منذ فجر التاريخ، ظلّت البراكين واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة للدهشة والخوف في آن واحد.. فعندما ينفجر باطن الأرض ويقذف حممًا مشتعلة وغازات متصاعدة، لا يكون ما نراه مجرد مشهد ناري، بل رسالة جيولوجية تخبرنا أن الأرض كائن حيّ يتحرك من الداخل. اقرأ أيضا | 10 حقائق مذهلة عن ثوران بركان هايلي غوبي.. البركان الذي استيقظ بعد 10 آلاف عام وفي هذا التقرير، تستعرض بوابة أخبار اليوم بأسلوب مبسّط ودقيق ماهية البراكين، وكيف تتكون، وما الأسباب العلمية وراء حدوث هذه الظاهرة العملاقة. ما هو البركان؟ البركان هو فتحة أو شقّ في قشرة الأرض يخرج منه صهارة منصهرة تُعرف باسم الماجما، إضافة إلى غازات ورماد بركاني، وعند وصول الماجما إلى سطح الأرض تُسمّى حممًا بركانية (لافا). يحدث البركان عادة في المناطق التي تشهد نشاطًا جيولوجيًا، خاصة عند حدود الصفائح التكتونية. كيف يحدث البركان؟ 1. ذوبان الصخور في باطن الأرض في أعماق القشرة الأرضية، تتعرض الصخور لدرجات حرارة وضغوط هائلة تجعلها تنصهر وتتحول إلى مادة سائلة حارّة تُسمى الماجما. 2. تراكم الضغط داخل باطن الأرض مع ازدياد الحرارة داخل طبقات الأرض، يرتفع الضغط تدريجيًا. هذا الضغط يدفع الماجما للأعلى بحثًا عن أقرب مخرج، مثل شقوق أو نقاط ضعف في القشرة الأرضية. 3. صعود الماجما نحو السطح تتحرك الماجما عبر ممرات أشبه بالأنابيب داخل الأرض تُسمى "القنوات البركانية". ومع ارتفاعها للأعلى، تبدأ الغازات المحبوسة بداخلها بالتمدد، ما يزيد من قوة الدفع. 4. حدوث الانفجار البركاني عندما يصل الضغط إلى مستوى لا تستطيع القشرة احتماله، يحدث الانفجار. تندفع الحمم والغازات والرماد إلى السطح، مكوّنة مخروطًا بركانيًا قد يتوسع مع كل ثوران جديد. 5. تشكّل التضاريس البركانية بعد هدوء البركان، تبرد الحمم وتشكل طبقات صخرية جديدة، ومع مرور الزمن قد تتكون جزر، جبال، أو سهول وغابات خصبة حول المناطق البركانية. أنواع البراكين بإيجاز براكين خامدة: لا تظهر عليها أي علامات نشاط لسنوات طويلة. براكين نشطة: ما زالت تثور من حين لآخر. براكين هادئة أو انسيابية: تخرج منها الحمم دون انفجار عنيف. براكين انفجارية: شديدة القوة، وتطلق رمادًا وغازات لمسافات بعيدة. هل للبراكين فوائد؟ رغم مخاطرها الكبيرة، إلا أن البراكين تترك خلفها فوائد جيولوجية وزراعية مهمة، منها: تكوين تربة خصبة غنية بالمعادن تشكيل جزر جديدة انطلاق غازات تغذي طبقات الجو الكشف عن ثروات معدنية داخل الأرض مع كل بركان يثور، تؤكد الأرض حقيقة واحدة... أنها ليست صامتة كما نظن، بل تتحرك وتتنفس وتتغير. فهمنا لآلية حدوث البراكين لا يضيف فقط إلى ثقافتنا العلمية، بل يساعد الإنسان في التنبؤ بها، والحد من آثارها، وتحويل هذه الظواهر الطبيعية إلى مصدر معرفة واستفادة.