مسيرات غضب فى السودان.. و«البرهان»: ما حدث ليس انقلابًا

انطلقت مسيرات شعبية ضخمة فى العاصمة السودانية «الخرطوم» وأكثر من 25 مدينة أخرى، بالتزامن مع مسيرات أخرى فى نحو 45 مدينة فى أوروبا والولايات المتحدة وكندا، احتجاجًا على قرارات قائد الجيش السودانى، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، بحل مجلسى السيادى والوزراء الانتقاليين وفرض حالة الطوارئ فى أنحاء السودان كافة.
وكشف مصدر عسكرى سودانى قريب من «البرهان»، ل«المصرى اليوم»، أن وساطة تتبناها بعض الأطراف السودانية بهدف خلق نوع من التهدئة والاستقرار والاتفاق بين الفرقاء فى السودان، لافتًا إلى أن تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة سيتحدد وفقًا لما ستسفر عنه تلك الوساطة، حيث أوضحت بعثة الأمم المتحدة فى السودان عن وساطة تقوم بها لتسهيل الحوار بين الأطراف كافة.
فى المقابل، أكد «البرهان» أن ما حدث فى السودان مؤخرًا لا ينبغى اعتباره انقلابًا عسكريًا، بل هو «تصحيح للمسار»، وأضاف، فى تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الروسية: «من يعتبره انقلابا فهو مخطئ، لأننا موجودون فى السلطة، وإذا كان هناك انقلاب كنّا لنتغير نحن أيضًا، لكن ما حدث تصحيح للمسار والعملية الانتقالية».
وأضاف «البرهان»: «سيتم إعلان اسم رئيس الحكومة السودانية الجديدة وأعضاء مجلس السيادة فى غضون أسبوع، أمّا بخصوص الانتقادات الدولية لتحركاتى الأخيرة، فقد توقعت مثل هذه الردود، إذ لا يمكن الوثوق بجزء كبير من وسائل الإعلام، ولا يمكن الاعتماد عليها ولاتزال العديد من الحقائق مجهولة.. وإذا نظرنا إلى الصورة السياسية والاجتماعية فى البلاد، فإن المسار الانتقالى كان مليئا بالانتهاكات»، منوهًا بأن الأحزاب لم تستطع تشكيل ائتلاف والتوصّل إلى إجماع حول أى موضوع، ولم يتمكنوا من الاتفاق على المجلس التشريعى، ومحافظى الأقاليم، ولا يمكنهم حتى أن يضموا قوى سياسية.
وفيما يخص رئيس الوزراء السودانى المعزول، أوضح «البرهان» أنه تم إخراج «عبدالله حمدوك» من مقر إقامته بسبب التهديد بالاعتداء عليه، وقال: «فى الواقع، بدأت عدة مجموعات بالتجمع فى منزله عندما كان هناك، لكن عندما شعرنا بأن بعض الإجراءات بدأت، أخذناه بعيدًا عن المنزل، وعاد الآن إلى منزله».
فى سياق متصل، أصدر «البرهان» قرارًا بإعفاء عدد من السفراء السودانيين فى الخارج وفى وزارة الخارجية، وذكر تليفزيون السودان أن السفراء الذين تم إعفاؤهم، هم سفراء السودان فى تركيا والإمارات وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى مدير إدارة البحوث بوزارة الخارجية، ومندوب السودان فى الأمم المتحدة، والوزير المفوض بسفارة السودان بالإمارات.
وذكرت تقارير إعلامية أن شوارع الخرطوم شهدت تواجدًا عسكريًا مكثفًا، فيما ذكر إعلاميون سودانيون عبر صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» أن خدمات الاتصالات عادت من جديد عقب انقطاعها مساء أمس الأول وصباح أمس.
ونشرت صفحة وزارة الثقافة والإعلام على «فيسبوك» بيانًا منسوبًا للناطق الرسمى باسم الحكومة المعزولة، دعا فيه جماهير الشعب السودانى، وصناع ثورة ديسمبر المجيدة، للتمسك بالسلمية التى عرفوا بها.
من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص للسودان، فولكر بيرتيس، فى تغريدة عبر «تويتر»: «للحد من التوترات والتغلب على الأزمة السياسية فى السودان، التقيت قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو، وحثيته على ضرورة وقف التصعيد، والسماح بالاحتجاج السلمى للمتظاهرين وتجنب أى مواجهة».
وذكرت بعثة الأمم المتحدة فى السودان «يوناميتس»، فى بيان، أن الممثل الخاص ل«بيرتيس» على اتصال مستمر مع جميع الأطراف لتسهيل التوصل إلى كل سياسى، بما يتماشى مع الوثيقة الدستورية، مشيرة إلى أن «اليوناميتس» ناشطة لناحية التنسيق مع جهود الوساطة الجارية، لتسهيل الحوار الشامل الذى يبقى السبيل الوحيد نحو حل سلمى للأزمة الحالية.
وأشار الأمين السياسى لمجلس البجا، الناطق الرسمى باسم تنسيقية شرق السودان، سيد على أبوأمنة، ل«المصرى اليوم»: «نؤيد القرارات الأخيرة التى تصب فى صالح تصحيح مسار الثورة، ولسنا مع محاولات استعادة الحكومة الفاشلة»، لافتًا إلى أن شرق السودان يتكون من 3 ولايات، ومن خرجوا عن أنصار المجلس الأعلى لنظارات البجا، ورئيسه الناظر محمد الأمين ترك، حيث يتداعون إلى عواصم الولايات ال3.
وأضاف «أمنة»: «بالتأكيد هناك بعض المحاولات لمعارضى قرارات الفريق أول عبدالفتاح البرهان فى شرق السودان، لكن عددهم محدود جدًا ولا يكادون يظهرون.. وشرق السودان الآن كلّه على قلب رجل واحد خلف الناظر ترك، نحن مع استعادة الثورة من الأحزاب ال4 التى اختطفتها»، مشددا على أن شرق السودان لن يكون أى منبع لهذه المجموعات.
وتابع: «لا نعتبر أنفسنا هذه المرّة مجرد تابعين، لكننا جزء من صناع الأحداث فى السودان»، مشيرًا إلى وجود اتصالات مع قادة الجيش السودانى، لتحقيق مطالب أهل شرق السودان، التى يأتى على رأسها إلغاء اتفاقية «مسار شرق السودان».