السلام عليكم أستاذة أميمة، بدايةً.. أنا متابع جديد إلى حد ما لباب " إفتح قلبك " ، وأعجبتني جداً ردودك وأتمنى أن أجد من حسن النصيحة والإهتمام ما وجده الآخرون .. إسمي محمود شاب جامعي ملتحي 28 عام ، نشأت في أسرة متوسطة ، وكانت نشأتي وطفولتي إنطوائية ، فشببت وأنا لا أجيد التعامل مع الناس خاصة الجنس الآخر ، ربما كل ذلك لم يكن يعني لي شيئاً في الثمانية عشر عاماً الأولى من عمري إلا هموماً وأحزاناً عابرة ، ونفسٌ تمنيني بأن الأيام كفيلة بإصلاحها ، ولكن المأساة الحقيقية بدأت تتضح في الجامعة ثم التخرج وقسوة الحياة العملية ، خاصةً أنني حساس جداً وقليل الكلام وخفيض الصوت ، كل هذا جعلني أكره هذه الحياة ، وانتهاؤها أحب إليّ من استمرارها ، بحثتُ في مواقع الطب النفسي وعلمت أني مصابٌ بالرهاب الإجتماعي وأن العلاج في أغلب أجزائه علاجاً سلوكياً ، وهذه مشكلة في حد ذاتها ، فالمريض مثلي مُطالبٌ أن يعالج نفسه بنفسه!! الآن تزوج إخوتي الخمسة الأولاد والبنات الأصغر والأكبر والحمد لله ، ولم يبقى إلا أنا ، لي طموح في مواصفات زوجتي المفترضة ولكن ثقتي بنفسي منعدمة وكل يوم تزداد انعداماً ، وما زاد الأمر سوءاً أنني بالفعل كنت قد خطبتُ فتاة وتم الفسخ بعد اكتشافي خيانتها ، فلم يعد لديّ ثقةً في نفسي ولا في أحد. ربما لا تتخيليين مأساة أن تكوني شخصاً إنطوائياً في زمن صارت كل الأشياء منفتحة على بعضها ، بحق أو بباطل ، ولكن يكفي أن تعرفي أن كل شئ جميل فيكِ حينئذٍ يُقتل بقسوةٍ وبطءٍ شديدين ، حتى لايبقى من سمالتك الجميلة إلا ذكراها ، وذلك شئ آخر أبكي عليه وتبكي عليه نفسي . إنها الأخلاق ، واحترام الآخر ، فالنفس تقف بعد طول زمنٍ لتثأر من مجتمع إما يراها نفساً مغرورة تتعالى عليهم باعتزالهم فيبغضونها ، أو نفساً ضعيفة لا قيمة لها ولا حاجة لهم فيها فيعاقبونها بالتهميش ، وكلاهما ظلم للإطالة وعقابٌ بلا جريرة ، ثم إذا بلغ الظلم مبلغه تتمرد النفس وقد تفقد كل ما كان جميلاً متاحاً دون الوصول لغايتها . آسف ، وإن كنت لا أدري ما المنتظر منكِ في موقفٍ كهذا ، لذلك لن ألومكِ إن تجاهلتيني أو تجاهلتي رسالتي أو كان ردكِ لا يحمل إلا أحرف العزاء ، فأنا أعلم أن الأمر بيد الله وحده ، لك مني خالص تحياتي . (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا محمود .. وحللت أهلاً على باب إفتح قلبك،جعله الله تعالى نبراساً لنا جميعاً فى الدنيا وحجة لنا يوم أن نلقاه.. ولقد صدقت فيما ذكرت وفى مضمون معانى كلماتك الحكيمة..فبلفعل وصل بنا الحال فى زماننا هذا من دنو فى الأخلاق وردائة فى إحترام الأخر حد البكاء والرثاء.. ولكن هذا واقعنا لامحالة ، فلما لانعتبر من ذلك ،ونحن أولى من غيرنا من أهل الأزمان والعصور الجميلة التى كانت فيها الأخلاق والقيم هى المحرك الرئيسى لكل إنسان لتكوين منظومة رائعة من المجتمعات الفاضلة.. فعلينا ألا نرسم فى مخيلتنا المدينة الأفلاطونية الفاضلة ثم نفيق على واقع يصدمنا به حالياً.. لا يا محمود فعلى المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح ولنتيقن من الحقيقة المرة من فساد أخلاقى حالى ولكن المهم ألا نستسلم له حتى يقهرنا،وأيضاً لا نكلف أنفسنا فوق طاقتها لمحاولة إصلاحه،ولكن علينا أن نبدأ بأنفسنا ونتمسك بكل ما هو صحيح بدون إرهاق لأعصابنا ولا أعضائنا حتى لا نستهلكها ثم لا نستطيع بعدها المضى فى طريق الصواب.. صدقنى يا محمود..