برلمان بلا معارضة هو برلمان لا طعم له ولا رائحة ، برلمان منزوع الدسم ، هذا ما يمكن إستنتاجه من نتائج المرحلة الاولى للانتخابات البرلمانية والتى اثبتت أن المال السياسى هو اللاعب الأساسى والرئيسى فى الوصول لكرسى البرلمان ، وقد ظهر ذلك واضحاً فى حصول حزبى المصريين الاحرار ومستقبل وطن على النسبة الاكبر من بين الاحزاب المشاركة فى الإنتخابات ، حيث حصل الأول والذى يموله رجل الاعمال الملياردير نجيب ساويرس على 41 مقعداً ، وحزب مستقبل وطن والذى حصل على 30 مقعداً ويموله عدد من رجال الاعمال وعلى رأسهم رجلا الاعمال أحمد أبوهشيمة وكامل أبوعلى حسب تصريحات رئيس الحزب الشاب محمد بدران ، إضافة إلى وجود شخصيات نافذة فى الدولة خططت لهم تلك الإنتخابات من الالف إلى الياء . كما حصلت قائمة فى حب مصر على 60 مقعداً وهي كل مقاعد القوائم فى المرحلة الأولى ويمول هذه القائمة أيضا عدد من رجال الاعمال، يضاف إلى ذلك فوز أعضاءالحزب الوطنى السابقين ب 84 مقعداً سواء من كانوا فى قائمة حب مصرأو انضموا للأحزاب ، ونستخلص من ذلك أن مقاعد المرحلة الاولى تنقسم بين أحزاب رجال الاعمال وأعضاءالحزب الوطنى السابقين ولم يفز من خارج هذه الدائرة سوى بضعة أعضاء يُعدون على أصابع اليد . وتُعبرهذه النتائج عن إشكالية كبرى خاصة وأن كل المؤشرات تدل على أن نتائج المرحلة الثانيه لن تختلف كثيرا عن سابقتها فهناك وجهة نظر تعتبر أن وجود غالبة لأكثر من 95% من مقاعد البرلمان مؤيدة تأييدا مطلقا للرئيس ولنظام الحكم وللحكومة التى سيقوم بتشكيلها هو فى صالح الرئيس ويساعده على تنفيذ قرارته وعدم عرقلة خططه ، أما وجهة النظر الاخرى فترى أن أصحاب هذه النظرة لديهم قصور فى الرؤية ولا يرون إلا بعين واحدة ولم يتعظوا مما حدث سابقا عندما أراد جمال مبارك وأحمد عز وجود برلمان أُحادى الرؤية ، برلمان بلا معارضة حقيقية ، فكانت النتيجة سخطا عاما وعدم إعتراف الشارع المصرى بشرعية هذا البرلمان ، ولا أدرى .. أليس هناك رجل رشيد ممن يحيطون بالرئيس يُصدقة القول بأن وجود برلمان صاحب هوى واحد وبلا معارضة هو برلمان منقوص برلمان بلا طعم ولن ينال ثقة الشارع المصرى خاصة وأن غالبية الشعب لم يجدوا ما يحركهم للذهاب إلى صندوق الإنتخاب لعدم وجود النواب القادرين عن التعبيرعن همومهم وطموحاتهم وأحلامهم . وعندما يدلى منسق جبهة فى حب مصروالتى ستكون الكتله الاكبر فى البرلمان بتصريح أنهم سيوافقون على كل القوانين التى صدرت من الرؤساء السابقين دون مناقشة والذى أوجب الدستور مناقشتها والموافقة عليها خلال 15 يوما من بدء جلسات المجلس فهذه بداية غير مبشره بالمرة ونتمنى ألا يحدث ذلك. وننتظر أن تأتى المرحلة الثانية على عكس التوقعات بشخصيات مستقلة ومحترمة لديها رؤيه سياسية ووطنية شخصيات تضع مصلحة الوطن والمواطن فوق أى اعتبار أو هوى سياسى . المشهد .. لاسقف للحرية المشهد .. لاسقف للحرية