أولاً : بكل أغلظ وأضخم وأكبر وأفخم وأشد العبارات أدين العنف والإرهاب والتفجيرات في مصر. ثانياً: بكل العبارات السابقة أتعاطف مع الضحايا من المصريين الذين سقطوا في الإرهاب الأسود والجبان والغادر والماكر والمجرم وكل الأوصاف التي وردت والتي لم ترد بعد في القواميس. ثالثاً : هل اطمأننتم إلى أنني لست من الطابور الخامس، أومن الخلايا النائمة، ولست متعاطفاً مع الإخوان "الإرهابيين"، ولست عميلاً، ولا خائناً، ولا مأجوراً، ولا أي من هذه الجرائم التي يبدعها إعلام وساسة هذه الأيام الذين يصنفون المصريين وفق منطق بوش الابن: من ليس معنا، فهو ضدنا. هؤلاء نشروا فيروس الكراهية وكرسوها بين المصريين وقسموهم إلى شعبين، بل ثلاثة شعوب، واحد وطني، وواحد خائن، وواحد بين بين، أي طابور خامس، ومصر على يدي هؤلاء تسير في سكة "غويطة" مظلمة مدمرة لم أعشها من قبل، ولم أعرفها من قبل. رابعاً : معروف أن الإخوان وأنصارهم يستعدون ل 25 يناير ويدعون المصريين للنزول إلى جانبهم لإسقاط ما يسمونه الانقلاب - لن يسقط - وهم يحشدون، وضمن الحشد تهديد ووعيد، وبالمقابل فإن وزارة الداخلية ترفع صوتها بالتحذير والاستعداد ورفع أقصى درجات الجاهزية ووضع أسلحة ثقيلة فوق الأقسام والمراكز ومديريات الأمن وتوفير الحماية المشددة حول المنشآت العامة والمهمة والحساسة ونشر الأكمنة في ربوع الوطن واستنفار الألوف المؤلفة من القوات لتأمين البلاد وحفظ أمن المواطنين وأمن من سيلبون دعوة السلطة للاحتفال ب 25 يناير، والداخلية توعدت بمواجهة الإخوان وأنصارهم، فهم غير مرغوبين بالتظاهر، أو الحشد أو حتى الاحتفال، فهم تم حذفهم من يناير ثورة ومشاركة، فهل بعد كل هذا وذاك وبعد أن تم تهيئة مصر وكأنها تخوض حرباً وتنتظر ساعة الصفر يوم السبت لجولة جديدة في تلك الحرب ثم بعد ذلك تحدث أربعة تفجيرات في ساعات قليلة في أماكن مختلفة بالعاصمة، فكيف يحصل ذلك وأين وزارة الداخلية رأس الحربة في تلك المعارك؟. خامساً : دعك من ثلاثة تفجيرات وتعالى نمسك في الرابع وهو تفجير مديرية أمن القاهرة أهم وأكبر مديرية أمن، فهي مديرية أمن العاصمة، وما أدراك ما العاصمة، إنها توازي سكانا ومساحة عدداً من الدول مجتمعة مع بعضها البعض، والمبنى يقع في قلب القاهرة وليس على أطرافها أو في الزراعات أو في مناطق نائية، أو بإحدى المحافظات، فكيف تتعرض للتفجير، كيف، ومليون كيف، أين الداخلية وزارة وقادة وخطط واستعداد وفكر وجاهزية واستنفار ويقظة؟!. سادساً : سبق وتم تفجير مديرية أمن الدقهلية وهاجت السلطة والإعلام وتم إعلان الإخوان جماعة إرهابية ولم تكن الحادثة الأولى فقد سبقها تفجير مديرية أمن جنوبسيناء ومقار شرطية وأمنية ومدنية عديدة، ثم اليوم يضرب هذا الإرهاب مديرية أمن القاهرة التي لا تقل في أهميتها عن أحد المباني المركزية لوزارة الداخلية، فأين الدروس المستفادة من الحوادث السابقة؟!. سابعاً : البلد محكوم بقبضة من حديد ليس من الشرطة فقط بل من قوات الجيش أيضاً المنتشرة في شوارع العاصمة ومدن وطرق ومحاور مصر والملف الأمني يفرض نفسه وسيطرته وسطوته على ما عداه من ملفات، ووزارة الدفاع تُشيد بأداء وزارة الداخلية كما تُشيد الداخلية بالدفاع وباليقظة وحفظ أمن الوطن والمواطنين ودحر الإرهاب والوصول إليه أينما كان في كل جحر من جحوره، فأين كل ذلك مما حصل يوم الجمعة ومما حصل قبل الجمعة ومما هو متوقع حصوله بعد الجمعة؟!. ثامناً : هل تُحاسب الداخلية نفسها حتى يكون أداؤها أفضل، هل تجلس وتقول لماذا حصل هذا التفجير أو ذاك، هل تسأل أين الخطأ وأين الخلل وأين التقصير وكيف سنسد الثغرات، وهل الجيش يُحاسب أحداً باعتباره رأس ملف الأمن وصاحب الكلمة العليا، وهل رئيس الحكومة يسأل ويحاسب أم يكتفي بالتصريحات هو ورئيس الدولة؟!. وهل تتم المحاسبة أيضاً عمن يُقتلون في المظاهرات، ولماذا يُقتلون إذا كانوا مسالمين، وإذا كانت الشرطة لا تقتلهم فمن يقتلهم ولماذا لا يتم القبض عليهم إلا إذا كان دمهم مستباحاً ولم يعودوا مصريين؟!. تاسعاً : من هي جماعة "أنصار بيت المقدس" التي تضرب بدءاً من وزير الداخلية نفسه، وضباطه في الأمن الوطني، ومديريات الأمن وكل المرافق والمصالح الشرطية وحتى مرافق ومقار عسكرية حساسة تابعة للجيش، هل هي قوية إلى هذا الحد، هل هي جماعة حقيقة، أم ستار ينفذ من خلفه كل عابث داخلي وخارجي تلك العمليات المجرمة. عاشراً : إذا كان الإخوان الإرهابيون يجهزون لمظاهرات ويتوددون للشعب للنزول لدعمهم لإسقاط السلطة الحالية، فهل يُعقل أن يرتكبوا أعمالا إرهابية تضعهم في دائرة الاتهام وتجعل الشعب ينفر منهم ولا ينزل لهم ولا لغيرهم وتجعلهم عرضة للاعتقال والقمع والتنكيل، هل هم من الغباء النادر إلى هذا الحد؟!. الحادي عشر : من المستفيد من تلك التفجيرات من ترهيب وترويع المصريين حتى لا يشاركوا في 25 يناير لامع الإخوان ولا مع السلطة، والسلطة لن تخسر شيئاً لأنها تحكم وتبسط سيطرتها وهي تحتفل على طريقتها بتنويهات في الإعلام ومجموعة برامج لترضية محبي 25 يناير وهي كانت "ستصهين" عن الاحتفال وسيكون نسياً منسياً لولا أن الإخوان شحذوا الهمم وتوعدوا بأنه سيكون يوم التغيير فكان مطلوب الرد عليهم وإفشال خططهم ولولا أيضاً أن الشباب عزفوا عن الاستفتاء وخشيت السلطة من انتقالهم للضفة الأخرى وتوسيع دائرة المعارضين لها. الثاني عشر: ماذا يحدث في مصر بالضبط، أليس هذا بلدنا جميعاً، وأليس من حقنا أن نعلم بصدق ماذا يجري فيه، وأي حاضر نعيشه، وأي مستقبل ينتظرنا؟!. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.