاني جديدة تطرح قريبا    "كوميدي".. أحمد السبكي يكشف تفاصيل فيلم "البوب" ل أحمد العوضي    ما الفرق بين الركن والشرط في الصلاة؟.. دار الإفتاء تُجيب    حالة الطقس غدا الثلاثاء 17-6-2025 في محافظة الفيوم    طبيب يقود قوافل لعلاج الأورام بقرى الشرقية النائية: أمانة بعنقي (صور)    وزير العمل يستقبل المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب- صور    العثور على جثة شاب مصاب بطلق ناري في ظروف غامضة بالفيوم    فيفا يشكر كل من شارك في إنجاح مباراة افتتاح كأس العالم للأندية بين الأهلي وإنتر ميامي    لمست الكعبة أثناء الإحرام ويدي تعطرت فما الحكم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    ما هي علامات عدم قبول فريضة الحج؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    أمين الفتوى يوضح حكم الجمع بين الصلوات في السفر    سي إن إن: إيران تستبعد التفاوض مع واشنطن قبل الرد الكامل على إسرائيل    محافظ الدقهلية يتفقد أعمال إنشاء مجلس مدينة السنبلاوين والممشى الجديد    تقرير يكشف موعد خضوع فيرتز للفحص الطبي قبل الانتقال ل ليفربول    البنك المركزي يطرح سندات خزانة ب16.5 مليار جنيه بسعر فائدة 22.70%    إلهام شاهين توجه الشكر لدولة العراق: شعرنا بأننا بين أهلنا وإخواتنا    البنك التجارى الدولى يحافظ على صعود المؤشر الرئيسى للبورصة بجلسة الاثنين    مفوض الأونروا: يجب ألا ينسى الناس المآسي في غزة مع تحول الاهتمام إلى أماكن أخرى    التضامن تعلن تبنيها نهجا رقميا متكاملا لتقديم الخدمات للمواطنين    افتتاح توسعات جديدة بمدرسة تتا وغمرين الإعدادية بالمنوفية    عضو ب«مركز الأزهر» عن قراءة القرآن من «الموبايل»: لها أجر عظيم    التعليم العالي تعلن حصاد بنك المعرفة المصري للعام المالي 2024/2025    «لترشيد استخدام السيارات».. محافظ قنا يُعّلق على عودته من العمل ب «العجلة» ويدعو للتعميم    وفود دولية رفيعة المستوى تتفقد منظومة التأمين الصحي الشامل بمدن القناة    بعد عيد الأضحى‬.. كيف تحمي نفسك من آلالام النقرس؟    إيراد فيلم ريستارت فى 16 يوم يتخطى إيراد "البدلة" في 6 شهور    العربية: إيران تعتقل عشرات الجواسيس المرتبطين بإسرائيل    تخفيف عقوبة 5 سيدات وعاطل متهمين بإنهاء حياة ربة منزل في المنيا    النائب حازم الجندي: مبادرة «مصر معاكم» تؤكد تقدير الدولة لأبنائها الشهداء    تصنيف الاسكواش.. نوران جوهر ومصطفى عسل يواصلان الصدارة عالمياً    توقيع عقد ترخيص شركة «رحلة رايدز لتنظيم خدمات النقل البري»    بريطانيا تشهد تعيينًا تاريخيًا في MI6.. بليز مترويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية    محمد عمر ل في الجول: اعتذار علاء عبد العال.. ومرشحان لتولي تدريب الاتحاد السكندري    القبض على 3 متهمين بسرقة كابلات من شركة بكرداسة    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    الجالية المصرية فى لندن تحتفل بعيد الأضحى    لا تطرف مناخي.. خبير بيئي يطمئن المصريين بشأن طقس الصيف    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    الينك الأهلي: لا نمانع رحيل أسامة فيصل للعرض الأعلى    أسعار الفراخ اليوم.. متصدقش البياع واعرف الأسعار الحقيقية    إصابة 3 أشخاص بطلقات بندقية فى مشاجرة بعزبة النهضة بكيما أسوان    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    الشرطة الإيرانية: اعتقال عميلين تابعين للموساد جنوب طهران    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبرز 7 كتب عارضت الفكرالناصرى
