يمثل وجود الضغط العالى خطرا كبيرا على حياة المواطنين فى بعض القرى بالدقهلية، خاصة أشهر قريتين أذاهما الضغط العالى وهما عزبتى الصفيح والهاويس، حيث تسبب فى وفاة العديد من سكانهما نتيجة سحبه الأشخاص لمجرد الاقتراب منه. ولطالما ناشد الأهالى المسئولين لنقل الضغط العالى بعيدا عن المناطق السكنية أوعمل كابلات أرضية بعيدة عن أى تلامس للحفاظ على أرواح المواطنين. وروى أشرف سيد، 22 عاما، يقطن بعزبة الصفيح وأحد ضحايا الضغط العالى، مأساته قائلا: "كنت فوق سطح منزلنا أركب "طبق الدش" ودون أى اسباب فوجئت بتيار كهربائى قوى يسحبنى فأمسكت بلوح خشبى فوق السطح وقذفت بنفسى من أعلى لأجد نفسى فى المستشفى وقدمى قد كسرت واضطررت لتركيب "مسامير بلاتين" وما زلت أعانى من ذلك، فقدمى لم تعد طبيعية كما كانت". أما محمد أبو عوف فيتحدث عن جاره الذى صعق بسبب الضغط العالى قائلا: "كان جارى عادل يتحدث معنا وفجأه تحرك مسافة لا تتجاوز السنتميترات وتلاشى من أمامنا فى صورة مؤلمة ومحزنة للجميع، وقد تقدمنا بشكاوى عديدة للمحافظ السابق سمير سلام ثم محسن حفظى دون جدوى وجاء صلاح المعداوى، محافظ الدقهلية، وحاولنا أن نعرض عليه المشكلة وبالفعل تحدث معه أناس من أهل العزبة ولم يتم حل اى شىء حتى الآن". وفى عزبة الهاويس الحال لا يختلف كثيراً عن سابقه بل ربما يزيد، فالمأساة تزداد سوءا لما يحدث نتيجة وجود الضغط العالى. تقول "أم أميرة": "تسبب الضغط العالى فى مصائب عديدة لنا، فأخى اصيب بالسرطان بسببه ولا أحد يفعل شيئا، خسائر من كل النواحى ماديا وصحيا ومعنويا، وابن جارتى أصيب باضطراب نفسى نتيجة لقرب المنزل من الضغط مما أدى إلى ضعف سمعى لديه قد يؤدى للصمم ووالداه لا يستطيعان دفع تكاليف علاجه فمن يعوضهم حتى معنويا؟!". ويتدخل أحمد الوردانى قائلا: "أين المسئولين والأفراد يموتون من الضغط العالى ولا أحد يتحرك ولا أحد يسمع، جارى الحاج عبد الهادى مات بسبب الضغط العالى الذى أضاع الكثيرين، فقوته 60 ألف كيلو وات". وتساءل: "لماذا لا يكون بعيدا عن الكتلة السكنية، فقد توفى طفلان منذ شهر بسببه". أما جمال عبد الشهيد، رئيس حى شرق المنصورة، فيقول: "هذه الأزمة لم نتقاعس عن حلها، ولكن الأهالى بنوا بجوار الضغط العالى متخطين الإجراءات القانونية والصحية التى أكدت لهم عدم البناء بجواره لأنه خطر يهدد أى شخص يقترب منه،ونحن نحاول أن نجد حلا لهذه المشكلة قريبًا".