من المعتاد أن تسمع عن أطفال الشوارع تستغلهم عصابات المتاجرة بالبشر، وسرقة أعضاء من أجسادهم الهزيلة، لكن ليس معتادا أن تجد شابا سافر بالفعل إلى الخارج، وربح أموالا، ثم اضطرته الظروف القاسية لعرض كليته للبيع. هذا ما صادفه أثناء تصفح موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، فوجدنا إعلانًا «غريبًا» يدعو للدهشة، عن شاب يعرض كليته للبيع، بسبب سوء أحواله المالية، وسداد ديون والده، وجاء نص الإعلان الإلكترونى كالتالى: «يوجد مُتبرع كلية من الجنسية المصرية فصيلة B». تواصلت «البوابة» مع الشاب، ويُدعى «أحمد. ص»، يبلغ من العمر 25 عامًا، سافر للعمل بالسعودية، وكان عنده أمل كبير في تكوين مبلغ كبير من المال لسد احتياجاته وبدء حياة مستقرة بلا مشاكل مادية، وبعد مرور عام على إقامته هناك شعر بآلام شديدة في جسده، إلى أن جاء يوم وشعر بآلام حادة في منطقة الصدر، لم يستطع تحملها، وسقط مغشيًا عليه بسببها، فقرر في النهاية الذهاب للطبيب لمعرفة سر تلك الآلام، وكانت الصاعقة الكبرى، عندما قال له الطبيب إنه مُصاب بمرض سرطان الرئة في مرحلة متأخرة، وعندما علم رؤساؤه في العمل طردوه، وتم ترحيله إلى القاهرة. ويقول «أحمد»: «عندما عدت إلى القاهرة كان ينتابنى الأمل بأن يكذب الأطباء خبر مرضى، لكن تأكدت بالفعل أن المرض تمكن من جسدى، ونصحنى الأطباء بالإسراع في إجراء جراحة عاجلة لاستئصال الورم، لخطورة الأمر، ونجح والدى في جمع مبلغ العملية من أهل الخير، ثم استأجرنا مزرعة تربية مواشى لتسديد احتياجات علاجى لكن المزراعة احترقت بما فيها وعندما طلب أصحابها ثمنها، لم يجد والدى حلا غير أن يوقع إيصالات أمانة للأهالي بثمن المواشى الميتة، وعندما عجز عن سداد ديونه وإيصالات الأمانة، وهدده الأهالي بالدفع أو دخول السجن، لم أجد أمامى - بعد تفكير عميق - سوى أن أعرض كليتى للبيع على شبكة الإنترنت.