نشر في المصريون يوم 01 - 08 - 2015

رصد موقع ساسة بوست أبرز وأهم7 كتب عارضت فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والفكر الناصرى بشكل عام، وذلك تزامنا مع الاحتفال بذكرى ثورة 32 يوليو لعام 1952، كالتالى :-
1-سنة أولى سجن (مصطفى أمين)
يحكي الصحفي مصطفى أمين (1914-1997) مؤسسة جريدة أخبار اليوم مع توأمه علي أمين في كتاب من ثلاثة أجزاء (سنة أولى سجن – سنة تانية سجن – سنة تالتة سجن) تجربته في سجون عبد الناصر، وكل جزء يحمل مجموعة من الخطابات المهربة التي كتبها مصطفى أمين إلى أقاربه وأصدقائه وزوجته خلال الأعوام التسعة التي قضاها في السجون بداية من عام 1964.
وكانت خطاباته تحمل شهادته ضد من عذبوه في زنازين السجن الحربي ثم سجن الاستئناف، هؤلاء المعذِبون الذين اتهمهم مئات المصريين وقتها بالتعذيب في غياهب السجون والمعتقلات خلال فترة الخمسينات والستينات وأشهرهم حمزة البسيوني مدير السجون الحربية وصلاح نصر رئيس جهاز المخابرات وشمس بدران.
وكانت الاتهامات الموجهة لمصطفى أمين هي العمالة والتجسس لصالح أمريكا وذلك بعد القبض عليه – متلبسًا – جالسًا مع موظف من السفارة الأمريكية في حديقة منزل أمين بالإسكندرية، وهو الاتهام الذي رد عليه الصحفي في كتابه بأنه كان مكلفًا من الرئيس عبد الناصر شخصيًا بالاجتماع بموظفي ومسؤولي السفارة الأمريكية في القاهرة ونقل ما يدور من أحاديث للرئيس، حتى كلفه عبد الناصر بمهمة الوساطة مع الأمريكيين لاستئناف المعونة لمصر بعد العدوان الثلاثي. وفي المقابل فإن محمد حسنين هيكل في كتابه بين السياسة والصحافة قام بتكذيب العديد من الوقائع التي أقرها أمين في كتابه.
2-أيام من حياتي (زينب الغزالي)
كتبت الداعية الإسلامية المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين حتى النخاع هذا الكتاب ليكون بمثابة سيرة موجزة عن حياتها، فركزت زينب الغزالي (1919-2005) في كتابها على تجربتها في سجون ومعتقلات مصر أثناء حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
تحكي الغزالي في كتابها بشكل مركز عن تجربة انضمامها للاتحاد النسائي تحت رئاسة هدى شعراوي ثم انفصالها عن الاتحاد بعد نقاشات وجدالات دخلتها مع بعض شيوخ الأزهر، وانضمامها بعد ذلك إلى جماعة الإخوان المسلمين ومبايعتها للإمام حسن البنا والتي قالت عن انتمائها لها:
إن هناك شيئًا في حياتي يجب عليك أن تعلمه أنت لأنك ستصبح زوجي، ومادمتُ قد وافقتُ على الزواج فيجب أن أطلعك عليه على ألاّ تسألني عنه بعد ذلك، وشروطي بخصوص هذا الأمر لا أتنازل عنها .. الأمر الذي أؤمن به وأعتقده هو: رسالة الإخوان المسلمين، أنا على بيعةٍ مع حسن البنا على الموت في سبيل الله، غير أني لم أخطُ خطوة واحدة توقفني داخل دائرة هذا الشرف الرباني، ولكني أعتقد أني سأخطو هذه الخطوة يومًا ما بل وأحلم بها وأرجوها.
