»التوك توك سرطان الأسفلت بات بابا خلفيا للجريمة لعدم إقبال السائقين علي ترخيصه خوفا من السحب والغرامات بالرغم من تعديل قانون المرور وإضافة مواد خاصة بالعفريت التوك توك وبالتالي تسقط الجريمة وتقيد ضد مجهول. سرطان التوك توك انتشر بسرعة البرق داخل محافظات مصر كلها وفي القري والنجوع وداخل المدن والعاصمة مما زاد الطين بلة وأضحي عقبة لتعطيل حركة المرور وتعريض المواطنين للخطر ففي عام 2004 تقدم النائب عبدالمنعم العليمي باقتراح مشروع قانون لتعديل قانون المرور لدمج التوك توك وتم ذلك إلا أن السائقين يرفضون التقنين خوفا من الملاحقة والغرامة أو السحب. قامت آخر ساعة برصد ظاهرة سرطان »التوك توك« في المناطق الشعبية وغيرها حتي يتم وضع الحلول الناجعة لوقف هذا النزيف الدموي علي الأسفلت من جراء عفريت التوك توك«. في جولة لمجلة » آخر ساعة« في شوارع شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية وجدنا »التوك توك« وسيلة المواصلات الأساسية التي يستقلها الناس.. ولكن أغلبها مرخصة يقودها أطفال لم تتجاوز أعمارهم الثالثة عشرة يزاحمون الطرق والشوارع الرئيسية ويسببون ضوضاء عالية تجعل المارة يشكون منها ويطالبون سائقيها بالتوقف عن ذلك.. أما العربات غير المرخصة فيتحجج مالكوها بخوفهم من الغرامة والعقوبة المالية التي تطبق عليهم من سحب التوك توك وحجزه لمدة قد تزيد علي الثلاثة أشهر أو أكثر إضافة للغرامة المالية التي لا يقوون علي حملها وتصل إلي 500 جنيه. معاناة الترخيص اللافت للنظر البدع التي يقوم بها السائقون في التوك توك فبعضهم يكتبون عبارات غريبة خلف التوك توك والآخرون يكتبون اسماءهم وعناوينهم وأرقام تليفوناتهم لجذب الانتباه وليضمنوا جذب الزبائن. يقول محمود حسن »22 سنة سائق توك توك« محافظة الشرقية قامت بإصدار تراخيص سنوية لنا ومع ذلك فإن المرور يوقع عقوبات مالية علينا دون أن نعرف سبب ذلك فتارة محضر إشغال طريق وغرامته تبلغ 50 جنيها ونواجه العديد من المضايقات من قبل رجال المرور والأمن. أما سيد سعيد (33 سائق توك توك) فيقول بعد أن تركت عملي في إحدي الشركات فكرت في شراء توك توك لأعمل عليه واشتريته بمبلغ 25 ألف جنيه بالتقسيط ويتميز التوك توك بأنه وسيلة مواصلات صغيرة الحجم تقل المواطنين إلي المنطقة التي يريدونها أيا كانت فتدخل الأزقة والحواري وكل ذلك بثمن زهيد مقابل التاكسي مثلا إلا أننا ورغم ذلك لا نسلم من مضايقات رجال المرور وكثيرا ما يتم سحب التوك توك ودفع غرامة تصل إلي 500 جنيه حتي يتم استرداد التوك توك وفي بعض الأحيان ندفع 400 جنيه بحجة إشغال الطريق. عبدالرحمن محيي (سائق) يبرر عدم إقباله علي ترخيص التوك توك للمعاناة التي يلاقونها عند ترخيصه فيتم سحبه منا ولا نستدل عليه أو نعاني في إخراجه والغرامة تكون كبيرة ولانقوي علي دفعها. الباب الخلفي للجريمة وبعيدا عن ترخيص التوك توك فقد جلب هذا الوليد مشكلات عديدة ومحفزا للعديد من الجرائم ففي مدن كثيرة لايقبل أصحاب المركبات علي ترخيصه ويفضلون تشغيل صغار السن والأطفال والمسجلين خطر لقلة أجورهم بدلا من السائقين المحترفين الذين يجيدون القراءة والكتابة. والكثيرمن الأهالي يرون أنه ساهم بنسبة كبيرة في القضاء علي مشكلة المرور