لا أعرف أحدا من قيادات بنوك مصر سوي هشام عكاشة نائب رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي بحكم الصداقة الطويلة بيني وبين والده العالم الكبير أحمد عكاشة. ولكني أعرف بحكم العلاقات العلمية والاجتماعية الكثير عن كل من فاروق العقدة رئيس مجلس إدارة البنك المركزي، وطارق عامر رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي، أعرف عن فاروق العقدة أنه يملك من ثراء الروح وطاقة الأمانة في العمل ما حافظ علي الجنيه المصري من انهيارات كثيرة كان يمكن أن تحدث، فضلا عن أن أغلب خطواته التي اتخذها هنا في مصر هي التي حمت اقتصاد مصر من تأثيرات مسلسل الانهيار العالمي، فضلا عن أن الولاياتالمتحدة نفسها قد أخذت ببعض من الخطوات التي وضعها فاروق العقدة كي تطبقها عندها من تأسيس قوة الدولة للسيطرة علي البنوك دون إهدار لأي إبداع في أعمالها. وليس في قولي أية مبالغة ولكنه تحليل ممن أثق فيه وهو الشاب دافيد فؤاد مايكل ابن استاذ جراحة التجميل بنيويورك، وهو من يعمل في واحد من أكبر بنوك الولاياتالمتحدة. أما عن طارق عامر، فكلما دخلت قصر العيني في مركز شريف مختار فأنا أري رأي العين واحدة من قدراته الفذة علي عدم تبديد المال العام فيما لا يفيد، فهو من خصص الميزانية التي كانت تصرف سنويا لشراء هدايا للعملاء، خصصها لشراء معدات طبية لا تستطيع ميزانيات المستشفيات شراءها، والمثل واضح في جهاز الجاما كاميرا الذي يقدم الفحص الذري لعمل القلب في كل من مركز شريف مختار للرعاية الحرجة، ومستشفي سيد جلال بباب الشعرية، وغيرها من مستشفيات مصر المحروسة، وهو يفعل ذلك بصمت دون ضجيج أو إعلان. وعندما يحاول البعض الإساءة إلي سمعته قيل إنه قام بتحويل العديد من الأموال لجمال مبارك إلي الخارج وأن من حملتها هي السيدة مديرة الخزانة بالبنك الأهلي الموهوبة زينب هاشم. وعند قراءتي لمثل هذا الخبر غرقت في الضحك، فعندما يتم نشر خبر غير صادق وغير حقيقي، فهذا يفقد الجريدة التي نشرته أي مصداقية عند القارئ. وأنا أعرف عن بعد قدرات زينب هاشم كخبيرة في مجال عملها، وأعلم أن هشام عكاشة الذي أعرفه جيدا لا يقبل عن النزاهة بديلا، وهو من أكد لي أكثر من مرة علي مدي قدرات طارق عامر وفريق العمل بالبنك الأهلي. ويا أيها السادة، ليس في رجال البنك الأهلي من وضع جمال مبارك أو عائلته فوق كل حساب، وهم أهل أمانة علي أموال المودعين دون أدني خلل. أكتب ذلك وليس لي أدني مصلحة عند الأسماء الواردة بالمقال سواء فاروق العقدة أو طارق عامر أو هشام عكاشة أو زينب هاشم، ولم التق بأحد منهم اللهم إلا هشام عكاشة بحكم صداقتي لوالده. احموا كنوز مصر من الرجال قبل أن تخدشوا سمعة أي منهم.