"مين زينا احنا العربجية يا هوه مين.. بنشوف غلب وتلطيم عقبال اللايمين..كل الناس فى أشغالها يا فندى رايحين جايين.. إلا احنا نفضل بالعشر ساعات قاعدين.. اللى يكفيكو يا هوه شر القعدة اللى بنقعدها، مصلوبين طول النهار أنا والجدع ده" كانت هذه كلمات أغنية الراحل "سيد درويش" فهو أول من شعر بحال الطبقات الفقيرة والمهمشة خاصة سائقى عربات الكارو "العربجية" فقد نادى بأعلى صوته مدافعا بالغناء عن هذه الطبقات التى تحصل على رزقها يوما بيوم، دون الحصول على أى تأمينات أو تراخيص تؤمن معيشتهم من غدر الزمن. وكأنهم لم يكن لهم وجود على الخريطة الإنسانية، وفى حالة إصابة أحدهم بمكروه لم يجد يد العون التى تمتد له، لأنه من طبقة العالة على المتجمع، ويتم الإطاحة به وبأسرته، وهذا ما حدث مع أحد "العربجية" بمحافظة المنوفية مركز شبين الكوم. المعلم "السيد على شعلان" وشهرته "خيشة شعلان" 54 سنة يرث المهنة أبا عن جد، وهذا ما قوى موقفة فأصبح شيخ عربجية محافظة المنوفية عامة وشبين الكوم خاصة يروى حادثة التصادم بين أحد العربجية والمحافظ قائلا: فى أواخر عام 2009 كان هناك أحد سائقى عربات الكارو يسير على الطريق العمومى للبلد، وفى هذا الوقت كان يسير المحافظ حسن حميدة بسيارته، وعندما شاهد العربجى على الطريق، اعترض على هذا المشهد وقرر مصادرة العربة بالحصان، لكن عندما امتنع السائق عن تنفيذ القرار حدثت مشادة كلامية بين الاثنين، مما أدى إلى تصاعد الأمر حتى أصدر "حميدة" قرارا بعدم ممارستهم المهنة إلى جانب ذلك وقف نشاط رابطة العربجية، التى كانت مصدر رزقهم الوحيد لإعالة أسرهم وذويهم. دعى هذا الأمر المعلم خيشة بصفته الرسمية إلى رفع دعوى ضد قرار المحافظ، وفى عام 2010 أصدرت المحكمة قرارا باستئناف عمل الرابطة وعودة سائقى عربات الكارو إلى مزاوله المهنة مرة أخرى. أشار "خيشة" إلى أنه منذ قيام ثورة 25 يناير، تدهور به الحال هو وزملاء المهنة، ولم يستطيع أحد ممارسة عمله بسبب عدم وجود تراخيص لعربات الكارو فى البلد، ممال جعل المزارعين يقومون باستخدامات الجرارات الزراعية كبديل عن الكارو، مما ساعد على ظهور مشكلة البطالة فى البلد، حيث يوجد بها ما لا يقل 500 فرد يعمل بهذه المهنة، إلى جانب ذلك انتشرت ظاهرة التزاحم على الطريق، نظرا إلى صغره، فلا يسمح بمرور هذه الجرارات بها. وازدادت الحوادث على الطرق. فكر المعلم خيشة كرئيس رابطة العربجية، فى المطالبة بحقهم فى إنشاء أول نقابة إلى سائقى النقل البطىء بمصر حتى تحفظ حقوقهم المادية والمعنوية. يقول "خالد فؤاد" محامى القضية ورئيس حزب الشعب الديمقراطى: إن الهدف من إنشاء نقابة لسائقى النقل البطىء "العربجية" هو المحافظة على حقوق هذه الطبقة التى تضم ما لا يقل عن 5 آلاف عامل بأسرهم بمحافظة المنوفية فقط، مما يجعلها من المهن الأساسية بالقرى والمحافظات، بالإضافة إلى أنها تعتبر من وسائل النقل الرخيص والنظيف لعدم تلويثه للبيئة. ولهذا السبب يجب حصول هؤلاء العاملين على أبسط حقوقهم لضمان عيشة أفضل، من خلال التأمين عليهم من الناحية الصحية، وتوفير معاش لكل فرد وترخيص عرباتهم، بالإضافة إلى وجود بعض الوسائل الاجتماعية الترفيهية مثل: النوادى وقاعات الأفراح... وغيرها، حتى يكون مثلهم مثل أى مهنة شريفة مرخصة فى مصر. وأضاف خالد، أنهم فى الوقت الحالى يقومون بحصر عدد السائقين لتجميع أكبر عدد لتوثيق طلباتهم وعرضها على الجهات المسئولة.