فتحت السيدة مطيعة قلبها، والتي أوقف الرئيس عبدالفتاح السيسي موكبه لسماع شكواها، خلال عودته من تفقد محطتي كيما 1و2 بمحافظة أسوان، لتروي ل»آخر ساعة»، حكايتها مع المرض والآلام التي تعاني منها منذ 18 عاما، وكيف أطلقت صرخاتها التي أوقفت موكب الرئيس وجعلته ينزل من سيارته للقائها بعد أن شاهد الأهالي، وهم يحملونها فوق كرسي، وهي تصرخ وتستغيث بإلحاح. قالت مطيعة مصطفي محمود، البالغة من العمر 47 عاماً، والحاصلة علي دبلوم فني زراعي: »أعيش مع والدي في منزل بسيط في منطقة عزب كيما شرق مدينة أسوان برفقة زوجي أكرم حمادة، عاطل عن العمل بعد خروجه معاشاً مبكراً، وأبنائي الأربعة من الذكور هم محمد وأحمد توأم بالتعليم وعمر كل منهما 19 عاماً، واثنتان من الإناث الكبري مني 22 عاماً، حاصلة علي معهد ومخطوبة، والصغري ندا بالصف الخامس الابتدائي. مشكلتي مشكلتي مع المسؤولين بمحافظة أسوان ومديرية الصحة بدأت من عهد اللواء سمير يوسف محافظ أسوان الأسبق، حيث إنني مصابة بسرطان الثدي منذ عام 2000 ومنذ 3 سنوات امتد السرطان إلي ساعدي الأيمن، وبعد أن ضاقت بي الحيل ويئست من وجود مساعدة أو إعانة من المسئولين بأسوان قمت بنشر مشكلتي ببريد الأهرام وبعد ذلك فوجئت بمن يهددني تليفونياً بهتك العرض فقدمت بلاغاً للمباحث ولشرطة الاتصالات، الذين نجحوا في رصد المكالمة وتحديد موقعها حيث قالوا لي إنها من كابينة عامة من محافظة البحر الأحمر، إلا أنهم لم يفعلوا شيئاً ففضلت الصمت بعد أن أيقنت أن الحكومة لن تحميني، واستمررت في العلاج بالمسكنات بقدر إمكانياتي المتواضعة. رسالة للمحافظ تابعت: وبعد امتداد المرض ليدي اليمني أصبحت مهددة ببتر الساعد، فذهبت لمقابلة المحافظ مجدي حجازي، ولكن مساعدوه منعوني، وعلمت من الأهالي أنه يمكن أن أرسل له رسالة علي رقمه الخاص علي الواتس، وأرسلت له رسالة قلت فيها إنني مريضة بمرض خبيث ولا أملك ثمن العلاج وحاولت مقابلتك إلا أن مساعديك منعوني، كما رفضوا قيد اسمي في لقاء المحافظ الأسبوعي بالمواطنين. وبعد يومين بالتحديد فوجئت برد المحافظ عليَّ برسالة حدد لي من خلالها موعد يوم 20 يونيو الماضي للقائه بقاعة عروس النيل، وفعلاً في اليوم والموعد المحدد ذهبت وقابلت المحافظ الذي قام بالاطلاع علي أوراقي وأمر بتحويل المسؤولين بالصحة للنيابة، وتحويلي للعلاج بمعهد ناصر للعلاج علي نفقة الدولة، وبذلك أصبح تعاملي مباشرة مع وكيل وزارة الصحة بأسوان د.إيهاب حنفي، الذي تهرب مني طيلة 15 يوماً كنت أذهب خلالها يوميا لمقابلته، فقررت الرجوع للمحافظ وانتظرت أمام مدخل المحافظة لمدة 3 ساعات وحين خروجه جريت عليه وقلت له أنا الست بتاعة رسالة الموبايل وأخبرته بأن مدير الصحة يتهرب مني، فتركني المحافظ دون أن يرد عليَّ، وأرسل لي العميد محمد خضر الذي طلب مني الحضور لمكتبه في التاسعة من مساء نفس اليوم، واستقبلني بمكتبه واتصل بمدير الصحة الذي طلب حضوري لمديرية الصحة صباح اليوم التالي لاستكمال الأوراق والسفر، ثم غير رأيه وقال خليها تنتظر وسأحضر لها الآن، وفور وصوله أخرج مبلغ 500 جنيه وألقي بها في وجهي وهو يقول خدي الفلوس وسافري لمصر ووريني حتتعالجي إزاي، واتصل بموظف يدعي عرفة محسب بالإدارة الطبية بمنطقة »النفق»، وقال له بالحرف »خلص ورق نبيلة وإلغي ورق مطيعة». وقبل عيد الأضحي الماضي مباشرة اتصل بي وكيل وزارة الصحة وهددني وقال سأرسل لك ناس يضربوكي وسأرفع عليك دعوي سب وقذف ولا تذهبي لمنزلك الآن، لأن البوليس سيحضر لإلقاء القبض عليك، وقالت بقيت زي المجنونة وخايفة أرجع البيت، وبالصدفة قابلت أحد الصحفيين وحكيت له ما حدث فقام بالاتصال بحسن صمور بمكتب المحافظ، وأخبره بما حدث من مدير الصحة وطلب منه أن يبعد مدير الصحة عن طريقي. في لقاء المحافظ بالمواطنين يوم 14 ديسمبر الماضي نجحت في مقابلة المحافظ وأعدت عليه قصتي وأثناء لقائي بالمحافظ فوجئت بدخول مدير الصحة وقال أمام