مع بزوغ نجم د. محمد مرسى، مرشح جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة ومع توالى حملات التأييد المختلفة والمتزايدة إبان استبعاد المهندس خيرت الشاطر من قبل اللحنة العليا للانتخابات الرئاسية وتزامن هذا البزوغ مع البرامج العقلانية الراقية التى أعلنها وتحدث عنها مرشح جماعة الإخوان والتى تهدف فى نهايتها إلى استعادة مصر لدورها الدولى والإقليمى وتقوية العلاقات مع الدول العربية والإسلامية ولن يكون ذلك إلا بتأييد المرجعية الإسلامية للدولة المصرية والتى تتأتى فى إحدى جزئياتها من خلال تطبيق الشريعة التى يجب أن تمهد لها الطريق فى حياتنا اليومية لكن ما لبثت هذه الصيحات العاقلة أن قوبلت بالمعارضة والتشويه والتزييف من خلال المزايدة على حقوق الأقليات الدينية فى مصر وإن وصول المرشح الإسلامى إلى سدة الحكم سوف يؤثر سلبًا على حقوقهم ويهدد الوحدة الوطنية التى نعمت بها الدولة المصرية أعوامًا عديدة فنقول لهم إنها دعاوى باطلة لا يراد بها إلا النيل من الإسلام عقيدة وشريعة أولاً ثم من فصيل أثر فى الحياة المصرية واختاره الشعب بإرادة حرة فى انتخابات نزيهة ثانيًا وليس هذا الحديث بجديد على الساحة المصرية ولكنه يشتد ويضعف من آن لآن وقد تطرق الفقيه العلامة د-عبد القادر عودة رحمه الله تعالى لهذه القضية لما ( قال إن الغرب لما أراد أن يحقق المساواة بين الأفراد وتطبيق حرية الاعتقاد لم يجد وسيلة لتحقيق هذين المبدأين إلا بتجريد القانون من كل ما يمس العقائد والأخلاق فكان فعلهم هذا هو الصخرة التى حطمت القانون) ثم رد على هذا الزعم بوجوه عدة. 1- لسنا بمستعدين لترك ديننا وإسلامنا واعتناق الكفر من أجل فئة من الناس أن تطبيق الشريعة الإسلامية واجب إلهى نحن ملزمون به من قبل رب العالمين ولا يمكن أن نرضى بقول أحد يريد الحيلولة بيننا وبين شريعة ربنا (فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم) 2- ليس بعدل ولا إنصاف أن تفرض الأقلية حكمها على الأكثرية ففى النظم الديمقراطية التى يتغنى بها كثير من متحضرى العالم اليوم يعتبر حكم الأكثرية الذى ينالونه بالانتخابات عدلاً وإنصافًا، فلماذا يختل الميزان عند هؤلاء عندما تكون الأكثرية فى صالح الإسلام ولم يصبح تطبيق شرع الله فى هذه الحال ظلمًا للأقلية وسببًا فى الفرقة والخصام ولم لا ترضى الأقلية بما رضيت به الأكثرية؟ 3- من الذى زعم بأن الأقليات لا ترضى بتحكيم شريعة الإسلام؟ إن فى هذه الدعوى كثيرًا من المجافاة للحقيقة إن كثيرًا من الأقليات تدرك أن الإسلام يشتمل على قانون عادل منصف يا من فيه المسلم وغير المسلم على عقيدته وماله ونفسه ولا يمكن لأى قانون أن يحقق ما حققه الإسلام) والذين يرفضون تحكيم شرع الله هم بعض الأقلام المسنومة والألوية المسمومة الذين لا يهمهم إلا مصالحهم ومصالح مموليهم هادفين من وراء ذلك إلى بناء مجد كاذب خادع ولو على ظهور الكادحين الشرفاء ولقد أكد الدكتور مرسى هذه المفاهيم فى لقائه بطلاب جامعة المنصورة لما أعلن أن شعار الإسلام هو الحل سيكون المرجعية لمشروع النهضة فلا حل إلا بالإسلام وتطبيق شريعته، وأن مصر فى نهاية المطاف للمصريين جميعًا لهم فيها حقوق متساوية لن يؤثر عليها دعاوى المغرضين والحاقدين الذين لا يريدون إلا تشويه المشروع الإسلامى ورموزه لكن هذه الدعاوى مهما علت أصواتها فمصيرها إلى فناء وزوال ولا تبقى إلا المبادئ الراسخة الثابتة التى ستلقى بظلالها على المجموع دونما تفرقه أو تمييز، أما مرشح الإخوان ذو الجماهيرية الواسعة فنقول له لا تعبأ بهذا الكلام وامض قدمًا لما عاهدت الله عليه وما عاهدت الشعب عليه وما علق الشعب عليك من آمال ويكفيك ردًا على المغرضين قول القائل: كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعًا يلقى بحجر فيلقى بأطيب الثمر