قررت محكمة جنايات القاهرة تأجيل نظر قضية قتل 22 من المتظاهرين وإصابة 44 آخرين أمام قسم شرطة حدائق القبة المتهم فيها 5 ضباط شرطة و 9 أمناء شرطة فى يوم "جمعة الغضب" إلى جلسة غد الخميس، لاستكمال سماع الشهود والاطلاع على الأسطوانات المدمجة "سي دي" الخاصة بحريق القسم وسرقته. وسمحت المحكمة لمحامين الشهداء والمصابين بالحصول على شهادة من مديرية أمن القاهرة حول نوع الذخيرة والسلاح الذى تم إرساله إلى قسم شرطة الحدائق في يوم 28 يناير الماضي. وكان محامي الشهداء والمصابين جمال عوض طلب من المحكمة التصريح له باستخراج شهادة رسمية من مديرية أمن القاهرة بعدد ونوعية الذخيرة المنصرفة بقسم حدائق القبة في يوم 28 يناير، فيما طلب دفاع المتهمين استخراج صحيفة الحالة الجنائية للقتلى والمصابين أمام قسم شرطة حدائق القبة وكذلك شهادة رسمية من الدفاع المدني بما يفيد تلقي بلاغ من قسم شرطة حدائق القبة لمعرفة توقيت اشتعال النار بالقسم. وشهدت جلسة أمس انفعال والد أحد الشهداء أثناء الإدلاء بشهادته أمام المحكمة، وقال مخاطبا القاضي: " أنا صعيدي في الأساس ومستعد أكنس قسم الحدائق كله وأنا قدمت لحضرتك الورق ولازم تيجبلي حق ابني الشهيد ولو ما جبتهوش أنا هاخده بنفسى". وكانت المحكمة استمعت لشاهد الإثبات إسلام حنفي الذي قال إنه شاهد المتهم أحمد خليفة أمين شرطة وهو يطلق النار على المتظاهرين من داخل القسم وكان بصحبته شخص آخر اسمه فهد خليفة أصيب بالرصاص الحي وحاول إسعافه ونقله للمستشفى لكنه فارق الحياة، وحدث ذلك تمام الساعة العاشرة مساء يوم 28 يناير، والمعروف باسم "جمعة الغضب"، وذلك عقب عودتهما من العمل. وأضاف إنه كان يشاهد الأمين المتهم وهو يلقي القبض على المواطنين بمنطقة حدائق القبة، وردا على سؤال للدفاع بمشاهدة متظاهرين يلقون قنابل مولوتوف على القسم، رد الشاهد: "ما اخدتش بالي". وأضاف والد الشهيد فهد خليف أنه كان يجلس فى المنزل يوم "جمعة الغضب" مابين الساعة العاشرة والنصف حتى الحادية عشر مساء، حين جاءه بالشاهد الأول ليخبره بأن ابنه أصيب بإطلاق نار أمام قسم شرطة الحدائق، وأنه شاهد المتهم وائل عز الدين ضابط بقسم الحدائق في وضع القرفصاء ويطلق النار على المتظاهرين. وقال إن توجه إلى نجله ووجده مصابًا بطلق ناري في وجهه وبعد نقله إلى المستشفى توفى، وانفعل الرجل: وقال أنا صعيدي في الأساس ومستعد أكنس قسم الحدائق كله وأنا قدمت لحضرتك الورق ولازم تيجبلي ولو ما جبتهوش أنا هاخده بنفسى, وأراد الدفاع أن يوجه له سؤلا بخصوص شهادته قال: "أنا محدش يسألني غير الريس". وأكد الأمين محمد جمعة للمحكمة أنه مسؤل عن تحضير أفراد وحدة المباحث وضباط المباحث، ونفى أن يكون مسئولاً عن تسليم السلاح للشرطيين داخل قسم الحدائق، مؤكدا أن المسئول عن ذلك أمين شرطة آخر يدعى مصطفى شعبان، وأنه شاهد من أحد النوافذ المتظاهرين الذين وصل عددهم حوالى 600 شخص ودار حوار بين مأمور القسم وبينهم. وقال إن هناك من استجاب له وآخرين رفضوا المغادرة وحصل نوع من الهياج، وتابع: لاحظت أشخاص يلقون زجاجات تشبه "المولوتوف" وسمعت إطلاق أعيرة نارية ولم أعرف مصدرها. وهنا تدخل شقيق الشهيد، وقال له إن هذا الشاهد حضر له بعد أسبوع من وفاة شقيقة وقال له: "أنا هقلك مين إللي قتل أخوك بالظبط"، لكن المحكمة طلبت منه الجلوس في مكانه وأن يملي السؤال الذى يريد أن يسأله لمحاميه. وكان أحد المصابين حاول الحديث أمام القاضي لكن محاميه منعه من الكلام، مما أثار حفيظته وأخذ يصرخ في المحكمة قائلا" "أنا واخد رصاصتين في جسمى وربنا ما بيسيبش حق حد"، ثم دخل فى نوبة بكاء وبعدها اقترب منه ضابط شرطة يرتدي الزي المدني وقام بتهدئته. وعقب صدور قرار المستشار صبرى حامد رئيس محكمة جنايات القاهرة بتأجيل محاكمة المتهمين ثار أهالي وأسر الشهداء، وأخذوا يقذفون المتهمين بالشتائم ويصفونهم بالظلمة والقتلة.