الضائقون بالوحي تنقصهم المعرفة الحية. لا تزال أفكارهم تدور في عالم الأشياء أو عالم الأحداث لم يتأهلوا بعد إلى الدخول إلى عالم الأفكار. لابد لهم من حكاية قبل النوم. لا إعمال للعقل. أنهم حبسوه في أضيق مكان. لا تزال تحكمهم الأساطير والأهواء وتنقصهم فعلاً المعرفة الحية لأن المعارف التي تحصلوا عليها لم تقدم لهم الإجابة القاطعة عن أسئلتهم ولو أنهم رجعوا للفطرة لوجدوا الإجابة ولو أنهم نظروا إلى وحي الله لكفاهم ولكنه العناد، ضائق بالوحي لوجود انطباعات مضللة احتلت العقل متخذة شكل الحقائق !!! ومن أعظم المصائب ألا يجد الإنسان من يوجهه إلى الطريق الصحيح وقد حدث هذا مع العالم الكبير مصطفى محمود فأنفق نصف عمره في وهم عظيم اسمه الاستغناء عن الله ثم أتم الله عليه النعمة لأنه سعى إليها في إخلاص. الضائقون بالوحي ليس أمامهم إلا السعي بجدية للوصول إلى اليقين الذي دعى الدكتور مراد هوفمان أن يقول (لولا الوحي لكنا عميانا) وجعل ماري شميل تكتب عن خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم (نعم أني أحبه) وجعل (زيجرد هونكة) فكتب كتابها الرائع (الله ليس كذلك) لترد عن الإسلام كيد الكائدين وعدوان الآثمين. أسماء كبيرة، مراد هوفمان، آنا ماري شميل، زيجرد هونكة، عبد الهادي هوفمان، روجية دي باسكوية، روجية جارودي … قرأت ووعت وفهمت وتخلصت من الأحكام السابقة ومن الأحكام بالسماع ومن العنصرية البغيضة، ومن الاستعلاء المذموم، عقول تفرغت للبحث الجاد ولم تشغلهم بما انشغل به غيرهم من أمثال (جولد زهير) و(جان بيرك) وغيرهم لقد انتهوا إلى الإسلام، لقد انتهوا إلى الإيمان بدعوة الحق، دعوة كل الرسل كما ذكر القرآن الكريم. إن الإسلام لم يبدأ ببعثه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما يظن الكثير ولكنه يبدأ منذ آلاف السنين قبل أن يخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فحسب ولكن قبل أن يخلق آدم عليه السلام بسنوات لا يعلم عددها إلا الله. الكون مسلم ومؤمن وكأنه مسجد كبير تتجاوب جنباته بالتسبيح والتعظيم والتمجيد للأحد الفرد الصد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد كل بالأسلوب الذي حدده له الله. شأن الكائنات عندنا شيء وشأنها مع ربها شيء آخر. هذه هي الصورة الحقيقة للكون لا كما يزيفها المزيفون والضائقون بالوحي. المقيمون بالوثنيات الرومانية / الإغريقية والتي قامت عليها الحضارة الغربية الكسيحة التي تحفر للإنسانية قبرها. إنما تنحصر اهتماماتهم في عالمي الأشياء والحوادث فقط هذا حظهم من الفهم والإدراك، لم يصل أوربا الدين الحق كما قال كبار العلماء إنما الذي وصلها صورة مشوهة ويمكن للقارئ أن يعود إلى مؤلفات الإمام محمد أبو زهرة في هذا الشأن. الضائقون بالوحي من خريجي (الكولديج دي فرانس) وقهاوي الشانزلية وغيرها من القهاوي لا اعتبار لا أقوالهم في ميزان العقل فالأمة الصابرة المحتسبة الحزينة لا تملك رفاهية السطحية والثرثرة والتفاهة. لا طاقة للأمة التي تبحث عن قيام أن تردد أقوال نصر حامد أبو زيد، حسن حنفي، لويس عوض، سلامة موسى، فرج فودة، سيد القمني، البغدادي، وغيرهم من رواد الثرثرة، الأمر أخطر وأعظم هو النهوض بالأمة لاستعادة وجهها العقيدي. والله يقول الحق وهو يهدي إلى الصواب.