أيها «النخنوخ».. كم من الجرائم ارتكبت – أو سوف ترتكب – باسمك!.. ما كل هذه الضجة المثارة إعلامياً حول القبض على المعلم «صبرى نخنوخ»، رجل الأعمال حسب وصف وسائل الإعلام قبل ثورة يناير، وأخطر بلطجى فى مصر حسب وصف «ذات نفس» الوسائل بعد ثورة يناير! جولة تليفزيونية قامت بها إحدى القنوات غير المصرية داخل قصر «المعلم» نخنوخ تدافع فيها جيرانه من «عرب» كنج مريوط إلى الدفاع عن صلاحه! وتقواه! وحبه لفعل الخير! بل وإحسانه على الحيوانات المسكينة كالأسود والكلاب الشرسة والقرود، وأن الرجل من كثرة حبه لفعل الخير كان يطعم «الأسود الضالة» لوجه الله تعالى. ويبدو أن الرجل كان «كريمًا» مع جيرانه، والعاملين معه، حتى جعلهم يرفعونه إلى مراتب «أهل الخير». ..وعلى الجانب الآخر من شاطئ «الإعلام» تتكشف معلومات أخرى تنسب إلى هذا «النخنوخ» أفعالاً لا تقدر عليها أعتى الأجهزة الأمنية، وأمورًا لا تستطيع القيام بها أجهزة المخابرات المحترفة، فهو «صانع الملوك» الذى يدخل النواب مجلس الشعب زوراً وتزويراً، أو يسقطهم «بلطجة» إذا أراد! وهو من يخطط ويدير سير العمليات الانتخابية فى مناطق نفوذه التى امتدت لتضم القاهرة الكبرى، وهو مَن ينفذ عمليات «التصفية» للمعارضين للنظام السابق وتأديب من يحتاج إلى تأديب، بعيداً عن الزج بالشرطة ورجالها فى الأمر. وينسب الإعلام إليه حصوله على جواز سفر دبلوماسى!! لسهولة الانتقال، وامتلاكه لأراضٍ وضياع وفلل تجعله المنافس الأول لعائلة ساويرس فى الثراء، وهو ما لا يتناسب مع تعليمه البسيط، ونشأته متوسطة الحال بين حيى «القللى» و«بولاق أبو العلا» الشعبيين. وبدأت القصص و«الأساطير» تنسج حول «المعلم نخنوخ» وكأنه الصديق الصدوق لحبيب العادلى، والمقرب من أسرة مبارك حتى أن «سوزانه» كانت توجهه للاستيلاء على أراضى من «تغير» منهن لسبب أو لآخر،.. أما الفنانون ولاعبو الكرة ونجوم المجتمع المخملى فكان لهم نصيب الأسد من «حكايات» جيران وعمال وأتباع النخنوخ الذى لا يخفى أن لديه «سيديهات» لهم!! (يبدو أنها ستعيد «العصر الذهبى» لسيديهات أبو الفتوح، ومرتضى) وما يهمنا - أو يهمنى شخصيًا كمواطن مصرى - أن يواصل الشرفاء الإطاحة بأساطين الفساد التى يبدو أنها توحشت وتغولت ووصلت مراحل أسطورية خلال عهد «المخلوع»، واستخدام كل أجهزة الأمن والرجال المحترمين الذين لم يتلوثوا خلال العهد البائد. وأن يتم الحفاظ على حياة «النخنوخ»، وكل «النخانيخ» الآخرين الذين أفرخهم النظام السابق، والذين بدأوا يتساقطون واحدًا تلو الآخر، حتى ينكشف للمصريين كيف كانت «مصر» العظيمة تخضع لحكم العصابات والبلطجية فى جميع المجالات وحتى لا نسمع صوتاً يقول: «إحنا آسفين يا ريس»! .. نقطة أخيرة: من الواضح أن سقوط «النخنوخ» و«شفاعة» فى الفيوم، وقبلهما «خنوفة»، وغيره، تم على أيدى رجال أمن شرفاء، وفى ظل القانون الطبيعى، دون اللجوء لقانون الطوارئ سيئ السمعة، الذى يسعى وزير العدل إلى إعادة إنتاجه فى ثوب جديد، والذى سيؤدى إلى صدام بين الوزير ومن يؤيده، وبين بقية القوى السياسية فى البلاد وأعتقد أنه فى ظل القانون الطبيعى، ووجود «الشرفاء» من رجال الأمن الكفاية لمكافحة الجريمة والبلطجة وكل الجرائم الجديدة والقديمة. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.