لم تتمكن والدة الطفل "فارس" الذي لم يتجاوز ال10 أعوام من حبس دموعها على فقدان نجلها الذي راح ضحية سلوك "الضغط العالي"، حيث صعقته الكهرباء بمنطقة عزبة "الصفيح" بمدينة المنصورة إحدى المناطق العشوائية بمحافظة الدقهلية التي سقطت من حسابات المسئولين, بحسب قول الأهالى. وقالت "وفاء" والدة الطفل إن "ابنى فارس كان يلعب علي سطح المنزل هو وابنة خالته في إحدى ليالي الشتاء الممطرة, وسقطت المياه فوق أسلاك الكهرباء مما تسبب في اندلاع شرارة نارية منها. وأضافت: "نظرًا لأن السلك يبعد مسافة لا تزيد على 3 أمتار من سطع المنزل التهمته الكهرباء وصعقته وأودت بحياته مضيفًا أن الكهرباء تمكنت من النيل من ابنته خالته وأصابتها بحرق أجزاء من جسدها باتت واضحة المعالم بها حتى الآن". وقالت إن المشكلة الرئيسية التي يعاني منها أهالي العزبة هي سلوك الكهربا الخاصة بأبراج "الضغط العالي", مطالبة المسئولين بإيجاد حل فوري سريع , قبل أن تلتهم المزيد من أطفال العزبة. وأضافت أن أبراج الضغط العالى سببت الكثير من الأمراض, مشيرة إلى أنه أصبح عدد من الأطفال يعانون من السرطان بسبها. وتابعت "أصبحت شديدة القلق على نجلى الأصغر لم يعد لدي أطفال غيره وأقوم بمنعه من الخرج واللعب خوفُا على حياته, وحتى لا يكن مصيره كمصير شقيقه السابق. يذكر أن فارس لا يعد الضحية الأولى أو الأخيرة بالمنطقة بل تبعته "رحمة" 13 عامًا والتي خرجت في فبراير الماضي لشراء حلوي من أحد المحلات المجاورة لمنزلها, وقامت بالاتكاء على أحد أعمدة الكهرباء حتى التهمتها الكهرباء وتسببت في توقف قلبها عن العمل.
وقالت "حنان" والدة رحمة إنها ذهبت بها إلى مستشفي المنصورة الدولي ودخلت في رحلة أخرى من العذاب مع صراع المستشفيات الحكومية ونقص الأجهزة, مشيرة إلى أنها ظلت لأكثر من ساعة في طرقات المستشفى بحثًا عن الأجهزة التي تعمل حتى لفظت ابنتها أنفاسها الأخيرة لتكون ضحية جديدة من ضحايا أبراج كهرباء الضغط العالي. وأضافت أن التقرير الطبي الخاص بها, أرجع سبب الوفاة لتوقف في عضلة القلب إثر تعرضها لصدمة كهربائية. يشار إلى أن المسافة القانونية لسلوك أبراج كهرباء الضغط العالى والتي تصل قوتها إلى 66 كيلو فولت هي الابتعاد عن المنازل 24 مترًا و12 مترًا للأراضي الزراعية, أما في منطقة عزبة الصفيح لا تتجاوز المسافة 4 أمتار. وأكد العديد من أهالى العزبة أنهم قدموا العديد من الشكاوى لمحافظ الدقهلية ومجلس المدينة لإزالة الأبراج التي تهددهم دائمًا, مشيرين إلى أن الرد كان بأنهم هم من اجتاحوا الأراضي وقاموا بالبناء بجوار تلك الأبراج وعليهم تحمل نتيجة أفعالهم. شاهد الفديو: