سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. الذكرى الثانية ل"سقوط بالون الأقصر".. عامان على مصرع 19 سائحًا ومصرية.. مطالب بعدم إقامة حفل تأبين وحفظ التحقيقات في القضية بسبب "القوة القاهرة"
- تجاهل للضحية المصرية في حفل التأبين الأول في عهد حكومة الإخوان - مسئولو المحافظة يعرضون فيديو الفاجعة على وفد سياحي ياباني بعد عامين من حدوثها "البالون الطائر"، هو إحدى السمات المميزة والمهن السياحية التي تنفرد بها مدينة الأقصر والتي تضم بين جنباتها ما يقرب من ثلث الآثار المصرية وسدس ما يملكه العالم من تراث إنساني حيث يقبل السياح على هواية ركوب البالون بشغف على تلك التجربة لما فيها من المتعة والإثارة. حيث تبدأ رحلة السائح مع البالون في الساعات الأولى من الصباح، وقبل بزوغ الشمس حيثُ يعبر السائح النيل من مكان إقامته في الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية – حيثُ يقف البالون الذي ينتقل بالسائح عبر المزارع والحقول الخضراء المؤدية إلى وادي الملوك حيثُ مقبرة توت عنخ آمون، ومعبد الملكة حتشبسوت ووادي الملكات، حيثُ مقبرة الملكة نفرتاري جميلة الجميلات في أسفل وأعالي جبل القرنة وتنتهي الرحلة بالرقص والضرب بالدفوف ثم يعود السائح مترجلًا على قدميه. ولكن عندما تتحول تلك المتعة إلى ألم والإثارة إلى جحيم فإن الصورة إذن ستختلف كثيرا ففي صباح يوم الثلاثاء الموافق 26 من فبراير 2013 استيقظ سكان منطقة حاجر الضبعية في مدينة القرنة بمحافظة الأقصر، على أصوات صريخ وذعر إثر سقوط بالون طائر بالمنطقة أسفر عن مصرع 19 سائحًا من جنسيات مختلفة، وأصيب 3 آخرون من بينهم مؤمن مراد قائد البالون المنكوب بإصابات خطيرة. وتأتي أهمية هذا الحادث الذي أحدث ضجة كبرى وقت حدوثه بين الأوساط السياحية لكونه الأول من نوعه في المحافظة وكان له تأثير سلبي للغاية على السياحة المصرية لفترة لا نبالغ إذا قلنا أنها مستمرة حتى الآن. كانت البداية عندما تلقى اللواء خالد ممدوح مدير أمن الأقصر وقتها إخطارًا من مستشفى الأقصر الدولي يفيد بوصول 19 سائحًا متفحمي الجسد، وإصابة 3 آخرين، أثناء استقلالهم "بالون طائر" تابع لإحدى شركات السياحة وتبين أنه أثناء إقلاع البالون في الهواء نشب حريق فيه في الجو وتفحم 19 سائحًا وقفز سائح والسائق من البالون. وجاءت جنسيات الضحايا 9 من هونج كونج، و4 من اليابان، و2 من بلجيكا، وبريطانيين، وفرنسيين، ومرشدة سياحية مصرية وإصابة مصري في حالة خطر، وبلغت نسبة الحروق 70%. وعقب الحادث قام الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر وقتها بالمشاركة في تأبين ضحايا حادث سقوط المنطاد الطائر بحضور السيدة اوكوراما هاتسوكو مدير غرف الشركات السياحية اليابانية، وجون هاميلتون القنصل البريطانى في القاهرة وعماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق كما تم الإعلان أن هناك لجنتان للتحقيقات بدأت أعمالها واحدة خاصة بالنيابة والأخرى تابعة لوزارة الطيران المدني. حفل التأبين هذا أثار استياء الكثير من مواطني الأقصر بسبب تجاهل المسئولين المرشدة السياحية المصرية مروة السيد محمود شحاتة موظفة بالعلاقات العامة بشركة بترول الشرق الأوسط والتي كانت برفقة الوفد الصيني في المنطاد كمرشدة للغة الصينية والتي راحت ضحية الحادث مع السياح حيث تم وضع إعلام ترفرف لجميع دول الضحايا، وهناك وفد من كل دولة شارك في إلقاء الزهور بمكان الحادث، في غياب العلم المصري ولم يذكرها أي مسئول، مؤكدين أنه أن الجميع شعر بالعار والخزي من موقف حكومة الإخوان وقتها عندما شاهدوا اهتمام السفراء بتأبين ضحاياهم ورفع إعلام دولهم على موقع الحادث في الوقت الذي لم يرفع أحد من الحكومة المصرية علم مصر تأبينا للمواطنة المصرية. وتوقفت رحلات البالون عقب وقوع الحادث، ثم استؤنفت في شهر أبريل من العام قبل الماضي، بعد الإعلان عن مجموعة من الاشتراطات التي وضعتها سلطة