أكدت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها أن الأسبوع الماضي كان أسبوع الاكتئاب الكبير بعد تفجيرات العراق وقتل العشرات امام كنيسة باكستانية وتشكيل كتائب إسلامية متطرفة في سوريا وأيضا خطف رهائن خلف ما لايقل عن 72 قتيلا في مجمع تجاري بكينيا على يد مسلحين من حركة الشباب الصومالية. وتوضح الصحيفة أنه رغم هذه الأحداث الدامية يبدو المستقبل القريب أكثر تفاؤلا ، فمعظم المحللين يتفقون ان القيادة المركزية لتنظيم القاعدة أصبحت اضعف بكثير من ذي قبل بعد وفاة أسامة بن لادن ، التي أصابت التنظيم بالشلل ، خاصة أن أيمن الظواهري الزعيم الحالي ليس لديه كاريزما بن لادن رغم أنه شخص فعال وصاحب فكراستراتيجي . كما أصبح يصعب تصور الخلافة الإسلامية التي تمتد من باكستان إلى المغرب في العقد القادم، وهو ماكان هدفا استراتيجيا معلنا ل "القاعدة" ومن أجله تمت تعبئة عشرات الملايين من الشباب المتطرفين وترويع الغرب ، وحدث متغير آخر هو فشل جماعة الإخوان المسلمين في تحقيق أهدافها عن طريق الديمقراطية فإنها ستتجه للعنف ، غير أن المتشددين الإسلاميين مجزئين اليوم أكثر من ايام التسعينات عندما حاول تنظيم القاعدة جمع شمل هذه الجماعات المتطرفة ، وأيضا الأرض التي كانت تسيطر عليها الجماعات المتشددة في مناطق نائية وجبال وصحاري لم يعد غيرأعضاء التنظيم يرغب أن يسكنها ، فأجهزة الأمن والمخابرات في معظم الدول أصبحت أكثر انتباها ، مما يقلل من قدرتهم على اجتذاب أنصار جدد. ولكن توجد أسباب أخرى تجلب التشاؤم ، مثل اعتماد تنظيم القاعدة على العمليات المحلية أكثر من العمليات خارج الحدود، وكذلك اهمية المناطق التي يتنازع عليها المتشددون مثل سيناء وأجزاء من سوريا واليمن ومناطق الحدود الأفغانية الباكستانية،و جنوبالجزائر ، فهي مناطق بعيدة ، لكنها هامة على الخارطة العالمية. وهذا مصدر قلق حقيقي ، وكذلك قتل الأشخاص غير الخطرين او الأقل تطرفا عن طريق الطائرات بدون طيار مما قد ينتج عنه عواقب لايمكن التنبؤ بها. وتختتم الصحيفة تقريرها قائلة: لايمكننا إن ندافع عن كل سنتيمتر مربع في العالم،كما يبدو انه لن تكون هناك هجمات كبيرة مثل الحادي عشر من سبتمبر، ولكن سوف يكون هناك العديد من الهجمات المحلية مثل مهاجمة الجيش والشرطة في اليمن أو المجمع التجاري في كينيا أو تفجير كنيسة في باكستان.