أصبح التوك توك أمرا واقعا لابد من التعامل معه فهو مصدر رزق لكثير من الأسر فى ظل عدم توافر فرص عمل، ونظرا للإقبال الشديد عليه ارتفع سعره ليبدأ من 16.600 ألف جنيه كاش و23 ألف جنيه قسط. وهو مثير للجدل ابتداء من دخول البلاد بصورة شرعية وخضوعه لضريبة مبيعات 15% ، ومع ذلك ترفض بعض المحافظات ترخيصه مثل القاهرة، وتعلو أصوات السائقين بالمطالبة بالترخيص، وفى نفس الوقت الذى فتحت فيه بعض المحافظات باب الترخيض يحجم الكثير من السائقين عنه حتى لا يلتزموا بمواصفات معينة أو خط سيرمرورا بطريقة سيره واختراقه لجميع الحواجز وصعوده أعلى الكبارى وسيره على الطرق السريعة حتى وصل إلى الطريق الصحراوى، ورفض البعض له بوصفه رمزا للفوضى والعشوائية وسببا لارتكاب الكثير من جرائم السرقة والاغتصاب، وقبول البعض له لأنه وسيلة رخيصة تصل إلى أماكن لا تصلها الوسائل الأخرى.. انتهاء بالسائق الذى قد لا يتعدى عمره الثمانية أعوام.. التحقيق التالى يخترق عالم التوك توك العجيب.. .إما يرخصوه.. يا إما يلغوه.هكذا بدأ حديثه محمد رمضان سائق توك توك ببولاق أبو العلا معللا ذلك بأن الشرطة تطاردهم وتقبض عليهم لأنهم يطلبون منهم رخصة الماكينة ورخصة القيادة والنمر، وبالطبع لا يوجد لدينا رخص أو نمر لأنه غير مرخص فى القاهرة وبالتالى يحجز السائق فى القسم، وإذا كانت أوراق التوك توك سليمة والسائق معه البطاقة الشخصية وليس عليه محاضر أو قضايا يخرج السائق بعد الكشف عليه ويدفع الغرامة، مستشهدا بما حدث لأحد أصدقائه، حبس فى قسم بولاق وأخلت النيابة سبيله بعد دفع غرامة 1400 جنيه مكتوبا بها بدون لوحة وبدون رخصة ويتعجب وهل توجد رخص ولم نرخص متسائلا إذا أخذت الحكومة التوك توك كيف أعمل؟ هل أسرق أو أستلف لدفع الغرامة؟ مضيفا: إننا نعمل فى الشوارع الداخلية ولا نخرج على الطريق العمومى ومع ذلك الشرطة تقبض علينا من الشوارع الداخلية، مؤكدا إننا نريد التوجيه الصحيح ومن لا يلتزم يجب تطبيق القانون بحسم، ويناشد الرئيس محمد مرسى بترخيص التوك توك. ويرى فرغل عبدالله سائق توك توك بزهراء مصر القديمة أن سائقى التوك توك مظلومون وإذا كان هناك أحد يجب أن يحاسب فهو الذى أدخل المكن البلد، أما هو فقد اشتراه مثل أى سلعة تباع. مضيفا أن جميع أوراقه سليمة فمعه جواب الاستيراد والمرور ويوجد فى التوك توك مكان للوحة ورقم الموتور حتى يمكن ترخيصه ولكن محافظة القاهرة ترفض. موضحا أن التوك توك وسيلة لأكل العيش وزيادة دخل البعض ? فاقتصاد البلد مضروب? على حد قوله فهم لا يفعلون شيئا خطأويعترف أنه أحيانا يضطر للسير على الكورنيش فالمشوار الداخلى يقطعه ب 2 جنيه فإذا جاء له مشوار فى مصر القديمة أو الملك الصالح ب 15 أو 20 جنيها فهل يذهب أم لا؟ إنه رزق أولاده، كما أنه يحاول السير فى الطرق الداخلية قدر الإمكان. وعن قيادة الأطفال للتوك توك يؤكد أنه إذا تم الترخيص فسوف تقل هذه الظاهرة فأنا كصاحب توك توك لو كان مرخصا فلن أعطيه لطفل يقوده أو مسجل خطر لأننى سأتحمل المسئولية. وعن أسباب عدم ترخيص التوك توك بمحافظة القاهرة يؤكد خالد مصطفى المستشار الإعلامى لمحافظة القاهرة أن محافظ القاهرة الأسبق عبد العظيم وزير أعلن رفضه التام لسير التوك توك فى شوارع القاهرة، مضيفا أنه صدر بعد ذلك القانون الجديد عام 2008 الذى يحظر سير التوك توك داخل عواصم المحافظات، لافتا إلى أن شوارع القاهرة لا تتحمل، كما أنه وسيلة غير آمنة، بالإضافة إلى أن الصبية يقودونه مما يزيد من مخاطره، مشيرا إلى أن المحافظ السابق عبد القوى خليفة طالب المرور بتقديم دراسة لتخصيص أماكن معينة لسير