إضافة لقلة أجره وحل مشكلة البطالة. تقول (سميرة السيد) إن التوك توك وسيلة رخيصة للانتقال واستطاع حل مشكلة البطالة لكثير من الشباب ومعظمهم خريجو الجامعات ولكن له عيوب كثيرة أهمها الحوادث التي يساهم فيها كالسرقات وجرائم القتل ونزيف الأسفلت . أما (فرج عبدالرحيم 55 سنة) فيري أن التوك توك زاد من مشكلة المرور وبسببه تفاقمت المشكلة فهو يعترض طريق السيارات ويعوق حركة المارة إضافة إلي الكوارث التي يسببها من سرقة وسائقوه أغلبهم من الأطفال والمسجلين خطر. وقد انتشر التوك توك بصورة كبيرة في محافظات القليوبيةوالشرقيةوالدقهلية ومؤخرا محافظة الجيزة وضواحي القاهرة والتي فتحت الباب علي مصراعيه للسائقين لترخيصه وكذلك محافظة القليوبية والتي منحت ترخيصا له في مدن معينة مثل : قها وكفر شكر وشبرا الخيمة والقناطر الخيرية وبذلك وجد السائقون الأمن وحماية حقوقهم. وفي محافظة الدقهلية منع وجود التوك توك في شوارع المحافظة ولكنه تواجد بكثرة في المراكز والقري التابعة للمحافظة.. يقول المهندس عبدالرحمن شلبي: رئيس مدينة طلخا السابق: في طلخا لاتوجد ظاهرة التوك توك وقد منع مجلس المدينة سيره في شوارع المدينة ولكن سمح بانتشاره في قري ومراكز المدينة ونحاول بشتي الطرق مساندة السائقين وإعطاءهم تراخيص القيادة ويرخص علي أنه أجرة موتوسيكل ولكن لابد لقائد هذه الوسيلة أن يكون عنده رخصة مهنية وتتم مراجعة شروط الأمن طبقا لشروط وزارة الصناعة والتجارة وقد تم ترخيص أكثر من حوالي 1000 مركبة. أسباب عدم الترخيص وعن عدم إقبال بعض السائقين علي التراخيص يقول شلبي: معظم سائقي التوك توك من الأطفال الصغار الذين لا يتجاوز أعمارهم ال 16 عاما ويسيرون علانية دون ترخيص ولكن الوحدة المحلية بدورها غير قادرة علي القيام بعبء السيطرة علي هذه المركبات أو القبض عليها وتحرير محضر إشغال طريق والسير دون رخصة فكل هذه المهام تقع علي عبء إدارة المرور والتي عليها أن تقبض علي مثل هذه المركبات غير المرخصة وتحرر محضر إشغال طريق والسير دون ترخيص وتوقع الغرامة المالية عليها إضافة إلي وجود أكمنة في كل الأماكن لإجبار أصحاب هذه المركبات لترخيصه وأن توقع غرامة علي السائقين الذين يستخدمونه في شوارع العاصمة أو المحافظات الكبري مما يعطل الطريق ويهدد أمن المارة. وفي مدينة كفر الزيات التابعة لمحافظة الغربية فقد انتشر التوك توك في شوارع المدينة بصورة كبيرة وقد ارتكبت العديد من الجرائم بواسطته مما هدد أمن المدينة. يقول المهندس علي السلمي رئيس المدينة: هناك أكثر من 15 ألف توك توك في المدينة وقد تم ترخيص حوالي 6 آلاف منهم فأصحاب هذه المركبات يقبلون علي الترخيص تفاديا للعقوبات الناجمة عن عدم ترخيصه فإذا كان التوك توك مرخصا تكون العقوبة غرامة مالية أما إذا كان غير مرخص فيتم سحبه لمدة ثلاثة أشهر كاملة ويجبر السائق بعد ذلك علي ترخيصه. وعن كيفية القبض علي المركبة غير المرخصة يقول: إدارة المرور تقوم بعمل كمائن علي الطرق وتقبض علي المركبات غير المرخصة وتودع في »الحضانة« وهو مكان كبير تحجز فيها المركبات المخالفة لحين الإفراج عنها وترخيصها والتحري عن السائق وفي بعض الحالات تحدد غرامة لإشغال الطريق أو الضوضاء والتلوث وذلك لحماية المواطنين.