اليوم هو عيد ميلاد الدبلوماسية الرائعة فايزة أبوالنجا التي تركت العمل بعد أن تركت آثار أسنانها عي أصابع الولاياتالمتحدة حين أرادت العبث بأحوالنا الداخلية عبر المعهد الديمقراطي والمعهد الجمهوري. اليوم هو عيد ميلاد السيدة التي تركت في وزارة التخطيط تصورا يمكن إن طبقناه أن نضاعف الدخل القومي عبر عشر سنوات ولا نمد أيدينا لطلب معونة أو قرض حسن أو قرض سيئ. اليوم ستحتفل السيدة المحترمة مع زوجها وابنها بهذا العيد في صمت وهدوء، ولا أعرف إن كانت في القاهرة أم في طوكيو حيث يشغل زوجها السفير هشام الزميتي قيادة تمثيل مصر هناك. ولعلي أتذكر هذا اليوم لسبب بسيط للغاية فقد توافق هذا اليوم مع إنقاذ حياتي عبر تركيب دعامات في شرايين قلبي بأجهزة أمدت بها وزارة التعاون الدولي قسم الرعاية الحرجة بالقصر العيني، وطبعا الفارق بين تركيب دعامات في القلب بمركز شريف مختار تختلف تكلفتها عن تركيبها في أي مستشفي خارج القصر العيني، فثمن الثلاث دعامات وحدها هو 42 ألف جنيه تحمل الأهرام مشكورا 20 ألفا منها، وتحملت روز اليوسف عشرةآلاف وقامت الأستاذة الدكتورة عالية عبدالفتاح باجراء حوار صعب مع الشركة الموردة لتلك الدعامات، طبعا كان ذلك من ثلاث سنوات ولا أعرف كم وصلت أسعار الدعامات في بر مصر المحروسة، يحدث ذلك لأننا لم نصل إلي وضع دستور صارم للتأمين الصحي ومادمنا ندمن التظاهر وننسي التدريب الجاد علي تخريج جيش من الأطباء المهرة، وهي المهمة التي لم تجد من يتصدي لها إلا إنسانا واحدا قام بجهده الفردي بثورة تبدو الآن كشجرة وارفة الظلال، وأعني به الأستاذ الدكتور شريف مختار مؤسس علم الرعاية الحرجة في بر مصر المحروسة الذي أسس أكاديمية لتدريب الأطباء علي الرعاية الحرجة في نقابة الأطباء، وكأن الرجل يواصل ما بدأه عبدالله النديم حين آمن أن العلم والتدريب هما وسيلة مصر لإنقاذ نفسها من التخلف، وعن نفسي فأنا أحلم بأن تملك مصر عشرة آلاف جراح مؤهل لعمليات القلب لينخفض سعر العمليات الجراحية، خصوصا أن فوران الدم والضغوط التي يتسبب فيها الفوران السياسي الزاعق يورد عشرات الحالات للمستشفيات. أتذكر عيد ميلاد فايزة أبوالنجا لأني أحترم عملها سواء أيام أن كانت تدير مكتب د.بطرس غالي عندما كان أمينا عاما للأمم المتحدة، أو عندما تولت وزارة التعاون الدولي فطهرتها مما تركه يوسف بطرس غالي من فساد زاعق. أحترم السيدة التي مارست لعبة عض الأصابع مع المعونة الأمريكية لأنها تعلم يقينا أن اي تحول في الموقف السياسي المصري يمكن أن يصيب سياسات الولاياتالمتحدة بجرح يصعب علاجه. خرجت فايزة أبوالنجا ورفضت مواصلة العمل لتعطي لمدير مكتبها فرصة مواصلة ما بدأته، وياسيدتي الفاضلة: كل سنة وأنت طيبة ومازلت أنظر في أيدي المسئولين الأمريكيين لأري آثار أسنانك التي تذكرهم بأن كرامة المصريين فوق كل اعتبار.