"البداية الموفقة التى لحقت بثورة 25 يناير وما تبعها من أحداث رائعة من تغيرات جوهرية فى النظام السابق, كان الأمر الذى لم نكن نصدقه ولكننا بتنا سنوات طويلة نحلم به, ولكن ذلك النظام الفاسد البائد أبى أن يستوعب تلك الصدمات المتلاحقة منذ الثورة وحتى وقتنا هذا. وكلما اقتربنا من حلم الاستقرار الداخلى والقضاء على مؤسسات الفساد التى طالما هتكت بأحلام الغالبية العظمى من المصريين الشرفاء, كنا نستيقظ على كابوس الفتن والبلطجة والمؤامرات التى تحاك من أعداء الإسلام بالداخل والخارج و نفيق كذلك على المحاولات المستميتة من رجالات النظام السابق بالوطنى المنحل لزعزعة أمن واستقرار البلد, وما أن وضعنا أيادينا على الأب الروحى للنخانيخ المخربة بالبلد بالأسلحة المدمرة والمختلفة والحيوانات المفترسة, وما رأيناه رأى العين منها فى قصوره المترامية الأطراف داخل محافظات مصر, وما علمناه علم اليقين من تسخيره لنحو أكثر من مائتى ألف بلطجى منتشرين داخل المحافظات وتكفله بإجورهم جميعًا وتأمينهم, وما علمناه يقينًا أيضًا من مساندة الشخصيات المسئولة سابقًا ودعم رجال الأعمال له إلى الآن, كل هذا أثلج صدورنا حينما علمنا بخبر القبض عليه، الأمر الذى كان أيضًا سببًا فى تعرف المجتمع المصرى عليه لأول مرة, حيث لم تتشرف آذاننا من قبل بسماع السجع النخنوخى إلا من خلال الإشارة إلى أحد البلطجية الكبار من خلال أحد الأفلام العربية الحديثة, ولكن سرعان ما أحبطنا وطمست بعض معالم فرحتنا عند رؤيتنا لاستمرارية عمل البلطجية والنخانيخ الصغار الذين باعوا أنفسهم لإراقة دم إخوانهم فى الوطن, ودائمًا نصب أعيننا السؤال الملح الذى يطرح نفسه على أذهانا جميعًا.. من هو المحرك؟ ومن الداعم لهؤلاء البلطجية؟ بل من هو الممول الحقيقى لهم؟. والإجابة ليست بالأمر الصعب أو البعيد عن الواقع, فهناك الكثير من أصحاب المصالح الذين يتضح على ملامح تصرفاتهم مدى الرعب من وصول الإسلاميين لسدة الحكم وما سوف يؤول له حالهم فى حال فقدان الظهر الفاسد الذى كانوا يستندون عليه ولسان حالهم يقول: "عض قلبى ولا تعض رغيفى", كل هؤلاء نجدهم يجتمعون على مبدأ "فيها لأخفيها" وهم يصارعون بأقصى نفس لديهم لإحباط كل محاولات نجاح الرئيس المنتخب وجماعته التى جاء من خلالها, ومن هنا نستنبط بشكل يقينى أن المحرك القوى لكل الأحزاب والتيارات المعارضة ما هم إلا فلول الحزب الوطنى المنحل, ورائدهم الذى فشل فى الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس الشرعى للبلد والذى لم يسلم بل لا يريد أن يصدق بالأمر الواقع حتى الآن, ويوهم نفسه ومن حوله بأن انتخابات الرئاسة تعرضت للتزوير وأبخسته حقه المزعوم, وعليه طبعًا نعلم أنه أهون على نفسه هدم المعبد على من فيه خيرًا له من أن يتركها لخصمه مستصاغة, وهنا أيضًا يأتى دور الأعداء بالخارج والذين رأوا استعدادات ذلك "النخنوخ الأكبر" لدعم بلطجيته ماديًا وتسليحهم بالداخل, فى محاولات واهمة للوصول لحكم "المحروسة" - بإذن الله من شرورهم. ومع هذا الدعم المادى الضخم والذى تسَخر لهذا "النخنوخ الأكبر" بملايين الدولارات والريالات والدراهم بل والدينارات وتحويلها إلى بلطجية البلد بشكل شبه سرى لنشر الفوضى والفتن الطائفية والحزبية والوقيعة بين أبناء شعب مصر, نجد أنه ينجح بالفعل فى هذا,, والسؤال هنا.. متى ينضب منبع أموال النخنوخ الأكبر؟؟ ومتى تجف محاولاته؟ فحين نضوب ذلك المنبع سنجد أن العامل المادى المؤثر سلبًا فى النفوس الضعيفة اختفى وأخفى معه النفس الأمارة بالسوء وظهر معدن المصرى الأصيل الذى جاع لسنوات طوال فاضطر أن يذهب للبلطجة كمهنة بأجر, وسنجد أيضًا وبشكل ملحوظ أن الفتنة بين المصريين قد اختفت أو زالت أو ربما تذهب لتنام حيث كانت وستظل، "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها".. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]