[email protected] رغم توافر غالبية الإمكانيات الأساسية لتوطين صناعة تكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط بداية من توافر قاعدة من الكوادر البشرية المؤهلة ورؤوس الأموال اللازمة لإقامة مراكز البحث والتطوير ووجود بنية تكنولوجية واتصالات علي مستوي عالمي بالإضافة إلي وجود طالب متنام إلا أنه ما يؤخذ علي أغلب خطط الدول العربية في مجال التنمية التكنولوجية أنها ما زالت تتعامل مع التكنولوجيا كمنتج نهائي يتم استيراده وتطبيقه فقط دون محاولة للنظر إلي كونه قطاعا اقتصاديا مستقلا يجب أن نسعي لتوطينه وتعظيم القيمة المضافة منه لاسيما وأن لدينا السوق والقوة الشرائية. وتحدثنا أمس عن تبني "مدينة دبي للانترنت" إستراتيجية للتوسع الاقليمي من خلال المساهمة في إقامة وتكوين شبكة عالمية من المشاريع الاقتصادية القائمة علي أساس صناعات المعرفة "المدن الذكية" في عدد الدول كالهند ومالطا وتساءلنا عن طبيعة الدور الحكومي في دعم مصير التعاون العربي-العربي في مجال توطين صناعة المعرفة في الدول العربية لاسيما ما توافر جميع مقومات هذه الصناعة. ونتصور أن القطاع الخاص والشركات العربية لتكنولوجيا المعلومات يجب أن تقوم بدروها المنوط بها في مجال تنمية مختلف أوجه التعاون التكنولوجي العربي ونقصد هنا دور منتدي الأعمال العربي لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات "والذي تم تأسيسه بالقاهرة في يناير 2002 بمبادرة من القطاع الخاص العربي" لتبادل الخبرات وفتح نوافذ للحوار المشترك والتعاون بين الشركات العربية للتكنولوجيا للتعرف علي الأفكار والمشروعات التي يمكن تنفيذها فيما بين مؤسسات القطاع الخاص العربي في مجال التكنولوجيا كخطوة أولية لربط وبناء المصالح الاقتصادية العربية. وإذا كان المنتدي يحمل علي عاتقه تحقيق بعض الأهداف وأهمها تعميق التعاون العربي في مجال تكنولوجيا الاتصالات وبلورة رؤية موحدة فيما يتعلق بالتحديات التي يواجهها هذا القطاع فانه من المهم أن يتبني المنتدي والمؤسسات العربية المشاركة به مفهوم منح الأولوية لاستخدام الخبرات والموارد و المنتجات العربية في مجال التكنولوجيا لاسيما إذا كان لها نفس مستوي الكفاءة والجودة إذ أن استغلال الطلب العربي علي التكنولوجيا ككل سوف يكون له تأثير ايجابي أكثر فعالية في تنمية صناعة التكنولوجيا العربية مقارنة لو اعتمدت هذه الصناعة علي أسواقها المحلية فقط وذلك لأسباب اقتصادية كثيرة جميعنا نحفظها عن ظهر قلب نطالب القائمين وجميع أعضاء منتدي الأعمال العربي للتكنولوجيا ومتخذي القرار في مؤسساتنا العربية سواء الحكومية أو الخاصة للتكنولوجيا والاتصالات أن يثبتوا لنا أن هناك قطاعا عربيا واحد يستطيع أن يحقق فكرة التكامل والعمل الجماعي ونبذ مفهوم العمل المنفرد خاصة-لاسيما وأننا نسعي ونجيد بالفعل التعاون مع الدول الأجنبية" وأن القيمة المضافة التي يمكن أن نحصل عليها من وراء التعاون أعلي بكثير واقل تكلفة مما يمكن أن تقوم به كل مؤسسة علي حدة فالعمل الجماعي يتيح لك أن تستفيد بما قام به الآخرون وأن تبني علي ما وصلوا إليه من خبرات حقيقة دون أن تضطر إلي الرجوع إلي خط البداية وتحمل أعباء ومخاطر المجازفة والتعرض لتجارب ربما تصح أو تفشل. في النهاية نكرر أن أملنا أن يكون هذا المنتدي مثالا يحتذي في وضع أهداف بسيطة ممكنة التحقيق وتتناسب مع واقعنا وظروفنا الحالية لتوطين صناعة المعلومات والالكترونيات "مثل تبني مشروع لصناعة مكونات كمبيوتر عربي- دعم مفهوم توطين التصميم للدوائر الالكترونية اللازمة للأجهزة الالكترونية- تبادل الخبرات في مشروع الحكومة الالكترونية-الاعتماد علي الكفاءات والخبرات العربية-المحتوي العربي الرقمي" وان يكون هناك جدول زمني محدد مسبقا لآليات تنفيذ هذه المشروعات القومية وألا يتحول نشاط المنتدي إلي مجرد إقامة ندوات ولقاءات وفي النهاية تكون المحصلة لا شيء تقريبا.