شاهدت رجل صناعة البنوك طارق عامر في حوار شديد الفاعلية مع ابني شريف عامر علي قناة الحياة في برنامجها "الحياة اليوم". وكعادة شريف في استخلاص الحقائق ممن يتحدث معهم راح يرصد اقتراب طارق عامر من أفكار 23 يوليو وحقائق الواقع المعاصر وطبعا أي حديث مني عن قدرات شريف هو حديث مجروح بمن أحبه فهو ابني ولكن حديثي عن طارق عامر غير مجروح بل ينبع من عميق الاحترام لرجل استطاع صيانة مدخرات المودعين من أنياب أباطرة النظام السابق الذي راح يوزع القروض دون ضوابط ولم يفعل طارق عامر ذلك فقط، بل امتدت رؤيته كي يضع جزءا من أرباح البنك في ماسورة المسئولية الاجتماعية لهذا المجتمع المنهك من فرط قسوة مشكلاته، خصوصا المشكلات الصحية وفي لحظة كتابة هذه السطور وصلتني دعوته الكريمة لحضور حفل افتتاح صرح علمي وعملي شامل لرعاية فقراء مصر من المرضي وهو صرح الرعاية الحرجة والحوادث بالقصر العيني. وقد أقيم هذا الصرح بتبرعات البنك الأهلي المصري، وهكذا دارت أموال المودعين لتكسب، ولنجد منها فوائض يتم التبرع منها ليصون حياة بعض من المصريين الذين تشاء ظروفهم في الوقوع بين أنياب المتاعب الصحية والاصابات غير المتوقعة. ولا أحد يقدر مثل هذا العمل مثل إنسان مثلي داهمته أزمة قلبية خطرة ولولا توجهي إلي القصر العيني وانقاذ حياتي علي يد فريق متعدد القدرات بقيادة أستاذ أساتذه الرعاية الحرجة في مصر المحروسة هو د.شريف مختار ورئيسة قسم الرعاية الحرجة د.عالية عبدالفتاح، ورعاية عملية من د.تامر فهمي أستاذ كهرباء القلب، لولا ذلك لما كنت موجودا في هذا العالم. وطبعا وقعت في بئر الاحتياج لمبلغ اثنين واربعين ألف جنيه قيمة خيوط القسطرة الطبية الثلاث وهوالثمن الذي حددته شركات بيع تلك الخيوط أي مستشفي الرعاية الحرجة قدم كل الجهد بمنطق شريف مختار "نحن رعاة للصحة، ولسنا جباة للأموال". ولو كنت قمت بتركيب تلك الخيوط الثلاث بعيدا عن القصر العيني لتكلفت الحكاية ما يزيد عن المائة وخمسين ألف جنيه. وطبعا هناك عشرات الآلاف الذين يتلقون خدمة الرعاية الحرجة وهو الصرح الذي قام طارق عامر بتجديده ومده بأحدث ما وصل إليه العلم من إمكانيات. للبنك الأهلي كل التحية ولفريق قيادته كل التقدير فهذا عمل ينفع الناس بدلا من هذا الضجيج الذي يملأ ساحة هذا المجتمع المنكوب بتشرذم قدراته وزيادة أطماع من يقولون أنهم الصفوة وهم ليسوا كذلك أبدا فالصفوة حقا وصدقا تتمثل في أطباء يقومون بأعمالهم وبنوك ومؤسسات تعي قيمة المسئولية الاجتماعية وتلك الجدية التي تبني مجتمعا وهي أمر يختلف عن هذا الضجيج السياسي الذي لايسمن ولايغني من جوع إلي الكرامة.