جاء خبر وفاة الفنانة نيفين مندور صادمًا وقاسيًا، ليس فقط لأنها رحلت في صمت بعيدًا عن الأضواء، بل لأن ظروف الوفاة نفسها حملت طابعًا مأساويًا، أعادت اسمها إلى الواجهة بعد سنوات من الغياب. اختناق ناتج عن حريق داخل منزلها... نهاية مفاجئة لفنانة عرفها الجمهور شابة، مبتسمة، وحاضرة بقوة في الذاكرة السينمائية، قبل أن تختفي تدريجيًا عن المشهد. فمع تداول تفاصيل الوفاة، خرجت إلى العلن ادعاءات على لسان مساعدتها، فتحت بابًا واسعًا للتكهنات، وأدخلت القصة في مسار جدلي اختلط فيه المؤكد بالمُتداول، والحقيقة بالشائعة. لكن بعد المعاينة، لم تُشر المعلومات الرسمية إلى وجود شبهة جنائية مؤكدة، وجرى التعامل مع الحادث باعتباره واقعة مأساوية ناتجة عن حريق منزلي. خلافات وهمية بعد الإعلان عن الوفاة، خرجت مساعدة نيفين مندور بتصريحات أثارت جدلًا واسعًا، تحدثت فيها عن وجود خلافات أسرية بين الفنانة الراحلة وزوجها، تتعلق — بحسب قولها — بأموال وميراث. هذه الادعاءات، التي لم تُدعَّم بوثائق أو أحكام رسمية، انتشرت بسرعة ووجدت طريقها إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث تحوّلت من رواية فردية إلى مادة للتأويل والاتهام. أدلت المساعدة بتصريحات مثيرة تتعلق بوفاة الفنانة، مؤكدة أن زوج نيفين هو المسؤول عن الحريق الذي اندلع في منزلها، وعللت ذلك قائلة: «عشان ياخد فلوسها». وأضافت: «الشرطة تحقق، والنيابة هناك لتتولى الأمر». واستطردت: «ما كانش فيه حد غيره معاها في البيت.. إزاي تموت وهو قاعد في البيت؟». وأشارت إلى أنها تواصلت مع الدكتور أشرف زكي، نقيب الممثلين، لمتابعة القضية. وعن وجود خلافات بين الراحلة وزوجها، قالت: «ماعرفش والله.. أنا ما بشوفش وقاعدة في البيت في مصر وهي في الإسكندرية»، موضحة سبب شكوكها: «أنا شكيت فيه.. هو شخص انتهازي». ولكنها أقاويل اتضح كذبها فيما بعد. الحقيقة في سياق منفصل، كشف أحد جيران الفنانة نيفين مندور أن سبب وفاتها كان التعرض للاختناق نتيجة حريق اندلع في شقتها بالإسكندرية. وأوضح الجار أن الحريق نشب في شقتها بالطابق الرابع، مما تسبب في تصاعد الدخان الكثيف الذي أدى لاختناقها قبل وصول فرق الإسعاف، لتفارق الحياة متأثرة بالحريق. وقال: «توفيت بسبب حريق في شقتها، اندلع في السابعة صباحًا، تأثرت بالدخان ولم تنجُ من الاختناق». قبل وفاتها بأيام قليلة، كانت نيفين قد أجرت عملية جراحية، وتعاني من صعوبة في الحركة، وتقضي معظم وقتها داخل غرفتها، حتى جاء صباح الأمس حاملاً النهاية المأساوية: حريق محدود اشتعل في مواد بلاستيكية داخل الشقة، لم يلتهم المكان، لكنه أطلق دخانًا كثيفًا كان كافيًا لخنق أنفاسها. تقرير الحماية المدنية كشف أن سبب الحريق كان سقوط سيجار من يدها أثناء غفوتها على السرير، ما أدى إلى اشتعال المرتبة واختناقها بالدخان، دون أن تمتد النيران لبقية الشقة. حاول الجيران إنقاذها بعد استغاثة زوجها، لكن الوقت كان قد تأخر، وأسلمت نيفين روحها بهدوء، بعيدًا عن الأضواء التي عرفتها يومًا، وقريبة من الألم الذي رافقها طويلًا. اقرأ أيضا: بعد رحيلها.. أبرز محطات في حياة الفنانة نيفين مندور