تشريد أكثر من 500 أسرة بعد توقيع غرامات على "العربجية".. والأهالى: "المحافظ دفنا بالحيا" بالرغم من قيام ثورتين نادوا بالعدالة الاجتماعية، إلا أنه مازال المسئولون فى محافظة أسيوط، لم يشعروا بذلك، حيث قرر المحافظ المهندس ياسر الدسوقى بحظر مرور عربات "الكارو" داخل مدينة أسيوط، والتحفظ على العربات المخالفة وذلك بالتنسيق بين إدارة المرور وحى شرق وحى غرب، وذلك وفقًا لأحكام القانون والقواعد المنظمة وتسيير حركة المرور مع تسليم الدابة لصاحبها. جاء هذا القرار كالصاعقة، على سائقى الكارو "العربجية" والذين ليس لهم مورد رزق غير هذه المهنة علمًا بأنهم يصرفون على أبنائهم ويعتمدون عليها هم وأولادهم فهؤلاء المواطنين انتظروا كثيرًا طوال الأيام والشهور الماضية، أن تنظر لهم الدولة بعين الرحمة والشفقة. قرار المحافظ أطاح بحلمهم، حيث تم إصداره دون دراسة لحال هذه الفئة من المجتمع الأسيوطي، فأكثر من 500 أسرة معرضة للتشرد هم وذووهم لعدم وجود مهن أخرى لهم. فى البداية يقول أحمد ربيع محمد من أهالى منظقة غرب البلد بأسيوط والتى يقطن بها العشرات من سائقى الكارو، إن مجلس المدينة حاليا ينفذ هذا القرار ويسحب منا العربات ويدفعنا غرامات تصل إلى 1000 جنيه فكيف ندفع تلك المبالغ ونحن نسعى يوميًا على أسرنا ولا نستطيع توفير 100 جنيه فالأسعار نار والحياة صعبة. وأضاف، أننا عندما نتعب يوما لم نجد عائلا لنا فأنا متزوج وعندى أربعة أولاد جميعهم فى المدارس وأسعى عليهم بكل ما أملك من الدخل ولا أستطيع توفير أى أموال فأنا مريض وليس لدى رصيد أشترى به علاج وأسير فى الأرض بستر الله ولكن المحافظ لم يعلم ذلك وأعطى قرارا "بإعدامنا جميعًا بالحيا"، وسيجعلنا عرضه للشارع لنصبح متشردين . وأوضح عبد الغنى جلال، من منطقة الجعفرية، أننا فى شهر كريم ونحتاج إلى مصاريف وملابس للعيد فمن أين ننفق علما بأن زوجتى تعانى من مرض السكر وأجرت مؤخرًا عملية جراحية تم استئصال أصابع قدميها وتحتاج إلى علاج فوالله اقترضت أكثر من 5000 آلاف جنيه لكى أستطيع الأنفاق عليها ده بقى غير الغرامات التى أدفعها لمجلس المدينة منذ صدور هذا القرار فحسبى الله ونعم الوكيل فمازال الفقير لا يتمتع بأبسط حقوقه وكأننا مكتوب علينا الشقاء وحرمنا من الراحة حتى فى لقمة العيش. وأشار محمد صلاح فتحى "سائق كارو" إلى أن شركات الشحن والتموين ومواد البناء والغلال والعفش تعتمد على الانتقال بسيارات الكارو وأننا منذ الصغر ليس لنا مهنة إلا هى فأنا أقيم فى منزل بالإيجار ولدى 5 أبناء وعايشين بقليله والظاهر أن الدولة "مستكترة" لقمة العيش فينا فنحن مدفونين بالحيا ليس لدينا مورد رزق غير الحمولات، فكيف ندفع غرامات ومعناش ثمن الأكل الظاهر أن الفقير ملهوش نصيب. وفى النهاية طالب الأهالى بضرورة النظر فى هذا القرار رحمة بهم وبذويهم المرضى والطلاب والأطفال لأنهم لا يستطيعون العمل بأى مهنة علما بأن الظروف صعبة وأنهم لا يملكون دفع هذه الغرامات وأن ينظر المسئولون إليهم بعين الرحمة.