طالب سكان عزبة "الصفيح" بالمنصورة مسئولي الإدارة المحلية والكهرباء، بإزالة ونقل كابلات الضغط العالي القريبة من منازلهم، لافتين إلى أنهم قدموا العديد من الشكاوى مرارا وتكرارا لمحافظ الدقهلية ومجلس المدينة، لكن كان الرد بأنهم هم من اعتدوا على الأراضى، وقاموا بالبناء بجوار تلك الأبراج وعليهم تحمل نتيجة أفعالهم. وأشار الأهالي إلى أن العديد من الأطفال وقعوا ضحية لكابلات الضغط العالي وخطر الصعق بالكهرباء، وقالت والدة الطفل فارس الذي وقع ضحية "الضغط العالي" إثر تعرضه للصعق بالكهرباء بمنطقة عزبة "الصفيح" بمدينة المنصورة، إن فارس كان يلعب على سطح المنزل هو وابنة خالته في إحدى ليالي الشتاء وتعرض للصعق نتيجة قرب كابل الضغط العالي، حيث لا يبعد عن سطح المنزل سوى 3 أمتار، وأودت بحياته وتمكنت من النيل من ابنة خالته وحرق أجزاء من جسدها باتت واضحة المعالم بها حتى الآن. وأضافت أن المشكلة الرئيسية التي يعاني منها أهالي العزبة هي "الضغط العالي"، لافتة إلى أنه سبب الكثير من الأمراض، وعلى رأسها السرطان، مطالبة المسئولين بإيجاد حل فوري سريع قبل أن يلتهم أطفال العزبة محملة المسئولين نتيجة الإهمال الواضح في وضع هذه الشبكات. وتابعت أنها شديدة القلق على نجلها الأصغر فهي لم يعد لديها أطفال غيره، وأصبحت تمنعه من الخروج واللعب خوفا على حياته حتى تسرب الخوف إليه وأصبح يخاف النزول أو الاقتراب من سطح المنزل حتى لا يكن مصيره كمصير شقيقه السابق. ولم يكن فارس الضحية الأولى أو الأخيرة بالمنطقة، بل تبعته "رحمة" 13 عاما، والتي خرجت في فبراير الماضي لشراء حلوى من أحد المحلات المجاورة لمنزلها وقامت بالاستناد على أحد أعمدة الكهرباء حتى التهمها وتسبب في توقف قلبها عن العمل. وقالت حنان والدة رحمة إنها ذهبت بها إلى مستشفى المنصورة الدولي ودخلت في رحلة أخرى من العذاب مع صراع المستشفيات الحكومية ونقص الأجهزة، فظلت لأكثر من ساعة في طرقات المسشفى بحثا عن الأجهزة التي تعمل حتى وافتها المنية ولفظت أنفاسها الأخيرة لتكون ضحية جديدة من ضحايا أبراج كهرباء الضغط العالي، وجاء بالتقرير الطبي الخاص بها أن سبب الوفاة توقف في عضلة القلب إثر ادعاء التعرض لصدمة كهربائية.