[email protected] لعل أحد أهم متطلبات سد الفجوة التكنولوجية العربية هو تنسيق الجهود العربية وبناء جسور من التعاون والتكامل بين المؤسسات والشركات العربية تمهيدا لتحقيق الحلم العربي القديم في الوحدة الاقتصادية والوصول إلي ما نجحت فيه الدول الأوروبية والتي بدأت طريق الوحدة بعدنا بكثير إلا أنها استطاعت تجاوزنا بكثير أيضا لصالح تحسين نمط معيشة المواطن الاوروبي . وشهدت القاهرة مؤخرا إقامة الدورة الثامنة عشرة للمكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وذلك تحت رعاية جامعة الدول العربية إذ من أهم أهداف مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات تنسيق وتوحيد جهود الدول الأعضاء بالمجلس لتحقيق التعاون الوثيق بين الدول العربية في إنشاء وتطوير وتحسين مرافق وخدمات الاتصالات وتقنية المعلومات حيث استعرض المكتب التنفيذي خلال هذه الدورة نتائج أعمال الاجتماع الثامن عشر للجنة العربية الدائمة للاتصالات والمعلومات، والاستراتيجية العربية للاتصالات والتقنية المعلوماتية، ونتائج أعمال كل من الاجتماع السادس والاجتماع السابع لفريق البلورة، كما بحث نتائج القمة العالمية حول مجتمع المعلومات التي عقدت في مرحلتها الثانية في تونس في نوفمبر من العام الماضي. ونتصور أن الهدف من هذه اللقاءات هو تبادل الخبرات وفتح نوافذ للحوار المشترك والتعاون فيما بين الدول العربية وهي بالتالي فرصة للتعرف علي الأفكار والمشروعات التي يمكن تنفيذها بالتنسيق مع مؤسسات القطاع الخاص العربي كخطوة أولية لربط وبناء المصالح الاقتصادية العربية . وإذا كان المؤتمر يحمل علي عاتقه تحقيق بعض الأهداف وأهمها تعميق التعاون العربي في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبلورة رؤية موحدة فيما يتعلق بالتحديات التي يواجهها هذا القطاع فانه من المهم أن تتبني جميع الكيانات و المؤسسات العربية مفهوم منح الأولوية لاستخدام الخبرات والموارد و المنتجات العربية في مجال الاتصالات والتكنولوجيا لاسيما إذا كان لها نفس مستوي الكفاءة والجودة إذ أن استغلال الطلب العربي علي التكنولوجيا ككل سوف يكون له تأثير ايجابي اكثر فعالية في تنمية صناعة الاتصالات العربية مقارنة لو اعتمدت هذه الصناعة علي أسواقها المحلية فقط وذلك لأسباب اقتصادية كثيرة جميعنا نحفظها عن ظهر قلب فمثلا لو نظرنا علي سبيل المثال لتكلفة خاصية " الرومينج " بين شبكات الاتصالات العربية وعزوف الكثير من المواطنين العرب عن استخدامها لأدركنا تماما الهوة التي تساعد علي التشرذم وليس التكامل لتنمية قطاع الاتصالات العربي وتعظيم استفادة المستخدم العربي من شبكات الاتصالات العربية نأمل من متخذي القرار في مؤسساتنا العربية سواء الحكومية أو الخاصة للتكنولوجيا والاتصالات أن يثبتوا لنا أن هناك قطاعاً عربياً واحداً يستطيع أن يحقق فكرة التكامل والعمل الجماعي ونبذ مفهوم العمل المنفرد إذ أن القيمة المضافة التي يمكن الحصول عليها من وراء التعاون أعلي بكثير واقل تكلفة مما يمكن أن تقوم به كل مؤسسة علي حدة فالعمل الجماعي يتيح لك أن تستفيد بما قام به الآخرون وأن تبني علي ما وصلوا إليه من خبرات حقيقية دون أن تضطر إلي الرجوع إلي خط البداية وتحمل أعباء ومخاطر المجازفة والتعرض لتجارب ربما تصح أو تفشل . لا نريد أن نلقي بكامل المسئولية وعقبات الماضي وطموحات المستقبل علي عاتق المشاركين ولكن كل ما نرجوه أن يكون هذا المؤتمر قادرا علي إعطاء مثال ايجابي يحتذي في القدرة علي صياغة أهداف " حتي لو كانت بسيطة " إلا أنها ممكنة التحقيق من خلال آليات محددة وتتناسب مع واقعنا وظروفنا الحالية وان يكون هناك جدول زمني محدد مسبقا لتطبيق هذه الآليات .