المقطوعون عن الله حطب جهنم !! تعبير من تعبيرات مولانا الشيخ محمد الغزالي من كتابه (التفسير الموضوعي للقرآن الكريم) وهو يتكلم عن سورة العصر وهي على وجازتها لخصت عواقب النشاط الإنساني كله على امتداد الزمان والمكان فالمقطوعون عن الله حطب جهنم والمتمسكون بالإيمان والصلاح والحق والصبر هم الذين كسبوا معركة الحياة. وهذه العناصر الأربعة عزيزة نادرة، وتمر بالبشر عصور تكون فيها هذه العناصر سبه ومصدر تعاسة، ولكن الله حصر البشري في أصحابها فقال سبحانه وتعالى "إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" [سورة العصر: 2] وقد اتخذوا الصحابة رضوان الله عليهم سورة العصر شعاراً لهم في ملتقياتهم. جاء في الحديث "كان الرجلان من أصحاب رسول الله إذا التقيا لم يفترقا إلا أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر إلى آخرها ثم يسلم أحدهما على الآخر" وعن الشافعي رضى الله عنه أنه قال "لو لم ينزل على الناس إلا هذه السورة لكفتهم" إن الحق مر والصبر عليه باب للاضطهاد، والتشبث بالإيمان عند البعض رجعية محظورة ولابد من عزيمة وجلد حتى يكسب المؤمنون المعركة. انتهى كلام مولانا فضيلة الشيخ محمد الغزالي الذي يمثل لي ولكثير غيري في كل بلاد العالم الإسلامي – مدرسة كبرى ستظل ندرس فيها حتى يأذن الله لنا بالرحيل. المقطوعون عن الله حطب جهنم. نعم، الملاحدة حطب جهنم، الملاحدة وقد ارتفع صياحهم، وأشد نباحهم، وقد ظنوا أنهم وإن ماتوا فإن الأمر قد انتهى !! يهلكهم الدهر فقط لا … والله إنهم إلى ميعاد … وسوف يسألون ثم إلى نهايتهم. إن التصورات الخاطئة والمخبولة عن الحياة تدفع البعض إلى وضع هذه التصورات محل الحقائق !! لا … والله فالحقيقة على خلاف ظنهم بالمطلق. الحقيقة واضحة تماماً ولا برهان على واقع. إن مجرد النظر والتأمل والتفكر في نفسك أولا ثم باقي المخلوقات ستجد نفسك خاضعاً ذليلاً مقهوراً لخالقك بقوة الفطرة السليمة الحية قبل أن تلوثها بنفسك أو يلوثها لك غيرك. المقطوع عن الله هو الذي قطع نفسه عن خالقه، ظنا منه أنه قد توصل بعقله القاصر إلى سر الوجود !! إنه عمى القلوب لا الأبصار، قلوب لا تبصر ولا تفقه، ثم إلى ماذا يقود عمى القلوب ؟ يقود إلى جهنم ولاشك. إلى ماذا قادت الفلسفة ؟ إلى ماذا قاد نصف العلم الذي هو ضد الدين ؟ انتهى الجراح الفرنسي (موريس بوكاي) إلى الإسلام وكتب كتابه الرائع (التوراة والإنجيل والقرآن والعلم) وانتهى الكاتب الفرنسي (روجيه جارودي) إلى الإسلام وكتب كتابه (وعود الإسلام) كما انتهى الكثير من المفكرين الغربيين إلى الإسلام وأشهرهم الدكتور مراد هوفمان والمستشرقة الكبيرة (آنا ماري شميل) وكتبت كتابها الجميل (إظهار الإسلام) نشر دار الشروق بمصر عام 1991. نعم، الإسلام هو دين المفكر الغربي كما قال الصحفي السويسري روجية دي باسكوية أو سيدي عبد الكريم رغم أنف الملاحدة والحمد لله على كل حال.