أكد خبراء وأساتذة العلوم السياسية أن فشل بعض الأحزاب القديمة في تحقيق نجاح في انتخابات المرحلة الأولي بمجلس النواب يرجع الي قيام المرشحين المستقلين بجولات ميدانية والاقتراب من الناخب والانفاق بشكل جيد علي الدعاية في حين أن 109 أحزاب لم يحقق الفوز منها الا 7 أحزاب في مقدمتها المصريين الأحرار ومستقبل وطن والمؤتمر والحركة الوطنية والنور والوفد. أشاروا إلي أن الحياة السياسية في مصر بدون أحزاب حقيقية لأن الأحزاب تفرغت للمعارك الداخلية بين قياداتها للوصول الي رئاسة الحزب أو تحقيق المصالح الشخصية وقد فاز المرشحون المستقلون بعدد كبير من المقاعد.. وشددوا علي ضرورة انسحاب الأحزاب التي لم تحصل علي مقعد واحد في البرلمان من الساحة السياسية وايضا الأحزاب ذات التوجه الحزبي المتقارب في كيان واحد مع ضرورة انشاء تكتل سياسي يعبر عن ثورة 30 يونيو ويضم الشباب بشكل كبير حتي تحقق الأحزاب أهدافها ويثق الناخب في برامجها وبالتالي تحقق النجاح في الشارع وتنجح في حصد مقاعد بالبرلمان. * هالة مصطفي أستاذ العلوم السياسية: الأحزاب المصرية غير قادرة علي خوض الانتخابات بمفردها لذلك كان نظام الفردي يمثل 80% من مقاعد البرلمان وحتي الأحزاب الكبيرة مثل "الوفد" لم تكن قادرة علي تحقيق النجاح في معارك المرحلة الأولي لانتخابات برلمان 2015 وأيضا حزب المصريين الأحرار لم يحقق نجاحا كبيرا في حين حصدت قائمة "في حب مصر" النجاح المطلوب بسبب التحالفات السياسية وانفاق رجال الأعمال واعتبارها القائمة الوحيدة التي تمثل التيار المدني ومازالت الأحزاب ضعيفة وعاجزة عن الحشد الشعبي للتصويت في الانتخابات. أضافت ان البرلمان القادم هو برلمان رجال الاعمال وهي تجربة جديدة لأن البرلمان لن يكون له هوية سياسة واحدة بل مزيجا من التيارات السياسية وكثير من رجال الأعمال الذين فازوا كمستقلين ونتيجة لغياب أحزاب قوية سوف نقابل برلمانا قد يشكل جماعات مصالح لتزاوج السلطة بالمال ومن ثم فإن هناك تخوفا علي العدالة الاجتماعية واعادة بناء البنية الاساسية للدولة في ظل سيطرة رجال الاعمال وضعف الأحزاب. يوضح د. إبراهيم عيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة عين شمس أن نتائج انتخابات المرحلة الأولي لمجلس النواب تؤكد أن الأحزاب السياسية رغم كثرتها مازالت دون جمهور ولا تستطيع الحشد وعزوف الشباب عن المشاركة يرجع إلي عدم وجود كيان سياسي كبير يعبر عن طموحات وأحلام 33 مليون مصري نزلوا الي الشارع في ثورة 30 يونيو وقد غاب أيضا مثقفو الأمة وطبقة الصفوة عن التصويت والمشكلة هي وجود رجال الأعمال وبعض فلول الوطني في البرلمان القادم رغم رفض بعض الناس منحهم أصواتهم إلا أن سطوة المال وعدم دراية الناخبين بالمرشحين أدت الي فوز عدد كبير ممن المرشحين المستقلين الذين ليس لهم أي ظهير أو حزب سياسي. أضاف د. عيد اذا أردنا تقوية الأحزاب فلابد من انشاء كيان حزبي جديد يعبر عن ثورة 30 يونيو لا يكون فيه أي من الوجوه القديمة التي تهتم بالثروة والمكاسب الشخصية التي سوف تحققها عضوية البرلمان والحزب السياسي الجديد لابد أن يكون تنظيما يضم الشباب ويجسد نبض الجماهير ويحقق اهداف ثورة 30 يونيو وفوز المستقلين دليل علي خيبة الاحزاب في شرح برامجها السياسية واقناع الناخب بها. المستشار أحمد عوض أمين حزب مصر بلدي بالثغر يقول نتائج المرحلة الاولي من انتخابات مجلس النواب أعطت مؤشرات ان الأحزاب الموجودة بفعالية في الشارع لا تتعدي 6 أحزاب رغم ان لدينا 109 أحزاب ومازال الناخب يفضل الانتخاب الفردي والدوائر الفردية ويبتعد عن القوائم لأنه لا يعرف كيفية اختيار المرشحين بها. أوضح عوض ان حزب المصريين الأحرار حقق نجاحا بسبب الانفاق علي الدعاية ودعم رجل الاعمال نجيب ساويرس له كما ان حزب "مستقبل وطن" حقق نجاحا بسبب دعم أبوهشيمة له وأي حزب لا يعتمد علي رجل أعمال كبير ينفق بسخاء سيجد صعوبة في تحقيق أي نجاح في معارك الانتخابات وحتي تقوي الأحزاب السياسية فلابد من الابقاء علي 5 أو 6 أحزاب فقط وأي حزب لم يحصل علي مقعد واحد في البرلمان لابد أن يتم تجميده والغاؤه لأنه لا يمثل أي اضافة للحياة السياسية وهذا يفسر نجاح كثير من المرشحين المستقلين امام مرشحي بعض الأحزاب في الدوائر الفردية ومازال الناخب يفضل النائب الذي يقدم له خدمات ملموسة ولا يفضل مرشح حزب لانه لا يطلع علي برنامج الحزب من الأساس. تؤكد د. محبات أبو عميرة عميد كلية البنات سابقا ان نتائج انتخابات المرحلة الأولي تؤكد أن هناك أحزابا لها وجود بالشارع منها "المصريين الأحرار" "ومستقبل وطن" "والمؤتمر" ولكن المفاجأة في نتائج حزب قديم مثل حزب الوفد والحقيقة انه لابد من إلغاء الأحزاب التي لا تحصل علي أي مقعد في البرلمان مع دمج الأحزاب وبدلا من ان يكون هناك 10 أحزاب يكون هناك حزبان أو ثلاثة فقط كما هو الحال في أمريكا وبريطانيا وتجربة المرحلة الاولي للانتخابات اثبتت ان الأحزاب الكثيرة مجرد ديكور لا فائدة منه وفوز المستقلين ورجال الاعمال أمر طبيعي لان الأحزاب لم تقم بدورها في التواصل مع الجماهير ولم تنفق في الدعاية بشكل جيد وتركت الساحة لرجال الاعمال وشيء مفرح جدا ان يحصل حزب مثل "مستقبل وطن" علي 30 مقعدا وهو حزب جديد معظم اعضائه من شباب ثورة 30 يونيو وهي تجارب جيدة وحتي يكون في مصر حياة حزبية يجب أن تكون الاحزاب قريبة من المواطن تحل مشاكله وتنزل الي الشارع لتوضح برنامجها وأهدافها ويكون لديها خطة لجذب الشباب ولديها قدرة علي تحقيق أحلامهم.