الفصل الخامس فؤاد يكشف عن وجهه الحقيقى وأطماعه في ثروة زوجته علقة ساخنة للأمير سيف الدين شقيق شويكار على يد فؤاد! اتهام الأمير سيف الدين بالشروع في قتل أحد الخدم فؤاد يحبس شويكار في قصر الزعفران ويمنعها من الخروج ويمنع أشقاءها من زيارتها تولى الخديوى عباس حلمى الثانى حكم مصر وكان في الثامنة عشرة من عمره، ولم تكن لديه خبرة كبيرة في شئون الحكم فأرسل في استدعاء عمه الأمير أحمد فؤاد من إيطاليا ومنحه رتبة الفريق وعينه ياورا له ليساعده في إدارة حكم البلاد. وصل فؤاد إلى مصر والأحوال السياسية مضطربة والبلاط منقسم على نفسه فلم يجد مكانا للراحة سوى قصر الأمراء الثلاثة وحيد الدين وسيف الدين وشويكار وهناك توثقت علاقته بهم ورأى في شويكار الزوجة المناسبة له وبارك الخديو عباس هذا الزواج. وفى احتفال جميل تجمع فيه كل أفراد الأسرة المالكة تلقت الأميرة شويكار "الشبكة" من الأمير فؤاد وفجأة وصل "تلغراف" يخبره أن والده الخديو إسماعيل قد سقط مريضا في أستانبول التي استقر بها بعد منفاه في ايطاليا وفشل فؤاد في دخول تركيا لرؤية والده. في اليوم التالى للحفل ذهبت العروس إلى قصر الزعفران لتعيش مع زوجها.. وفى قصر الزعفران بدأت المشاكل.. لا يستطيع المرء أن يكون سعيدا لمجرد أنه أمير. وأنه غنى شديد الثراء ! كان ذلك ينطبق تمامًا على حال الأمير الشاب أحمد سيف الدين. عندما بلغ سن الرشد وتسلم ميراثه الكبير. وسمح له عمه الأمير أحمد كمال الذي كان وصيا عليه بأمر من الخديو. أن يسحب ما يشاء من أمواله في البنوك. وصحيح أن الأمير الشاب كان يعرب عن سروره بذلك. بل إنه أقدم على خطبة أميرة شابة حسناء هي الأميرة نعمة جلال ليؤكد لمن حوله أنه أصبح في طور الرجال. وكان قد هام غراما بالأميرة الجميلة فعلًا. وكان يقول لمن حوله بفخر: لم أعد سيف الدين الصغير ! إلا أن مشاكل أخته الأميرة شويكار مع زوجها الأمير فؤاد. التي بدأت تتفاقم يوما بعد يوم بسبب محاولات فؤاد المستمرة لوضع يده على ثروة واملاك زوجته. هذه المشاكل كان لها تأثير سيئ على نفسية الأمير سيف الدين. وكانت شويكار تزيد نفسيته سوءا كل يوم وهى تبلغه بالمعاملة السيئة التي بدأت تلقاها من زوجها فؤاد. الذي حظر على سيف الدين زيارة أخته في قصر الزعفران. وبعثت شويكار ذات يوم إلى شقيقها الصغير سيف الدين برسالة قصيرة حزينة تقول له فيها: أن زوجى الأمير فؤاد.. في طريقه لتطليقى ! كان قصر الزعفران قد تحول إلى ساحة مشاجرات يومية بين الأمير فؤاد وزوجته شويكار. وكانت شويكار بينها وبين نفسها قد اقتنعت تماما أن فؤاد تزوجها من أجل ثروتها لا غير ! ومن ناحيته فإن الأمير الشاب لم يتوقف يوما عن التفكير في التعاسة التي تعيش فيها أخته. وكان دائما يقول: لن أتخلى أبدا عن كوكو ! كان في غاية التأثر لما يحدث لها. لكنه كان في وضع العاجز الذي لا يستطيع إنقاذها ممما هي فيه. كل هذا جعله عصبيًا يحاول التنفيس عن مشاعره المضطربة في أشياء عنيفة ومبالغ فيها. كان يتشاجر مع أقاربه ويعامل خدمه بطريقة عنيفة. وحتى عندما حاول أخوه الأكبر وحيد الدين أن يحتج على تصرفاته تطاول عليه بيده ! باختصار.. ظهرت عليه الأعراض المتوقعة من غلام مشاكس جامح.. وعاطفى في نفس الوقت ! وقد وصلت بعض تصرفات الأمير سيف الدين في ذلك الوقت إلى الجهات القضائية المسئولة. ومن أغرب هذه التصرفات اتهامه بإطلاق النار على أحد الخدم الذين يعملون في خدمة الأمير أحمد بك إبراهيم.