أشعر بما تشعر أنت به ،،وربما تعجب قرائى الأفاضل من رسالتك وربما وجدت من يتهكم عليها ولكن تأكد دوماً أن هناك من يستمع إليك ويشعر بأحاسيسك ويقدرها.. والمفاجأة أن ما أنت عليه ،هو حال كثيراً من شبابنا الرائع ولكن ما تتميز به أنت عن غيرك أنك وضعت يدك على مواطن الخلل عندك وظهر لك الضوء الذى سيهديك المسلك للخلاص،ولكن بقى التطبيق.. فعليك يا محمود أن تتحدى نفسك وكل ماهو سلبى حولك،وهذا لن يكون إلا بالإقبال على إيجابيات الحياة الجميلة والمفيدة دون أن تخل بأوامر الله وطاعته.. ولا تقف مكتوف الأيدى تنظر إلى الحياة نظرة تشاؤمية وتبكى على اللبن المسكوب، من بداية نشأتك إلى خيانة خطيبة كان إختيارك الخاطىء لها هو سبب إحباطك. فأنا عندما وافقتك الرأى عن إنحطاط الأخلاق فى مجتمعنا ليس هذا معناه أننى أقر بأن الخير قد إنعدم ولم يبق غيرنا نعيش فى عالم مثالى مثلاً..بالطبع لا، فإن الخير كثير ومعانيه وأشكاله أكثر ولكن كل ما نقصده هو أن الإنحلال الأخلاقى بالفعل إنتشر وأخذ مساحة أكبر من حجمه الذى حتمية وجوده هو أمر واقع فى كل مكان وزمان.. تحرر يا محمود من قيودك وابدأ بشكل عملى فى علاج نفسك لو أن قناعتك أنك تعانى من خلل نفسى ...تحرك بخطوات واسعة نحو الجمال ومعانى الحب والخير والتى ستجدها فى المشاركة فى الجمعيات الخيرية ودور المسنين الذين يحتاجون لرعايتك وصحتك.. رافق من تثق بهم وترتاح إليهم من صحبة صالحة واذهبوا معاً إلى المستشفيات التى يحتاج مرضاها منكم إلى البسمة والمشاركات الفعالة، والتى هى ضرورية لتذكرك بنعم الله تعالى الكثيرة علينا وأهمها هى نعمة الصحة ..كثيراً من الأيتام يحتاجون لإخوة أكبر أو أباء مثلك،إذهب إليهم وابتغى معانى الرحمة فى عيونهم، علمهم وشارك فى تربيتهم تربية دينية سليمة كما تعلمتها أنت.. إستعن بالله ولا تعجز،ثم لاتركن إلى عمل واحد أوتهجر العمل حتى لاتختلط بالمجتمع،ولا تعتقد أنه بانسحابك ستتجنب المواجهات والأخطاء نتيجة الصدام بالفساد المجتمعى، الأفضل أن ننخرط فى المجتمع بكل سلبياته وإيجابياته ونستطيع مواجهته بما يرضى الله ،فالإنسان مبتلى يا محمود ودخول الجنة لن يكون مجاناً ولا مفترشة طريقها بالورود والتكيفات المركزية والمضاجع المريحة فى الدنيا،فكما عملت لها بإطلاق لحيتك وإقامة الفرائض، فاعمل لها كإنسان خلقه الله لحمل الأمانة وبناء وإعمار الأرض وغرس كل ما هو طيب بها، وأولها غرس الحب.. "الحب" يا محمود هو أكبر وأجمل دافع للصلاح والاستقرار النفسى، حب الله ثم حب نفسك وكل ما هو حولك ،وإن بغضك أحدهم فالتكن على قناعة أنه الخاسر..وأخيراً "إفتح قلبك" للحياة تفتح لك مالا تتوقعه من مفاجأت طيبة إن شاء الله ..كل ذلك مع محاولة الإصلاح قدر المستطاع، حتى لا يحاسبك الله تعالى على تخاذلك، ثم اترك الأمر كله بعد ذلك لخالق الكون . ............................................................. تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل خميس ملحق "إفتح قلبك"ص 7 فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل. ................................................... تنويه هام للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الخميس من كل إسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة أو أبياتاً زجلية أو شعرية,ليشارك معى بكلمات هادفة,فاليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب,مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها فى صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. ................................. لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. وللرد المباشر للأستاذة أميمة على مشكلاتكم الإجتماعية والأسرية من خلال الهاتف فيمكنكم الإتصال برقم ( 2394) .