وتحتل تجربة الغزالي في سجون عبد الناصر الجزء الأكبر من كتابها المكون من سبعة فصول، بداية من اعتقالها لأول مرة عام 1965 من منزلها ودخولها للسجن الحربي وما تعرضت له من تعذيب داخل السجن، ومساومات رجال أمن الدولة معها على حريتها في مقابل اعترافات على بعض أفراد الجماعة، ثم تسرد تفاصيل صحبتها لعلية حسن الهضيبي وغادة عمار في الزنزانة رقم 3 وكانتا قد اعتقلتهما السلطات وأدخلتهما إلى السجن الحربي، ثم استمرار تعذيبها ونقلها إلى سجن القناطر النسائي، والتقائها بالرئيس جمال عبد الناصر ومعه عبد الحكيم عامر ليساوموها على حريتها أيضا. ثم تفاصيل محاكمتها التي انتهت بالحكم عليها بالأشغال الشاقة المؤبدة.
كانت زينب الغزالي قد تحدثت بشكل مفصل عن وقائع تعذيبها ومشاهدتها لوقائع تعذيب سجينات أخريات، فكانت ألوان العذاب في سجون عبد الناصر تتنوع بين الجلد والغرف المظلمة وغرف الماء وتسليط الكلاب المسعورة عليها، ومحاولة الاعتداء الجنسي عليها ثلاث مرات وغيرها من أنواع التعذيب، وكانت أسماء كل من صفوت الروبي وشمس بدران وحمزة البسيوني ترتبط بكل تعذيب تعرضت له الغزالي.
ثم تنتهي معاناة الغزالي مع التعذيب لتنتقل للسجن بعد الحكم عليها وتقبع فيه حتى يأتيها عفو صحي صادر من الرئيس الراحل أنور السادات عام 1971.
وتقول الغزالي في خاتمة كتابها:
ومازال التعذيب يمارس صباح مساء في السجون والمعتقلات المصرية منذ عهد عبد الناصر مرورًا بالسادات حتى الآن في عهد مبارك ونسأل الله العلي القدير أن يزيل الغمة عن الأمة بزوال الطواغيت الذين يحكمون مصر بالحديد والنار.
3-عبد الناصر المفترى عليه والمفتري علينا (أنيس منصور)
كتب الصحفي أنيس منصور (19925 – 2011) هذا الكتاب وصدر عام 1988 وهو الذي تضرر من نظام عبد الناصر كثيرا ومنع في عصره من الكتابة وتم تسريحه من أكثر من جريدة ومجلة بسبب انتقاده لنظام عبد الناصر، ويحكي الكاتب خلال فصول الكتاب عن مجموعة من المقالات التي نشرها منصور بالتسلسل في أخبار اليوم يقصد بها بشكل غير مباشر انتقاد النظام الناصري، وهو ما أثار غضب النظام ضده ومنعوه من النشر والكتابة.
ويحلل الكاتب بطريقة موضوعية وجهتي النظر التي ترى إحداهما أن عبد الناصر كان مظلوما من الشعب وأنه بالفعل كان الحاكم الذكي الذي أنقذ مصر من الملكية والأخرى التي تراه ديكتاتورا ظالما.
4-ثورة يوليو الأمريكية (محمد جلال كشك)
كتاب من تأليف المفكر الإسلامي محمد جلال كشك (1923-1993)، أصدر كشك هذا الكتاب عام 1988 قاصدًا به كشف علاقة الرئيس جمال عبد الناصر بالمخابرات الأمريكية، وأثر ذلك على القرارات السيادية وطريقة إدارة الرئيس عبد الناصر لمصر، أورد كشك في مدخل كتابه أسبابًا تجعله يرى من الصحفي محمد حسنين هيكل مؤرخًا كاذبًا ومزورًا للتاريخ خاصة وأنه أكثر الكُتَاب غزارة في إنتاجه الذي يوظفه بشكل أو بآخر لخدمة الدولة الناصرية وتجميل صورتها.
