"عباس محمود العقاد: قمة المنطق الأخاذ يقول العقاد: "والمعهود في جماعة المستشرقين أن الكثير منهم يقرنون سوء الفهم بسوء النية، لأنهم يخدمون سياسة المستعمرين أو سياسة المبشرين المحترفين أو ينظرون في بحوثهم نظرة الغربي الذي ينظر إلى الشرقي نظرة المتعالي عليه في حاضره وماضيه. غير أنهم ماعدا القليل منهم محدودون سطحيون يحومون حول المسائل الحسية ولا يتوسعون في النظر أو يتعمقون وراء الظواهر التي يلمسها شاهد الحس" ص 66 من كتابه مطلع النور 1968. ليس بعد كلام عباس العقاد عن جماعة المستشرقين بهذه الصورة الواضحة الجلية، أي كلام آخر يمكن أن يقال حول هذا الموضوع الذي يحاول أصحاب المزاج المنحرف أن يجعلوا من أعمال جماعة المستشرقين الكلمة النهائية في كل ما يتعلق بحياتنا في جميع العلوم !! ولا أعلم من سبب لذلك إلا قابليتنا للاستعمار كما قال (مالك بن نبي) رحمه الله، مصيبة كبرى أن تقودنا مجموعة من المستشرقين حدد "عباس محمود العقاد" وظيفتهم ب: إنهم يخدمون المستعمر !! بالإضافة إلى صفاتهم الشخصية والمحير أننا ننظر بعين الاعتبار إلى مؤلفاتهم وكأنها القول الفصل !! انبهار يؤدي إلى الذوبان ثم التلاشي ! مما جعل البعض كتب يطالب بعدم جواز تلقي المسلم عن غير المسلم قيما يتصل بتفسير بواعث النشاط الإنساني وبحركة التاريخ الإنساني والإسلامي وضرورة الاعتماد على القرآن الكريم والسنة النبوية عن التاريخ للأمة المسلمة منذ أقدم العصور وفساد مناهج ومصادر ومراجع ومادة ما يسمى بالتاريخ القديم الذي يتجاهل بضعة آلاف من السنين من تاريخ الأمة المسلمة وقد حولته إلى تاريخ وثني محض لا أثر فيه لدعوة الرسل والأنبياء صلوات الله عليهم. بلاء عظيم … التجهيل بتاريخ سيدنا يوسف عليه السلام … التجهيل بتاريخ سيدنا زكريا وسيدنا داود وسيدنا سليمان عليهم جميع صلوات الله وسلامه، وترك تاريخهم لمن حرفوا الكتب المقدسة ووضعوا الحواشي والتفاسير والغرائب والجهالات التي لا يقبلها المنطق ويرفضها الذوق السليم. إذن لابد من إعادة قراءة ما كتبه الكاتب الكبير عباس العقاد بعين فاحصة وقلب سليم. وهل يعقل أن يكتب (فيليب حتى) تاريخ الأمة ؟ وأيضا هل لا يزال الفكر الشعوبي يعمل عمله في ادمغتنا ؟ لن ينقذنا إلا فعلنا الخاص كما يقول أستاذنا الكبير الدكتور عماد الدين خليل. لا يشك عاقل أن الكثرة من جماعة المستشرقين قد أفسدوا حياتنا الثقافية على نحو أصابنا بالدوار وقد اعترف بعضهم بالجريمة من أمثال (روجيه دي باسكوية – سيدي عبد الكريم بعد ذلك) وكذا (زيجرد هونكة) و (آنا ماري شميل) كانوا أدوات فاعلة لهدم العقيدة في النفوس وتحطيم تراث الأمة بدعوى التجديد والحداثة واللحاق بالعصر. ولقد فتنوا الكثير من رجالات الثقافة الكبار. ولم يثبت في مواجهتهم إلا القليل حتى وصلنا إلى ما نحن فيه من انهيار ثقافي لا مثيل له وتمت القطيعة بيننا وبين ماضينا ولم تسلم عقولنا وعقول أولادنا من التخريب المتعمد بكل الوسائل لفصل الناس وإبعادهم عن دين الله. ومن أعظم الجرائم في حق الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه وصفهم بما لا يليق ويمثل كتاب الشرق الخالد مقدمة في تاريخ وحضارة الشرق الأدنى منذ أقدم العصور حتى عام 323 ق.م (!!) من تأليف دكتور عبد الحميد زايد، دار النهضة المصرية – القاهرة، يقول المؤلف عن سيدنا موسى عليه السلام: "من هو موسى وكيف تمت سكنى فلسطين ؟ - لقد أجمع المؤرخين أنه كان مهذبا طيب القلب، هو ذلك الرجل المصري الذي عاش في بلاط فرعون وتأثر هو وبنوا إسرائيل بعقائد المصريين. فثار النبي موسى على تعدد الإلهة وتزعم حركة الثورة على دين فرعون وبفضل النبي موصى رغب الإسرائيليين في الاستقرار ولذلك عمل على تخليهم من حياة البداوة والترحال ووعدهم موسى بأرض كنعان التي كانت ملكا للعرب والعبريين، وكان عليهم أن يدخلوا في معارك ضد أهلها. وطالب موسى بني إسرائيل بالقتال معتمدا على شريعة الآباء الأوليين، ثم يفكر في الدعوى إلى إله جديد غير تلك المعبودات التي كانت سائدة عند بني إسرائيل" هكذا يكتب تاريخ سيدنا موسى عليه السلام !! مصيبة كبرى يتعرض لها تاريخ الأنبياء …… هكذا يكتب تاريخ الأمة وهي غائبة تلعب. مشغولة بكل تالف وفاسد ومتخلف من الرؤى والأفكار يشغلها الجنس الثالث وزواج المثليين، ومسابقة أفضل مؤخرة (طبعا للنساء) ولقد جاء هذا على الفيس بوك !! ويمكن للقارئ أن يكتب فقط على الباحث (مسابقة أفضل مؤخرة) ليشاهد ما يشغل العقل المسلم !! ولا حول ولا قوة إلا بالله … لقد استطاع الغرب أن يحول الأمة الكبيرة مليار وأكثر من ثلاثة أرباع المليار مسلم من أمة إلى شعب ومن شعب إلى جماهير ومن جماهير إلى غوغاء كما قال المحامي الأشهر "مصطفى مرعي" رحمه الله. ونسأل الله أن يعيدنا إلى ديننا بقوته التي لا تقهر والحمد لله رب العاملين.