يشهد العالم اليوم نهضة نووية غير مسبوقة، مع عودة الدول الكبرى لتفعيل محطات الطاقة النووية وبناء محطات جديدة، في سعي لتأمين طاقة نظيفة ومستقرة، هذا الاهتمام المتزايد بالنووي رفع طلب اليورانيوم إلى أعلى مستوياته منذ عقود، ما أدى إلى قفز أسعار الوقود النووي بشكل قياسي. الإنتاج العالمى من اليورانيوم ووفقا لصحيفة الباييس الإسبانية فإن الأزمة لا تتوقف هنا، حيث أن الإنتاج العالمي من اليورانيوم لم يواكب هذه الزيادة في الطلب، فالمناجم الحالية تواجه قيودًا كبيرة في التوسع والتخصيب، ما يجعل السوق عرضة لتقلبات كبيرة ونقص محتمل في المعروض. وحذر الخبراء من أن هذه الطفرة النووية قد تفتح سباقا دوليا للسيطرة على مصادر اليورانيوم مع تداعيات اقتصادية وجيوسياسية قد تؤثر على أسعار الكهرباء واستقرار الإمدادات حول العالم.
407 مفاعل نووى والسعر الحالى لليورانيوم هو 75.80 دولار للرطل ، وأشار الخبراء إلى أن عدد المفاعلات النووية حول العالم وصل إلى 407 مفاعلًا، في حين تخطط عدة دول لزيادة عددها خلال السنوات القادمة. هذا النمو الكبير دفع أسعار اليورانيوم إلى الارتفاع بشكل قياسي، وسط توقعات بأن يشهد السوق مزيدًا من التقلبات نتيجة لتزايد الطلب المستمر.
عوامل أدت لارتفاع الأسعار ومن بين أبرز العوامل التي أدت إلى صعود الأسعار، نجد تحركات الدول الكبرى مثل الولاياتالمتحدة والصين وفرنسا لتجديد استثماراتها في المفاعلات النووية، بالإضافة إلى اتفاقيات طويلة الأمد لتوريد اليورانيوم، والتي أدت إلى تشديد العرض وزيادة الضغط على الأسعار.
الاهتمام بالطاقة النووية تحول عالمى كما يرى محللون أن الاهتمام بالطاقة النووية يعكس تحولًا عالميًا نحو مصادر طاقة منخفضة الانبعاثات، مع التركيز على الاستقرار طويل الأجل في شبكة الطاقة، والتقليل من الاعتماد على الوقود الأحفوري. ومع ذلك، تحذر بعض الدراسات من المخاطر البيئية والتحديات التقنية المتعلقة بإدارة النفايات النووية، وهو ما يبقى قضية رئيسية أمام توسع الصناعة النووية.
اليورانيوم فى صدارة الأسواق العالمية في ظل هذه المعطيات، يبدو أن اليورانيوم سيظل في صدارة الأسواق العالمية، بينما تستعد الحكومات والمستثمرون لمواجهة موجة ارتفاع الأسعار والتحديات النووية الجديدة.