المحافظ إنني رفضت العلاج فكذبته وقلت للمحافظ إن الصحة لم تأخذ بقرارك ولم ترسلني لمعهد ناصر كما لم توفر لي أي علاج، وقرر المحافظ إرسال مشكلتي لإدارة الشئون المالية بالمحافظة لصرف إعانة شهرية منها، وعند ذهابي للشئون المالية قالوا لي إن المحافظ تراجع عن صرف الإعانة. السيسي هو الحل ويوم الخميس الماضي كنت بإدارة المعاشات وعلمت هناك أن الرئيس بأسوان، ودون تفكير مني عزمت علي مقابلته، وذهبت في اليوم التالي للمسجد الجامع الذي صلي به صلاة الجمعة لمقابلته، وانتظرت خروجه، لكنني لم أفلح في لقائه، فتوجهت لمقر مؤتمر الشباب وطلبت من الحرس مقابلة الرئيس وقالوا لي إنه مشغول في المؤتمر، فطلبت مقابلة أي مسؤول بشرط ألا يكون من مسؤولي محافظة أسوان، وأن يكون من طرف الرئيس السيسي أو الحرس الجمهوري، فحضر إليَّ ضابط وقلت له إني مريضة وبحاجة للعلاج، فطلب مني طباعة مشكلتي وإرفاق تقارير العلاج والمستندات بها، وقام ضابط آخر بتصويري بالموبايل، فكتبت طلبي علي الكمبيوتر وصورت المستندات والتقارير، وعدت لمقر المؤتمر وطلبت لقاء نفس الضابط، وبكل أدب حضر لي وأخذ مني الأوراق وقال لي إن طلبك في أيدٍ أمينة، والرئيس عمره ما حيتأخر عنك.. وأشارت مطيعة، إلي أنها كتبت في الطلب تعهداً بأنها لن تطلب أي فلوس أو علاج ولكنها فقط تطلب من الرئيس أن يرد لها كرامتها وآدميتها التي أهدرها المسؤولون بأسوان. يوم لقاء الرئيس ورميت حمولي علي الله، ولكن في يوم السبت كنت أسير مع ابنتي الصغري ندا وبالصدفة سمعنا أن الرئيس سيتوجه لمحطة كيما 1 و2 فصممت علي الذهاب لمقابلته وفضلت أدعي وأقول »يارب لو النهاردة موتي أجله لحد ما أقابل الرئيس لأنه الوحيد اللي هيجيب لي حقي»، واستقللت سيارة سرفيس توقفت بي بموقف السرفيس الذي يبعد عن محطة كيما 1 و2 بمسافة كبيرة وحاولت السير والوصول إلي المحطة إلا أن الحرس أوقفني قبلها بحوالي 300 متر وقلت لهم عايزة أقابل الرئيس فتهكم عليَّ بعض المواطنين وقالوا لي أنت عايزة تموتي ده الحرس ممكن يضربك بالنار، فقلت لهم أنا ميتة منذ 18 عاماً وأشرت لأن السيسي لن يقتل أبناء وطنه لأنه يعشق شعبه ويتفاني لإسعادهم. قبل تحرك موكب الرئيس حاول أحد الحراس أن يقدم لي المساعدة مقابل الانصراف من المكان والعودة إلي منزلي، فرفضت بشدة ومن طول المسافة التي مشيتها والصياح والكلام بدأ التعب يحل بي فأحضر لي الأهالي »مخدة» وكرسي، وفور تحرك موكب الرئيس بدأت في الصياح والصراخ فحملني الأهالي بالكرسي حتي يراني الرئيس الذي نزل من سيارته، وأصبت بحالة إغماء فور توقف سيارة الرئيس وكدت أسقط علي الأرض، إلا أن ضباط الحرس الجمهوري تلقفوني قبل أن أسقط علي رأسي وظل الضباط يسندونني طوال فترة حديثي مع الرئيس. »بعد إفاقتي سقاني الرئيس المياه بيده وقال لي أؤمريني مشكلتك إيه، ومن فرحتي وجدت نفسي أقول له إني لا أريد فلوس ولا أي حاجة فقط رد لي كرامتي وآدميتي ولم أطلب منه أن يوفر لي فرصة الحج كما ذكر البعض، فاحتضنني الرئيس وقال لي لا تخافي ثم قال فين أوراقك التي بها مشكلتك فقلت له إنني سلمتها لضابط بالحرس الجمهوري، وقلت له: »أنت أول رئيس مصري يحافظ علي شرف المرأة المصرية عشان كده أنت اللي هترد لي كرامتي وأنا أتعهد لك عمري ما هطالبك لا بعلاج ولا مبلغ مالي أنا عاوزة آدميتي أنا عاوزة عيالي يفتخروا بي ويترد لي كرامتي، والحقيقة إن مقابلة الرئيس كانت حلم وربنا حققهولي». فدا مصر سألنا مطيعة: »قلت للرئيس أن ولادك عايزين يتطوعوا بالجيش، فما سبب ذلك؟»، فأجابت: »قُلت ذلك من حبي للبلد وللرئيس السيسي زرعت في ولادي حب الوطن والفداء في سبيله، وقلت للرئيس إن ولادي من حبهم فيك عايزين يتطوعوا في الجيش، وأنا وهم علي استعداد لأن يتركوا دراستهم والتطوع في الجيش حبا في مصر والرئيس السيسي». وعلمت آخر ساعة أن السيدة مطيعة ستغادر أسوان لاستكمال العلاج بالقاهرة؛ بعد تلقيها رسالة من مسئول بوزارة الصحة.