ومن خلال 10 فصول خصص الكاتب أولها لتفنيد أكاذيب هيكل ورواياته المتناقضة عن معارك السويس وقضايا أخرى، واختار للفصل عنوان"التاريخ البلاستيك وهيكل"، وفي فصله الثاني كان حديثه عن "ثورتنا التي أجهضت" عن ثورة يوليو ونظرة الأمريكيين لها وكيف أجهضوها، ثم الفصل الثالث “في البدء جاء الأمريكان” ويتحدث فيه عن شهادات لشخصيات أمريكية عن ثورة يوليو ويتعمق في تفاصيل علاقة عبدالناصر بهيكل التي جعلت الأخير همزة وصل بين النظام الناصري وبين دول أخرى مثل إيران، وفي فصله الرابع “حكاية أول زعيم” يحكي عن تجربة الانقلاب العسكري في سوريا، ويسرد وقائع تبرهن على عمالة هيكل للمخابرات الأمريكية (سي آي إيه) وكيف دربت أمريكا كادر عبد الناصر كاملا لتكون خطواته متوقعة من قبل أمريكا، وفي فصله الخامس يعرض علاقة هيكل ومصطفى أمين بالمخابرات الأمريكية وموقف كل من أمريكا وبريطانيا من خلع أو استمرار نجيب في السلطة، ثم كيف انهارت علاقة عبد الناصر بالاستخبارات الأمريكية.
وفي فصله السادس من الكتاب "كل القرارات لصالح إسرائيل"يحلل فيه كشك قرارات عبد الناصر التي تصب في مصالح إسرائيل منها قرار تأميم قناة السويس الذي اتخذه لإخفاء الهزيمة التي لحقت بالمصريين في سيناء، وكيف أضاع عبد الناصر – من وجهة نظر الكاتب – فرصة ذهبية في 1956 لفرض حل لصالح العرب ضد إسرائيل، ويختم المؤلف الفصل بوثائق هامة وخطيرة عن اتصال عبد الناصر بشخص داخل إسرائيل. وفي الفصل السابع من الكتاب "انتصارات عبد الناصر وخسائر الوطن" ويتحدث فيه المؤلف عن قرار الحياد الذي اتخذه عبد الناصر وتنفيذه لسياسة أمريكا في معارضة حلف بغداد، ثم معلومات عن صفقات السلاح الروسي التي أبرمها عبد الناصر، ويختم المؤلف الفصل بتحليل دور السعودية في معارك الخمسينات.
ثم في الفصول الثلاثة المتبقية يحلل المؤلف موقف دولة عبد الناصر من أحداث النكسة وكيف أن الجيش المصري كان يريد أمر محاربة إسرائيل وهو ما لم يصدره جمال عبد الناصر ورجله عبد الحكيم عامر متسببا في النكسة عام 1967، وفي فصله الأخير "عبد الناصر وإسرائيل" يحلل الكاتب مواقف عبد الناصر من إسرائيل منذ الثورة حتى النكسة، وكيف أن عبد الناصر أراد السلام مع إسرائيل لكنها رفضت.
واختتم الكاتب كتابه بعبارة:-
وبعد .. بلادنا بيعت والخونة يرتعون ويحاولون العودة باسم الناصرية.
