رغم العقوبات .. بوتين يشدد على أن مصالح بلاده «غير قابلة للتفاوض»

على وقع احتدام الأزمة الأوكرانية، التحقت 3 بلدان أوروبية بركب واشنطن ولندن، بالحديث عن عقوبات هائلة على موسكو لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد الأربعاء أن مصالح بلاده وأمنها شأن «غير قابل للتفاوض» قبل أن يعود ليشدد على استعداد بلاده ل«الحلول الدبلوماسية».
وبينما يطالب بوتين الدول الغربية ب«ضمانات أمنية» تؤكد عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ووقف تعزيز وجود الحلف عند حدود روسيا، مشددًا على «التهديدات» التي تتعرض لها بلاده ك«التراخي في نظام ضبط الأسلحة» و«النشاطات العسكرية لحلف شمال الأطلسي» ومخاوف موسكو التي لا تزال «دون أجوبة» أعلنت ثلاث بلدان فرض عقوبات على موسكو بين أمس واليوم، في تصعيد جديد تشهده الأزمة.
أستراليا تفرض عقوبات على مستشاري بوتن
وأكدت أستراليا الأربعاء فرض عقوبات على ثمانية مستشارين أمنيين للرئيس بوتين بعد «غزو روسيا غير المبرر وغير المقبول لأوكرانيا»، وفق التعبير الوارد ببيان الخارجية الأسترالية.
وتأتي هذه الإجراءات في أعقاب قرارات للولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بمعاقبة كيانات روسية في أعقاب قرار بوتين إرسال جنود إلى شرق أوكرانيا. وسيواجه أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي مجموعة عقوبات تشمل حظر السفر، كما ستتخذ أستراليا إجراءات تستهدف المصارف الروسية المرتبطة بالجيش.
وقال رئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون «إنهم يتصرفون مثل رجال العصابات والمتنمرين»، متوقعا حدوث غزو روسي واسع النطاق لأوكرانيا «في الأربع والعشرين ساعة المقبلة» على الأرجح. وأستراليا عضو في تحالف «فايف آيز»لتبادل المعلومات الاستخبارية الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا .
وأضاف موريسون «الأستراليون يقفون دائما في وجه المتنمرين، وسوف نقف في وجه روسيا». كما أعلن موريسون أنه سيسرّع البت في 430 طلب تأشيرة دخول إلى أستراليا من قبل أوكرانيين.
اليابان تراقب الوضع ب«قلق بالغ»
وأعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أيضا أن بلاده تعتزم فرض عقوبات على روسيا وافراد مرتبطين بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا اللتين يسيطر عليهما موالون لموسكو. وتشمل عقوبات طوكيو حظر إصدار تأشيرات للأفراد المرتبطين «بما يسمى بالجمهوريتين»، إضافة إلى تجميد أصولهم ومنع التبادل التجاري مع المنطقتين. وقال كيشيدا للصحفيين: «نواصل مراقبة الوضع بقلق بالغ».
وأضاف أن اليابان «تدين بشدة» تصرفات روسيا «التي تنتهك سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها وتنتهك القانون الدولي»، مضيفا أنه من الممكن فرض مزيد من العقوبات «إذا تفاقم الوضع».
كندا تتحدث عن عقوبات إضافية
والثلاثاء أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، واصفًا ما تقوم به موسكو ضدّ أوكرانيا بأنّه «غزو إضافي لدولة ذات سيادة»
وأضاف أن بلاده «سوف نحظر على الكنديين الانخراط في شراء سندات الدين الحكومية الروسية. وسنفرض عقوبات إضافية على المصارف الروسية المدعومة من الدولة ونمنع أي تعاملات مالية معها».
وتتجه أنظار العالم نحو أوكرانيا؛ تلك البقعة التي أدت لاحتدام الصراع بين كييف وموسكو، ومن خلفهما عدد من الأطراف؛ وبينما تتهم دول حلف شمالي الأطلسي«الناتو» روسيا باعتزام شن «غزو محتمل» لأوكرانيا، تؤكد موسكو أن الولايات المتحدة «ترعى حملة تضليل» ل«اختلاق أزمة».
وتشهد الأيام القليلة الماضية توترًا حادًا بين موسكو من جانب والولايات المتحدة وبريطانيا من جانب آخر؛ إذ تتحدث المملكة المتحدة عن عقوبات تطال «أصدقاء وحلفاء بوتين».
وبينما لوح الرئيس الروسي بوتين بإرسال جنود إلى شرق أوكرانيا، دعت وزارة الخارجية الأوكرانية الأربعاء مواطنيها إلى مغادرة روسيا، «في أقرب وقت ممكن»؛ وذلك على وقع احتدام الأزمة الأوكرانية، خشية وقوع تصعيد عسكري محتمل من موسكو.
وأوصت حكومة أوكرانيا رعاياها المتواجدين في روسيا بالمغادرة «الفورية»، وسط تصاعد التوتر بين البلدين في ظل اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك في منطقة دونباس.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيانها: «توصي الوزارة المواطنين الأوكرانيين المتواجدين في روسيا بالمغادرة الفورية، فيما ننصح بعدم السفر إلى الأراضي الروسية».