علمت "المصريون" أن هناك تحضيرات تجرى لعقد قمة للدول المعنية بعملية السلام والمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في منتجع شرم الشيخ عشية انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بحضور كل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل، فضلا عن دعوة الجامعة العربية والمملكة العربية السعودية ومن يرغب بالحضور من الدول العربية. تأتي استضافة مصر للقمة المرتقبة، سعيًا إلى توفير وتهيئة السبل لإنجاح هذه الجولة التي ستنطلق يومي 14و15 من الشهر الحالي بشرم الشيخ بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومشاركة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، حيث وجهت دعوات لكل الأطراف المعنية، فيما تنظر وصول الردود الرسمية عليها. وتسعي القاهرة من وراء عقد القمة إبلاغ رسالة للأسرة الدولية، مفادها جدية الفلسطينيين في الوصول لسلام عادل مع إسرائيل، والعمل على تليين مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عدد من القضايا المهمة التي تجرى المفاوضات حولها، ومنها القدس واللاجئين والحدود. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان استبعد حدوث تقدم كبير خلال المفاوضات المباشرة، الأمر الذي أثار استياء القاهرة وزاد من إصرارها على الانطلاق بعملية السلام قدمًا إلى الأمام، ومهما واجهت من عراقيل. وأفادت المصادر ذاتها أن إدارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما طالبت إسرائيل والسلطة الفلسطينية كل على حدة تدوين مطالب كل طرف من الآخر، خاصة في قضايا الوضع النهائي فيما يتعلق بالقدس واللاجئين والأمن والحدود، بشكل مخالف لما دأبت عليه الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي كانت تصوغ مبادرات وتطالب الطرفين ببحثها والرد عليها. وتهدف واشنطن من ذلك إلى تسريع وتيرة المفاوضات وعدم إضاعة الوقت كما جرى في الماضي، عبر رفع سقف كل طرف من مطالبه، ما يؤدي في النهاية إلى إفشال المفاوضات، فضلا عن الرغبة في إبعاد المفاوضات عن تدخل أطراف إقليمية ترغب في تسوية قضايا بعينها، بما يشكله ذلك من تعقيدات قد تعرقل نجاح المفاوضات المباشرة في إحراز تقدم خلال الفترة المقبلة. يذكر أن الجولة الأولى من إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي انطلقت بواشنطن الخميس الماضي بمشاركة الرئيس حسني مبارك والرئيس الأمريكي باراك أوباما والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. وأكد الرئيس مبارك في كلمته لدى افتتاح المفاوضات، استمرار مصر في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة داعيا الجانب الإسرائيلي إلى عدم تضييع فرصة السلام الحالية، وشدد على ضرورة التوصل لحل للقضية الفلسطينية، وقال إنها ستبقى مفتاح الأمن الإقليمي والطريق لحل باقي أزمات المنطقة وقضاياها، كما أكد في كلمة بمناسبة الاحتفال بليلة القدر مساء الأحد.