5-الزحف المقدس (شريف يونس)
يستعرض هذا الكتاب، والذي صدر عام 2005، بعمق شديد عوامل زعامة عبد الناصر وكيف جعل الشعب منه إلها لا يمكن المساس بشخصه أو تصرفاته، ويستند الكاتب في عرضه إلى تحليله لمظاهرات التنحي يومي 9 و10 يونيو 1967 والتي خرجت جموع الشعب المصري فيها مطالبين الرئيس بالعدول عن قرار التنحي، فيحلل وجهتي النظر اللتين تترددان دائما بشأن تلك المظاهرات، الأولى أن تكون مظاهرات من صناعة النظام ومن أجهزة الدولة، أو أنها مظاهرات عفوية كنتيجة طبيعية لسنوات من بناء وتوجيه العقل الجمعي للشعب المصري خلال حكم الضباط الأحرار، وأن تلك الأيدولوجيا الجديدة التي شكلها الضباط، هي التي قادت الشعب إلى الميادين في تلك المظاهرات الضخمة، وربط شريف يونس رد فعل الشعب على تنحي المسؤول عن الهزيمة ومطالبته بالعودة، على تحليل خطابات كتاب اشتهروا في عصر عبد الناصر وامتدحوا نظامه منهم إحسان عبد القدوس.
كما يحلل يونس بشكل متعمق خطاب التنحي الذي كان بالتأكيد سببا أساسيًا في الضغط على مشاعر المصريين، خاصة وأن استقالة رئيس الجمهورية عادة ما تقدم لمجلس الشعب ولا تذاع على الملأ عبر شاشات التلفاز وموجات الراديو.
وللباحث والمؤرخ شريف يونس كتاب آخر في نقد الناصرية بعنوان "نداء الشعب: تاريخ نقدي للأيدولوجية الناصرية"، صدر عام 2012، يهتم بتحليل نظام يوليو والأعمدة التي ارتكز عليها، ويستهل يونس كتابه بالبحث في معنى "الأيدولوجيا الناصرية" والتي كانت غير موجودة بشكل كبير، لأنها استمدت نفسها وأساسها من لفظ "الشعب"، فاعتبر القائمين على نظام يوليو أنفسهم أوصياء على الشعب وأخذوا يرددوا عبارة أنهم "لبوا نداء الشعب" وأنهم يعملوا لمصلحة الشعب بالنيابة عنه.
ويرى يونس أن استخدام الضباط الأحرار للفظ "الشعب" هي ما جعلته يستمد شرعيته ويثبت أركانه وإن كانت نظرتهم هكذا استعلائية، ويحلل عبر فصول الكتاب خطابات لعبد الناصر وصلت إلى "1359 خطاب" ما يجعل نظام عبد الناصر واحدًا من أكثر النظم المتكلمة عن أنفسها التي شهدها تاريخ مصر.
6-دراسة نفسية لشخصية عبد الناصر (د. يحيي الرخاوي)
أعد الرخاوي تلك الدراسة النفسية في أوائل تسعينات القرن الماضي غير مستندٍ على وثائق سرية أو معايشة لشخص عبد الناصر نفسه إنما فقط من قراءاته وتحليله لمواقفه قبل وأثناء حكمه لمصر، ويؤكد الرخاوي في دراسته أنه فقط مواطن مصري عاصر تلك الحقبة ويكتب عنها بالاستعانة بخبراته كطبيب نفسي.
وكان الكاتب بلال فضل قد قدم عرضًا لتلك الدراسة غير المنشورة للدكتور الرخاوي في إحدى مقالاته، ويبدأ الرخاوي دراسته بعبارة أن عبد الناصر “كان عظيم المجد والأخطاء”، وهي العبارة التي أطلقها الكاتب الفرنسي جان لاكوتور في وصف عبد الناصر.
وبموضوعية الطبيب النفسي قدم الرخاوي دليلًا للصفات النفسية لعبد الناصر التي تناقض بعضها البعض في الكثير من الجوانب، فمنها القسوة والعطف خاصة من موقعه القيادي كرئيس، والشجاعة والانسحاب تحت عنوان الحرص على المصلحة العامة، الشللية اتقاءً للخيانة، العناد أمام جرح كرامته والانهيار أمام المفاجآت، بالإضافة إلى البذاءة والمناورة والكرم والأمانة والجهل والانفراد بالقرار.