التوك توك فيها وهى الأماكن النائية التى لا تصل إليها خدمة النقل العام وذلك بناء على طلب المواطنين، بشرط أن يكون للتوك توك لون مميز ورقم وألا تقل سن السائق عن 18 عاما إلا أن هذه الدراسة لم تكتمل إلى الآن وفى الوقت الذى ترفض فيه محافظة القاهرة ترخيص التوك توك فإن محافظة الجيزة بدأت ترخيصه منذ عام 2009 فى أقاليم المحافظة دون العاصمة. يقول العقيد محمد لبنة مدير إدارة التراخيص بالجيزةإن المحافظ هو الذى يعطى قرار الترخيص ويحدد اللون والأعداد والتعريفة وخطوط السير ويتم إثبات ذلك فى رخصة التسيير، مضيفا أن الترخيص مازال ساريا بوحدتى تراخيص الوراق وأوسيم، وأن أعداد التكاتك المرخصة نحو 7 آلاف، مشيرا إلى أنه توجد حملات مكثفة لضبط التكاتك غير المرخصة حيث يتم التحفظ على التوك توك لحين تسديد الغرامة والترخيص. وعن الاشتراطات التى وضعها القانون حتى يمكن استخدام التوك توك لنقل الأشخاص يقول: إن ذلك يتمثل فى استخدام غطاء )تندة( تقوم مقام السقف، ومقعد السائق له حزام أمان مناسب، والجانب الأيسر المخصص للركاب خلف السائق مغلق تماما، ويكون الجانب الأيمن المخصص للركوب مزودا بباب له وسيلة إغلاق مناسبة، موضحا أن التوك توك إذا لم تتوافر به هذه المواصفات وكثير من التكاتك المستوردة ليس بها هذه المواصفات نعطى السائق تصريحا لمدة معينة لحين تنفيذ الاشتراطات الخاصة، مؤكدا إننا نريد للناس أن ترخص ولكن مع استكمال الأمن والامان.. وهناك كثيرون بدأوا التنفيذ ومن يخالف هذه الاشتراطات يدفع غرامة مالية ولا يأخذ الرخصة إلا عند استكمال المواصفات? وعن قيادة بعض المسجلين والأطفال للتوك توك يوضح أنه يشترط للقيادة أن يكون السائق حاصلا على رخصة قيادة لا تجيز لحاملها إلا قيادة توك توك وأن يكون معه شهادة محو الأمية على الأقل وصحيفة الحالة الجنائية وألا تقل السن عن 21 عاما. وبالنسبة لاستخدام التوك توك فى ارتكاب الجرائم يؤكد أن الحل فى الترخيص فهو يتم بطريقة آلية على الحاسب مما يسهل الرجوع إلى بياناته من الترخيص. أما الضريبة التى يدفعها السائق فإنها 46 جنيها فى العام بالإضافة إلى مقابل تطوير اللوحة 85 جنيها.ويطالب الإعلام بِحَث السائقين على الترخيص وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على المظهر الحضارى للبلد فلا يعقل أن يسير فى الأماكن السياحية. وخلال جولة ?الاقتصادى? بمحافظة الجيزة اتضح أن أعداد التكاتك غير المرخصة كبيرة جدا على الرغم من وجود 7 آلاف مرخصة، وبسؤال أكثر من سائق عن سبب عدم الترخيص كانت المفاجأة أن جزءا لا بأس به لا يعلم أنه يوجد ترخيص وأن من يعلمون بوجوده هم الذين يمتنعون. يقول محمد حسين سائق توك توك إننا لا نريد الترخيص لأن التكلفة قد تصل الى 1200جنيه وحتى لا نلتزم بمواصفات معينة فى التوك توك وحتى لا نلتزم بخط السير، مضيفا أن الترخيص لن يفيده شيئا فهو لا يسير فى الأماكن الممنوع سيره فيها، ولا يوجد تفتيش فى الأماكن النائية، فلماذا يرخص ؟ وعن رأى المواطنين حول استخدام التوك توك وسيلة مواصلات، يقول مجدى حسين من الشرقيةإنه وسيلة سهلة ورخيصة الثمن حيث إنه متوافر بصورة مستمرة فى أى مكان، فالمشوار الذى تبلغ مسافته 2كم تكلفته نحو 5 جنيهات بالتوك توك فى حين أن سعر هذا المشوار من 10 إلى 15 جنيها لو استخدم الميكروباص الصغير )السوزوكى( وأن بعض التكاتك يعمل بالنفر والبعض الآخر يمكن أن تركبه بمفردك مثل التاكسى. ويختلف معه شاكر عبد العزيز حيث يرى أنه سبب العشوائية والفوضى وتحدث فيه الكثير من جرائم القتل والسرقة والاغتصاب وينبغى تقنين أوضاعه والرقابة عليه .