يعرض روجيه باسكويه في كتابه (إظهار الإسلام) الرسالة الخاتمة: محمد صلى الله عليه وسلم … القرآن … العقيدة والشريعة … الفتوحات والتاريخ الإسلامي … الثقافة والحضارة الإسلامية بعمق واقتدار كما وصفه المترجم وهي دار الشروق بمصر عام 1994 ولم يذكر اسم من ترجم الكتاب ومن الجدير بالذكر أن المؤلف كتبه بالفرنسية لمواطنيه السويسريين ثم ترجم الكتاب في (كمبردج) إلى اللغة الإنجليزية وتم نقله إلى العربية، حصل الكتاب على جائزة جمعية المؤلفين الفرنسيين عام 1988. ويبدو أن اسم (إظهار الإسلام) من اختيار المترجم لأن المؤلف ليس له عن الإسلام إلا كتابين "صحوة الإسلام" ، "الإسلام بين التقاليد والتطور" كما جاء في التعريف بالكتاب. عاش الرجل في أوائل القرن الماضي وانتهى مع غيره من بعض كتاب الغرب من أمثال (محمد اسد) و (آنا ماري شميل) و (زيجرد هونكه) و (مراد هوفمان) و (رينيه جينو) إلى أن الإسلام هو خلاصة الإنعام الإلهي على البشرية في الوقت الذي سافر فيه بعض أبناء الأمة للتعرف على ثقافات الغرب فعادوا بغير الوجه الذي ذهبوا به !! ولا حول ولا قوة إلا بالله. يخاطب الإسلام في الإنسان كل وسائل المعرفة والحس من: عقل وحدس وإحساس وغرائز وفي ذات الوقت يرفض مصطلح اللاأدرية الذي يخفف من بشاعة الإلحاد بإدعاء عدم المعرفة لا أدري. يقول "روجيه دو باسكوية" رحمه الله رحمة واسعة: "… والإسلام – كما هو إعادة تأسيس وإعادة تأكيد – فهو تصديق للرسالات السابقة، وخلاصة الإنعام الإلهي على البشرية وهذا ما يعطيه قدرته المدهشة على دمج المؤمنين من مختلف الأصول العرقية في مجتمع واحد مع احترامه لخصوصياتهم" ص 18 من كتابه (إظهار الإسلام) دار الشروق سنة 1994، مصر "الشهادة بوخدانية الله، وبحرية المرء في التسليم له تكفي لاستعادة كل المعنى لحياة الإنسان التي أهدرت بفقدان الإيمان وإنعدام الرؤيا … ولا تتكلف الشهادة ثمنا باهظا" ص 20 من كتاب (إظهار الإسلام) ويقول "روجيه" عن الصراع الذي تفجر بين سيدنا علي وسيدنا معاوية "أنه سبب إنقسام المسلمين إلى سنة وشيعة حتى اليوم ويتعلق الفرق الرئيسي بينهما بطريقة اختيار الخليفة وعمله ويعتقد الشيعة بوجوب حصر الخلافة في أولاد النبي – عن طريق فاطمة وعلي ويقولون بعصمتهم ومع ذلك فالفروق ضئيلة جدا فيما يخص الإيمان والعقيدة والشريعة" ص 79 من كتابه (إظهار الإسلام) اختصر الرجل الآلاف المؤلفة من الصفحات المكتوبة في هذه المسألة وانتهى إلى لب الموضوع بعيدا عن ما ذكره كتابنا – سامحهم الله – فمن هذه المسألة التي لا تزال تشغلنا حتى الآن برغم وضوح الآية الكريمة "تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ ولَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ولا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ" قرآن كريم [البقرة: 134] ويقول عن الوحدة في الإسلام: "الوحدة هي المفهوم الرئيسي في الإسلام، الوحدة الكلية أيشمل الإسلام على كل أمور الحياة ويناقض نفسه إذا ترك أي أمر خارج مداره، ينظم الإسلام كل الوجود الإنساني، على المتسويين الفردي والجماعي، يظهر القصد الأساسي – بشكل أو بآخر – في كل أحكام الإسلام وشعائره وفي منهاجه الذي يشكل كل أنواع النشاط الإنساني وذلك القصد المتعدد حول الواحد، المحيط بالمركز" ص 109 من كتابه (إظهار الإسلام) هذا ما يقوله (روجية) المسلم الغربي عن أن الإسلام نظام يحكم كل الوجود الإنساني !! والكلام مهدي على الجملة لحمله الأقلام التي لا ترى في الإسلام إلا علاقة بين الإنسان وربه داخل المسجد وليس له اي دور في توجيه النشاط الإنساني !! كلام قالته "زيجرد هونكة" وقال له "مراد هوفمان" وقاله "محمد أسد" ولكن بعض الأقلام في وطننا العربي تريد حبس الشريعة والاكتفاء ببعض الشعائر وربما على استحياء !! يتطابق رأي (روجيه) مع رأي العلماء الكبار من أمثال الأئمة سيد سابق ومحمد أبو زهرة ومحمد عبد الله دراز وغيرهم. نعم إن الإسلام (نظام عام يتناول شئون الحياة جميعها فهو نظام عبادي، أسري، جنائي، إداري، اقتصادي، سياسي، مدني، اجتماعي) ولكن الفكر الانشطاري (العلماني) يرفض هذا التصور ويريد أن يحبس كل الأنظمة ماعدا النظام العبادي وفي أضيق الحدود !! إنها نظم تغني عن غيرها ولا يغني غيرها عنها، نظام عام يحكم كل شئون الحياة ومحاولات إبعاده عن حكم الحياة محاولات قديمة جدا لأنها تضبط السلوك المجتمعي بضوابط إلهية. يقول روجيه (سيدي عبد الكريم) الذي نسعد بالإبحار على شاطئه "ولا يجتذب دعاة التقدم بعيدا عن الدين اهتمام الناس الذي يفضلون الوصول عن – طريق الإسلام – إلى العصور الذهبية للإسلام" من كتابه (إظهار الإسلام) ص176. لا طريق لنا سوى طريق الإسلام كما عرفه (روجيه دو باسكويه) وعرفه (مراد هوفمان) وهو الذي أوضحته العلامة (آنا ماري شميل) عنه: "الطريق الذي عرفه السلف، كما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم وكما طبقه الصحابة والتابعون وأسأل نفسي وغيري: من هو صاحب مقولة الإسلام قادم من الغرب ؟.. والله يقول الحق وهو يهدي إلى الصواب.
عن مجلة "تايم" عدد 15/1/1965 تمثل كتب السحر والتنجيم واحدة من أكثر أنواع الكتب مبيعا في إنجلترا وقراءة الطالع من أكثر الأعمال التجارية – أو الاستثمارية – في فرنسا حيث يصل الإنفاق إلى بليون دولار سنويا ولكل (120) باريسي منجم أو قارئ طالع، بينما هناك طبيب واحد لكل (514) وقسيس لكل (5000) كتاب الكرة الأرضية السابقة.