ويرجح الطبيب أن الرئيس الراحل كان يعاني من عقدة ابن البوسطجي، فمن المعروف أن مهنة البوسطجي التي كان يمتهنها والد الرئيس كانت تعتبر من المهن المتواضعة في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، وكان البوسطجي عادة ما يتلقى هدايا وإكراميات من المرسِل ويكون له دخل ثابت من تلك الإكراميات، وهو ما رآه الرخاوي بأنه ربما قد خلف آثارًا نفسية في شخصية عبد الناصر الذي اعتاد أن يرى أباه يأخذ دون احتمال رد ما تلقاه.
وحول نزاهة عبدالناصر وأمانته وعدم سرقته للمال العام، يوضح الرخاوي أن عبد الناصر وصل إلى ما هو أبعد من سرقة الأموال، فهو اعتبر نفسه جسد السلطة والدولة والنظام لذلك لا حاجة له لأن يسرق من نفسه.
وعن علاقة عبد الناصر بصديق عمره عبد الحكيم عامر فيرى الرخاوي أن كل منهما كان يكمل ما ينقص الآخر، حتى أنه يرى أن عامر كان أكثر تماسكا وقوة من عبد الناصر عكس ما كان ظاهرًا للعامة، وأن سبب تمسك عبد الناصر بعامر هو خوف عبد الناصر الدائم من حركة غير محسوبة يقوم بها الجيش ضده متمثلا في عبد الحكيم عامر، حتى يرى الرخاوي أن انتحار أو قتل عبد الحكيم عامر هو ما جعل من عبد الناصر شخصًا أقوى، حيث تخلص عبد الناصر بموت عامر من شخصيته الأخرى ومن عبد الناصر الآخر الذي يسكنه، ولذلك فإن الرخاوي يعتبر حرب الاستنزاف هي الحرب الحقيقية الوحيدة التي دخلها عبد الناصر.
7- الإسلام السياسي (مصطفى محمود)
"كان جمال عبد الناصر يحارب في الكونغو واليمن ويرفع رايات القومية والاشتراكية في كل مكان من المحيط الأطلسي إلى الخليج الفارسي، وكان يهتف مخاطبا كل مواطن مصري: ارفع رأسك يا أخي.
ولكن المواطن المسكين والمخدوع لم يكن ليستطيع أن يرفع رأسه من طفح المجاري ومن كرباج المخابرات ومن خوف المعتقلات ومن سيف الرقابة ومن عيون المباحث، وساد مناخ لا يزدهر فيه إلا كل منافق، وأصبح الشعار هو الطاعة والولاء قبل العلم والكفاءة، وتدهورت القيم، وهبط الإنتاج وارتفع صوت الغوغاء على كل شيء، وعاش عبد الناصر عشرين عاما في ضجة إعلامية فارغة ومشاريع دعائية واشتراكية خائبة، ثم أفاق على هزيمة تقسم الظهر وعلى انهيار اقتصادي، وعلى مائة ألف قتيل تحت رمال سيناء وعتاد عسكري تحول إلى خردة، وضاع البلد وضاع المواطن".
ليس هذا هو الكتاب الوحيد الذي يعارض ويهاجم فيه مصطفى محمود عبد الناصر والناصرية، فأى قارئ جيد لأكثر من عمل من كتب الرجل سيلاحظ ضيقه الشديد من عبد الناصر ونظامه، هذا النظام الذي تسبب في توقفه عن الكتابه لفترة طويله، وفصله من عمله، بل وتقديمه للمحاكمة بناء على طلب عبد الناصر بعد طلب الأزهر لذلك.
الكتاب ليس كاملًا في نقد عبد الناصر والناصرية، إلا أن به فصلًا كاملًا انتقد فيه مصطفى محمود الاشتراكية وكان يقدم من خلال هذا النقد نقده لعبد الناصر وحقبته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.