الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى لم يمنحا ضمانات أمنية لموسكو مقابل توسع الحلف شرقًا الاتحاد الأوروبى يجرى محادثات مع الولاياتالمتحدةوبريطانيا بشأن إمكانية فرض عقوبات مالية على روسيا حلقة جديدة من حلقات التوتر بين حلف شمال الأطلسى، حيث جاءت تفاصيل الصدام هذه المرة على وقع التوتر المتصاعد والخلاف المستمر بشأن ملف أوكرانيا، يقابلها تصلب فى موقف الكرملين بعدم السماح بأن تكون حدود روسيا في دائرة الخطر، إذ حذر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، من التحشيد العسكرى النشط لحلف الناتو بالأراضى الأوكرانية واعتبره تهديدا مباشرا لأمن روسيا، وفى نفس الوقت طالب بإجراء مباحثات فورية. جدد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، طلبه لحلف شمال الأطلسى "الناتو" بوقف التوسع شرقا وذلك فى القمة التى عقدها بالفيديو مع نظيره الأمريكى جو بايدن. وقال بوتين، فى بيان أصدره الكرملين، إن روسيا ترغب فى ضمانات قانونية أن الحلف الغربى لن يتوسع شرقا وينشر أسلحة هجومية هناك. بوتين يهدد ويطلب التفاوض وترى روسيا أنها مهددة بتقدم حلف الناتو وترغب فى منع دولتى أوكرانيا وجورجيا المجاورتين والعضوين السابقين فى الاتحاد السوفيتى من الانضمام إلى حلف الناتو. وكان بوتين قد قال أيضا إن نقل البنية التحتية العسكرية لحلف الناتو إلى داخل أوكرانيا سيكون بمثابة تجاوز "خط أحمر" من وجهة نظر روسيا، مؤكدا عزم موسكو تقديم مقترحات بشأن الاتفاق حول عدم زحف الحلف شرقا وقيامه بنشر صواريخ بأوكرانيا. وأضاف بوتين أن تصعيد الوضع فى خطوط التماس فى أوكرانيا سينسف اتفاقات مينسك. وفى نفس الوقت، شدد الرئيس الروسى على ضرورة إطلاق مباحثات فورية مع الناتو وواشنطن حول ضمانات عدم توسع الحلف شرقا، لافتا إلى أن أوكرانيا تقوم عن قصد بتصعيد الأوضاع على خط التماس بدونباس وذلك وسط تغاضى عدد من الدول الغربية عن ذلك، وأشار بوتين إلى أن توجه كييف لحل الأزمة بالقوة يُعد انتهاكا لاتفاقيات مينسك. وبمطالعة المشهد، نجد أن الخلافات قد تصاعدت بشكل خطير خلال الأشهر الماضية بين موسكو والناتو الذى أعلن صراحة وقوفه إلى جانب كييف، ودعمه ضمها إلى عضويته، فيما عمدت الولاياتالمتحدة، والأوروبيون إلى اتهام الروس بالتحضير لغزو أوكرانيا، ما نفته موسكو مراراً. احتمالات المواجهة العسكرية وعلى الرغم من نفى روسيا فكرة الحرب على أوكرانيا والاجتياح العسكرى، ووصفها للتقارير الغربية بأنها "هلاوس"، إلا أن تصريحات نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف، جاءت تشير إلى اتجاه مغاير، حيث أعرب عن احتمالات المواجهة العسكرية إذا لم تعط الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسى ضمانات أمنية لموسكو، مقابل توسع الحلف شرقًا، حسبما نقلت وكالة الإعلام الروسية. وعلى الرغم من أنه لا يمكن تحديد رد الفعل من الجانب الروسى، إلا أن القضية الأوكرانية تعتبر حساسة بالنسبة إلى الكرملين، فخلال الفترة الماضية أبدى امتعاضه من نشر كييف طائرات مسيرة قرب الحدود، كما انتقد مرارا محاولاتها الانضمام إلى حلف الأطلسى. ويأخذ أيضا الرئيس الروسى على الغربيين عدم الوفاء بوعد قطعوه فى نهاية الحرب الباردة بعدم توسيع الحلف شرقاً. فى المقابل، لا يزال "جرح القرم" محفورا فى قلب كييف، بعد أن أطاحت انتفاضة شعبية فى أوكرانيا بالنظام المدعوم من موسكو عام 2014. لتعمد روسيا إثر ذلك، إلى ضم شبه جزيرة القرم. إلا أن القوات الأوكرانية لا تزال تتواجه مع انفصاليين مدعومين من روسيا فى شرق البلاد، الأمر الذى جعل إدارة الرئيس جو بايدن، تطالب بفرض عقوبات وقائية على موسكو، وإرسال مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، لردع روسيا عن غزو جارتها الغربية. فرض عقوبات وقال بعض النواب الأمريكيون، وهم جمهورى وديموقراطيان وثلاثتهم عسكريون سابقون، فى أعقاب زيارة قاموا بها إلى أوكرانيا، إنهم مقتنعون بأن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، كان يفكر جديا بغزو أوكرانيا عندما حشد عشرات آلاف العسكريين على الحدود مع جارته الغربية. وقال النائب الديموقراطى سيث مولتون للصحفيين: "علينا أن ننشغل بردع بوتين أكثر من استفزازه" وأضاف: "إذا قام بوتين بغزو أوكرانيا، أريده أن يعرف أنه سيجد صعوبة فى أن يشترى فى الدقائق الخمس التالية مشروبا غازيا من آلة بيع، وليس أن حلف شمال الأطلسى سيدعو لاجتماع لمناقشة ماذا سيفعل خلال الأسابيع التالية"، حسبما نقلت "فرانس برس". وبدوره قال النائب الجمهورى مايك والتز، إنه يجب على الولاياتالمتحدة أن تفرض عقوبات على روسيا بسبب زعزعتها استقرار المنطقة، مشددا على أن التهديد "بإجراءات صارمة لن يكون مفيدا كثيرا فى ميزان حسابات بوتين". وحثّ والتز إدارة بايدن على تجاوز الإجراءات البيروقراطية والروتينية، وتزويد أوكرانيا فورا بأسلحة، بما فى ذلك صواريخ للدفاع الجوى. وفى سياق متصل، قال مصدر من الحكومة الألمانية، إن الاتحاد الأوروبى يجرى محادثات مع الولاياتالمتحدةوبريطانيا بشأن إمكانية فرض عقوبات مالية على روسيا فى حال شنها هجوما على أوكرانيا. وذكر المصدر -الذى طلب عدم نشر اسمه- أن القمة الأوروبية ستبعث رسالة تضامن قوية مع أوكرانيا، وتحذيرا لروسيا أيضا بسبب تعزيزاتها العسكرية على الحدود. فى السياق نفسه، قال مسؤول الشؤون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، إن الاتحاد يبحث خطوات يمكن اتخاذها بالتنسيق مع بريطانيا بشأن التطورات على حدود أوكرانيا.