مرسي ب«القمة الأفريقية»: من تلوثت أيديهم بدماء السوريين لا مكان لهم بالمستقبل

قال الرئيس محمد مرسي إن من تلوثت أيديهم بدماء الشعب السوري لا مكان لهم في سوريا المستقبل، مؤكدا أن حل الأزمة السورية يجب أن يكون من خلال عملية سياسية تضمن تحقيق المطالب المشروعة للسوريين، وتحافظ على وحدة سوريا ووحدة نسيجها المجتمعي.
وأضاف الرئيس، في كلمته أمام الجلسة الأولى المغلقة لقمة الاتحاد الأفريقي ال21، الأحد، والتي خصص جزءا كبيرا منها للحديث عن الأزمة السورية، أن مصر تقف مع الشعب السوري في سعيه للحصول على حقوقه المشروعة في الحرية والديمقراطية، وترفض الممارسات الوحشية التي يرتكبها النظام ضد أبناء سوريا، مشيرا إلى أن مصر طرحت مبادرة تفصيلية تسعى إلى حقن الدم السوري، وتستند إلى مبدأ رفض التدخل الخارجي في شؤونها.
وأكد الرئيس أن مصر تتواصل مع كل الأطراف المعنية وتعمل على توحيد موقف المعارضة بما يصب في مصلحة الشعب السوري، وتؤيد مصر المساعي الرامية إلى عقد مؤتمر جنيف 2 من منطلق أن أهدافه تتماشى مع موقف مصر من الأزمة في سوريا والذي عبرنا عنه بوضوح منذ البداية، مشددا على أن طموح الدول الأفريقية لا يجب أن يقف عند حد امتلاك القارة الأفريقية لزمام أمورها، بل يجب أن يمتد إلى دور فاعل على الساحة الدولية.
وقال «مرسي» إن مصر حريصة على مواصلة إسهامها في التصدي للمشكلات التي تواجه دول القارة والتعاون في كل المجالات التنموية، ودعمها لجهود إحلال السلم والاستقرار في جميع أرجاء أفريقيا ومن بينها الحرص على التوصل إلى حل شامل للأزمة في مالي يتناول أبعادها المختلفة ويعالج جذور المشكلات ولا يقتصر على التعامل مع أعراضها ويلبي الاحتياجات التنموية بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار.
واستعرض الرئيس عدة نقاط من شأنها أن تدعم جهود مصر في مواجهة التحديات التي تشهدها القارة، أولها أهمية تبني منهج جديد للوقاية من النزاعات ومعالجة جذورها من خلال تنفيذ إستراتيجية أفريقية متعددة الأبعاد تتعامل مع المشكلات التي تعاني منها شعوب القارة، وتهتم بتعزيز بناء المؤسسات على أسس الحكم الرشيد وسيادة القانون، مشيرا إلى أن الثورات التي شهدتها دول شمال أفريقيا تمثل رصيدا إضافيا لدعم جهود القارة في دفع أجندة الديمقراطية وحقوق الإنسان وتعميق العدالة الاجتماعية.
وقال إن القارة الأفريقية تشهد تصاعدا في وتيرة التهديدات الأمنية العابرة للحدود، وفي مقدمتها شبكات العنف والجريمة والمنظمة وهذه تحديات تستدعي تعزيز آليات التعاون بين دولها، وأيضا طالب بالتركيز على تفعيل مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، وهذا يتطلب مواصلة العمل على تحقيق قدر أكثر من الاستقلالية بمزيد من الاعتماد على موارد القارة، خاصة الموارد البشرية.
ويغادر الرئيس العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في الخامسة، عصر الأحد، عائدا إلى القاهرة، بعد زيارة استغرقت 3 أيام، شارك فيها في احتفالات منظمة الوحدة الأفريقية والاتحاد الأفريقي، باليوبيل الذهبي، وشارك في الدورة ال29 للجنة التوجيه لرؤساء الدول والحكومات لمبادرة «نيباد»، ورأس وفد مصر المشارك في أعمال الدورة ال21 لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، التي بدأت أعمالها، السبت، تحت شعار «الوحدة الأفريقية الشاملة والنهضة الأفريقية».
ولم يحضر الرئيس مرسي فعاليات الجلسة الافتتاحية للقمة الاعتيادية للاتحاد الأفريقي التي عقدت، صباح الأحد، رغم وجوده بمقر الاتحاد الأفريقي، حيث كان منشغلا بعقد سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من الزعماء الأفارقة، واكتفى بحضور الجلسة المغلقة التي عقدت في الثانية ظهرا.
وعلى هامش القمة التقى الرئيس مرسي وعدد من الزعماء وعلى رأسهم رئيس وزراء أثيوبيا ورؤساء السودان وجنوب السودان وكينيا وبروندي وبطريرك الكنيسة الإثيوبية، ووزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ركزت في معظمها على موضوع المياه وحوض النيل.
وقال إيهاب فهمي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس شدد خلال لقائه ورئيس جنوب السودان، سيلفاكير ميارديت، اعتزام مصر على مواصلة التعاون في مجال المياه والري مع جنوب السودان، والبناء على التواجد المصري الحالي بجنوب السودان في مجالات الكهرباء، الصحة، التعليم، والتنمية البشرية، وأهمية دور جنوب السودان في تعزيز التعاون بين دول الحوض مستقبلا، مرحبا بالتطورات الإيجابية الأخيرة بين السودان وجنوب السودان بعد التوقيع على اتفاقيتي تصدير النفط والترتيبات الأمنية بين الخرطوم وجوبا في مارس الماضي، بهدف تنفيذ الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين في سبتمبر الماضي.
ومن المقرر أن تختتم القمة أعمالها، الإثنين، بعد بحث تقارير الاجتماعات الوزارية التي نظمتها مفوضية الاتحاد الأفريقي خلال الأشهر الستة الماضية، وكذلك النظر في تقرير أنشطة مفوضية الاتحاد الأفريقي وتوصيات اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي واعتمادها، ويشارك في القمة نحو 21 من رؤساء دول وحكومات القارة ورئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، الدكتورة انكوسازانا دلاميني زوما، والرئيس التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، كارلوس لوبيز، وغيرهما من كبار المسؤولين بالمنظمات الدولية.