الطيران المدني المصرية، والتزمت بها شركات البالون الطائر بالبلاد، ولا تزال حركة البالون مستمرة في سماء الأقصر وتشهد تحسنا ملحوظا عن ذي قبل. وفي الذكرى الأولى لحادث البالون المنكوب العام الماضي أقامت محافظة الأقصر حفل تأبين لأهالي وأسر الضحايا، في غياب اللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر وبحضور عدد من قيادات المحافظة والأجهزة التنفيذية والأمنية ورجال الدين الإسلامي والمسيحي والعاملون بالقطاع السياحي وممثلو شركات السياحة والسفر بالمحافظة، وممثلو سفارات الصينواليابان وفرنسا. وشارك الجميع في وضع إكليل من الزهور في مكان وقوع الحادث وتقديم خالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا وتقدم ممثلو السفارات الأجنبية بخالص العزاء لأسر ضحايا الحادث الأليم، معربين عن شكرهم لجهود السفارة المصرية ومسئولي محافظة الأقصر. وبالرغم من أن تأثير هذا الحادث المروع كان واضحا للقاصي والداني خاصة بعد انخفض نسبة الإشغال السياحي بالمحافظة بصورة غير طبيعية حيث وقع مسئولو محافظة الأقصر أواخر العام المنصرم في خطأ كبير عندما قاموا بعرض الفيديو مقطع لحادث سقوط البالون بالأقصر والذي كان ضحاياه من اليابانيين أمام وفد ياباني من 50 شخصا يمثلون 50 شركة سياحية قدموا للأقصر لبحث الوضع الأمني بعد رفع الحظر على النشاط السياحي في الأقصر. وجاء هذا اللقاء في محاولة من محافظة الأقصر لتنشيط السياحة ولإثبات هدوء الأوضاع الأمنية حيث تم خلال اللقاء عرض فيديو يوضح تأمين المزارات السياحية ومراقبتها بكاميرات، إلا أن الفيديو ضم عرض تلك الفاجعة بشكل مقصود أو غير مقصود قد أصاب تلك المحاولات في مقتل خاصة وأنه بدا الاستياء الشديد على وجوه الوفد الياباني حال عرض الفيديو. وفيما يتعلق بمجريات القضية أكد المستشار وليد البيلي المحامي العام لنيابات الأقصر، في تصريح خاص ل " البوابة نيوز" أنه تم حفظ التحقيقات في قضية البالون بسبب ما يعرف ب "القوة القاهرة " بسبب حدوث تسريب وقود في الجزء العلوي من الخرطوم الأمامي الأيمن المتصل بالحارق رقم 193 والتي أثبتت عدم وجود شبهة جنائية في الحادث وقد تم حفظ التحقيقات. وكان قد تم إخلاء سبيل الطيار مؤمن مراد قائد "البالون المنكوب" بكفالة مالية قدرها 10 آلاف جنيه لدواعٍ صحية، بناء على الطلب المقدم من دفاعه وذلك بعد أن تم حبسه ووجهت إليه النيابة تهم الإهمال والقتل الخطأ، وعدم مراعاة القواعد والإجراءات المهنية والاحترازية، الواجبة قبل إقلاع البالون السياحي. وإذا نظرنا إلى التاريخ نجد أن مصر تعد من البلاد الرائدة في مجال البالون الطائر حيثُ أنها تحتل المركز الثاني عالميا بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية نظرا لاستقرار الأحوال الجوية في مدينة الأقصر ووفرة المناظر الطبيعية الجذابة لسائح البالون الطائر من زراعات وجبال والنيل الخالد والتراث الحضاري المصري على ضفتي النيل. وقد البالون الطائر أول رحلاته بالأقصر منذ عام 1988 على أيدى خبراء أجانب من شركة فيرجن الإنجليزية وكان المسمى المصري لها هو بالونزا أوفر ايجبت في عام 1994 وتأسست أول شركة بالون طائر مصرية في عام 2001 والشركة الثانية عام 2002 والشركة الثالثة عام 2004 وصاحب ذلك في نفس العام إفلاس شركة بالون أوفر ايجيبت ثم تأسست شركة سندباد للبالون الطائر عام 2006 وتأسست شركة فايكنج اير تبعتها شركات أخرى. جدير بالذكر، أنه لم يتم الإعلان هذا العام عن إقامة حفل تأبين أو أي فعاليات بمناسبة الذكرى الثانية لانفجار البالون وأكد طاهر العديسي رئيس الهيئة العامة للتنشيط السياحي بالأقصر، أنه لم يتم إخطار الهيئة بأي فعاليات قد يتم إقامتها. كما لم يتم رصد وصول أي من أهالي الضحايا إلى المحافظة لافتا إلى أنه من الأفضل ألا يتم إحياء هذه الذكرى باعتبار أنها ذكرى مؤلمة للكثير من السائحين قائلا "إحنا عايزين الناس تنساها نقوم نعمل إحياء ذكرى"!