يوم مولده هو يوم وفاته بفارق 86عامًا، مليء بالكثير من الأعمال التي كانت كالوردة التي أزهرت في البستان، رزقه الله بحنجرة قوية ولسان فصيح كانا سبب في حمله لقب "عميد الإنشاد الديني والابتهالات في القرن العشرين". ولد القارئ الشيخ محمد الطوخي الذي يحل ذكرى وفاته اليوم6-2، بقرية سنتريس محافظة المنوفية، وأتم حفظ القرآن الكريم قبل بلوغه عامه العاشر ونال إعجاب شيخ الكتاب، وتوقع له بالمستقبل الباهر، كانت لأسرته المتدينة دور في ذلك، فهذا الدور ظهر في حفظه للقرآن في وقت متقدم من عمره، وسرعان ما انضم الطوخي للشيخ أحمد الدكروري، أحد كبار محفظي القرآن الكريم وظل معه حتى أتم الحفظ بجميع الروايات، ثم تعلم علم التجويد والتحق بعد ذلك بالأزهر الشريف، ليبدأ في تعلم العلوم الشرعية من منبعها الأصلي وقد تجاوز عامه الرابع عشر، وبدأ من هذه النقطة مشواره في التلاوة في قريته وفي القرى المجاورة من خلال السهرات القرآنية. عين قارئًا بمسجد السلطان أبو العلا، ليستمع إليه الملك فاروق خلال هذا المسجد لينال إعجابه، هذا مشواره في التلاوة لكن أول خطوة في مشواره في الابتهالات كانت تعلمه الموسيقى ليزداد صوته جمالًا وجودة أداءه، وما زاد إتقانه لمجال الابتهالات هو اختياره عضو بالمعهد العالي للموسيقي لتعطيه الفرصة للدراسة بشكل أعمق في التواشيح والابتهالات. أعماله سافر الشيخ الطوخي للعديد من البلدان لإحياء الليالي القرآنية والتواشيح الدينية، استجابة منه لرؤساء هذه البلدان ومنها السعودية التي دعاه الملك فيصل لها بالإضافة لسفره الأردن والعراق وسوريا وماليزيا وباكستان وإيران وقطر وأوغندا ونيجيريا، وتسجيل العدد من التسجيلات لهم، قدم للإذاعة المصرية العديد من التلاوات والتواشيح والابتهالات الدينية والتي كانت تعتبر ومازالت رمزًا من رموز ليالي شهر رمضان الكريم ومن أشهر ابتهالاته في هذا الوقت الحديث "ماشي في نور الله" وذلك بجانب قراءاته. تكريمه نال الشيخ الطوخي العديد من الأوسمة والنياشين لم تقتصر على مصر فقط بل نالها من عدة دول هى الأردن والمغرب وقطر وسلطنة عمان، وكرمته منطقة عين شمس في مسجد محمد أغا عندما لبي الدعوة في الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم مع مجموعة من شيوخ الأزهر وبتلبية من أهل المنطقة لسماع تلاوته العطرة. وفاته في نفس يوم مولده لكن في عام 2009 كانت روحه الكريمة فاضت لربها ليترك خلفه التراث الكافي ليحفظ سيرته بين العمالقة الابتهالات والتلاوات وحب مدحه للرسول.