يبدو أن الاستقالات الجماعية بدأت تشق وحدة وصفوف الأحزاب، قبل إجراء انتخابات المحليات، وهو ما يهدد مستقبل الحياة الحزبية فى مصر، فشهد حزب المؤتمر، مجموعة من الاستقالات على رأسها اللواء أمين راضى، الذى تقدم باستقالته على خلفيه تهميش دوره. وقال فتحى الدسوقى أمين الحزب بالإسكندرية، إنه تقدم باستقالته من أمانة الحزب، وتابعه 1400 استقالة أخرى، بخلاف الاستقالات التى تقدمت بها الأمانات العامة بالمحافظات الأخرى، مؤكدًا أن الأعضاء تقدموا باستقالاتهم عبر «فيس بوك» وأرسلوها لهيئة الحزب للموافقة عليها نتيجة فرض قيود على العمل التنفيذى بالأمانات العامة. كما تقدم أكثر من مائتى عضو بحزب المؤتمر بمحافظة كفرالشيخ، باستقالتهم، أبرزهم طارق رشوان أمين الحزب بالمحافظة، مؤكدًا أنه لم يلق أى دعم من الأمانة العامة على الرغم من وجود كوادر مشرفة يمكن الاعتماد عليها. وكان حزب الدستور، الذى أسسه الدكتور محمد البرادعى، من الأحزاب التى شهدت انشقاقًا، وكان على رأس المستقيلين الدكتور عماد أبو غازى الأمين العام السابق للحزب، والدكتور أحمد البرعي، وزير التضامن الاجتماعى الأسبق، وجورج إسحاق، وكمال عباس وشادى الغزالى حرب وإسراء عبد الفتاح وناصر عبد الحميد وعضوى لجنة الخمسين أحمد عيد وعمر صلاح. وفى حزب المصريين الأحرار، لم يختلف الأمر كثيرًا، فشهد هو الآخر حالة من التخبط السياسى بعد إعلان سحب الثقة من مجلس الأمناء، وعلى رأسهم نجيب ساويرس لينفرد عصام خليل برئاسة الحزب بعد الإطاحة برجل الأعمال نجيب ساويرس، الذى كان الطفل المدلل له، وخاض معارك عديدة من أجله. على أثر ذلك تقدم عدد من الشخصيات داخل الحزب بالاستقالة، وعلى رأسهم الدكتور عماد جاد، والدكتور أسامة الغزالى حرب، تنديدًا لما وصفوه بسيطرة "خليل" وتفرده بأمور الحزب وقتها. فرجحت النائبة نانسى سمير عن حزب المؤتمر، وعضو لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، أن السبب وراء الاستقالات الجماعية التى ضربت أمانات الحزب الفترة الأخيرة هو الاختلاف فى وجهات النظر. وأضافت نانسى، فى تصريحات ل«المصريون»، أن الاستقالة الجماعية خطوة سريعة غير محبذة للعمل الحزبى بدون مناقشة الأسباب والحوار بين القيادات لبحث مجريات الأمور. فى السياق ذاته أعلن النائب علاء عبد النبي، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، عن عقد الأمانة العامة لحزب المؤتمر لاجتماع طارئ، لكافة الأعضاء من مختلف محافظات مصر بمقر الأمانة الرئيسية للحزب بجاردن سيتى، لبحث أسباب الاستقالات الجماعية التى مست أمانات الحزب فى الجيزة والإسكندرية كفر الشيخ. وأضاف عبد النبى، أن الاستقالات فاجأت الجميع خاصة أن الحزب شهد الفترة الماضية، هدوءًا فى اتخاذ قراراته السياسية واعتمد على وجوده داخل البرلمان. وتابع، بأن الحل فى هذه الأزمة هو الاجتماع بكل قيادات الحزب وكوادره لتحديد آليات جديدة للعمل الجماعي، خاصة أن ما تم توجيهه إلى رئيس الحزب القبطان عمر صميدة من انتقاد بأنه لا يهتم بالحزب، عاٍر من الصحة. فى السياق ذاته، قال الدكتور عماد جاد، القيادى السابق فى حزب المصريين الأحرار، إن أزمة الحزب الأخيرة والتى انتهت بإعلان الجمعية العمومية بسحب الثقة من مجلس أمناء الحزب، وعلى رأسه نجيب ساويرس، وعصام خليل رئيس الحزب ليست مفاجأة وإنما امتداد لخطط وتحركات تقودها مجموعة داخل الحزب منذ فترة للقضاء على الأسماء ذات الطموح فى تولى مناصب الحزب. وأضاف جاد فى تصريحات صحفية، أن قراره بالاستقالة قبل عام كان بسبب تلك التحركات رغم العديد من محاولات ساويرس وقتها للتراجع عن قراره، وإبلاغه بأن الحزب على هذا الحال لن يكمل مسيرته. وكشف عضو النواب، عن أن عصام خليل خلال فترة توليه رئاسة الحزب، عمل على إغلاق الباب أمام عضوية الحزب للاقتصار فقط على الموالين له، لافتًا إلى أن بعض من يهاجمون ساويرس حاليًا كان "بيوطى ويبوس أيده"، وتولى خليل رئاسة الحزب لأنه قريب من الجهات الأمنية وسوف يغير سياسة الحزب من النظام الديمقراطى حيث إنه يحاول إرضاء الدولة على حساب الحزب.