[email protected] هل يمكن لقطاع التكنولوجيا والاتصالات أن ينجح في تحقيق ما فشله غيره من القطاعات في تحقيقه من بناء سوق عربي مشترك؟ سؤال يتبادر إلي الذهن كثيرا لاسيما في أي تجمع عربي مؤتمر أو معرض يشارك فيه خبراء ومتخصصين من مختلف الدول العربية إذ غالبا ما تجد عبارة بناء سوق عربي موحد علي آلسنة الجميع وهي الآلية الأولي لدعم القدرات التنافسية للدول العربية. وتشهد القاهرة حاليا إقامة فاعليات والمؤتمر الدولي للإتصالات وتكنولوجيا المعلومات والشبكات والأقمار الصناعية Cairo ICT إذ يؤكد الجميع أن أحد أهم متطلبات سد الفجوة التكنولوجية العربية هو تنسيق الجهود البينية العربية وبناء جسور من التعاون والتكامل بين المؤسسات والشركات العربية تمهيدا لتحقيق الحلم العربي القديم في الوحدة الاقتصادية والوصول إلي ما نجحت فيه الدول الأوروبية. ونتصور أن الهدف من هذه اللقاءات هو تبادل الخبرات وفتح نوافذ للحوار المشترك والتعاون بين الدول والشركات العربية وهي بالتالي فرصة للتعرف علي الأفكار والمشروعات التي يمكن تنفيذها فيما بين مؤسسات القطاع الخاص العربي كخطوة أولية لربط وبناء المصالح الاقتصادية العربية. وإذا كان مثل هذه التجمعات العربية تحمل علي عاتقه تحقيق بعض الأهداف وأهمها تعميق التعاون العربي في مجال تكنولوجيا الاتصالات وبلورة رؤية موحدة فيما يتعلق بالتحديات التي يواجها هذا القطاع فانه من المهم أن تتبني المؤسسات العربية المشاركة مفهوم منح الأولوية لاستخدام الخبرات والموارد والمنتجات العربية في مجال التكنولوجيا لاسيما إذا كان لها نفس مستوي الكفاءة والجودة إذ أن استغلال الطلب العربي علي التكنولوجيا ككل سوف يكون له تأثير ايجابي أكثر فعالية في تنمية صناعة التكنولوجيا العربية مقارنة لو اعتمدت هذه الصناعة علي أسواقها المحلية فقط وذلك لأسباب اقتصادية كثيرة جميعنا نحفظها عن ظهر قلب. نأمل إذا من متخذي القرار في مؤسساتنا العربية سواء الحكومية أو الخاصة للتكنولوجيا والاتصالات أن يثبتوا لنا أن هناك قطاع عربي واحد يستطيع أن يحقق فكرة التكامل والعمل الجماعي ونبذ مفهوم العمل المنفرد إذ أن القيمة المضافة التي يمكن نحصل عليها من وراء التعاون أعلي بكثير واقل تكلفة مما يمكن أن تقوم به كل مؤسسة علي حدة فالعمل الجماعي يتيح لك أن تستفيد بما قام به الآخرون وأن تبني علي ما وصلوا إليه من خبرات حقيقة دون أن تضطر للرجوع إلي خط البداية وتحمل أعباء ومخاطر المجازفة والتعرض لتجارب ربما تصح أو تفشل. لا نريد أن نلقي بكامل المسئولية وعقبات الماضي وطموحات المستقبل علي عاتق المشاركين في Cairo ICT وغيره في مثل هذه التجمعات ولكن كل ما نرجوه أن تكون هذه التجمعات مثالا يحتذي في وضع أهداف للتعاون العربي العربي في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حتي لو كانت بسيطة إلا أنها ممكنة التحقيق وتتناسب مع واقعنا وظروفنا الحالية وان يكون هناك جدول زمني محدد مسبقا لآليات تنفيذ هذه الأهداف وألا يتحول إلي مجرد لقاءات صالونات يلقي خلالها كل متحدث بدلوه في موضوعات شتي ومتفرقة وفي النهاية تكون محصلة لا شئ تقريبا.