لم تمض سوي24 ساعة علي واقعة سيدة أسوان التي اوقفت ركب الرئيس السيسي عقب خروجه من محطة معالجة الصرف الصحي كيما21 بعزبة النهضة, حتي تلقت السيدة اتصالين هاتفيين, الأول من مكتب الرئيس يبلغها بأن السيسي يطمئن عليها قبل مغادرته أسوان, والثاني من الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة والسكان يبلغها بقرار الرئيس سفرها فورا علي خطوط الشركة الوطنية للطيران للخضوع للعلاج بمستشفي دار الشفا بالقاهرة اعتبارا من اليوم وتحت إشراف أكبر الأساتذة المتخصصين في علاج الأورام بكلية طب عين شمس. ماتخافيش يامطيعة واللي عاوزاه حانعملهولك.. إهدي يابنتي.. إهدي..حاضر.. حاضر.. كلمات خرجت من القلب من الرئيس السيسي للسيدة مطيعة التي لم تصدق إنها أمام رئيس الجمهورية. ربما لايعلم البعض أن الأهرام المسائي كان أول من تبني مشكلة هذه السيدة مطيعة مصطفي محمود مصطفي البهنساوي التي تعاني أورام الثدي في عام2006, عندما دخلت في صراع عنيف مع مسئولي معهد أورام أسوان وقتها بسبب اكتشافها إدراج عدد كبير من جلسات العلاج الكيماوي علي الصدر والرئتين والمخ ضمن قرار العلاج علي نفقة الدولة وهي التي لم تكن تعاني أمراض بهم, وقتها نشر الأهرام المسائي صرختها لتتحرك وزارة الصحة علي الفور وتحقق في الأمر مناصرة لهذه المرأة الأسوانية المغلوبة علي أمرها حتي وصلتها مؤخرا وتحديدا منذ3 أشهر مضت تهديدات أخري من مسئولي صحة أسوان باستبعادها من العلاج ووصلت التهديدات إلي توعدها بالضرب حسبما قالت, ليتدخل المسائي مجددا ويعيد لها الطمأنينة. وتروي مطيعة التي تبلغ من العمر47 عاما حكايتها مع الرئيس السيسي الذي وصفته بالأب الحنون ذي القلب الكبير من البداية, حيث قالت: كنت أشعر بمرارة كبيرة في حلقي بعد تعرضي للإهانة في بلدي أسوان من جميع المسئولين وعلي رأسهم المحافظ الحالي, فجميعهم اتهموني بالنصب وهددوني لأن صوتي في الحق كان عاليا, فأنا لم أكن أطلب سوي العلاج علي نفقة الدولة وهذا حق لأي مواطن, وتقول مطيعة الحاصلة علي دبلوم زراعي في اليوم الأول لوصول الرئيس إلي أسوان توجهت نحو مقر إقامته وجلست علي الأرض أتحين الفرصة المناسبة لخروجه حتي أشكو له ماتعرضت من مهانة وإهدار لكرامتي في أسوان, وظللت5 ساعات كاملة انتظر الرئيس, حتي تدخل ضباط الحرس وطلبوا مني الانصراف وتسليمهم الملف الذي كنت أحمله معي, وعاد الضابط المحترم ليطلب مني كتابة الشكوي بالكمبيوتر لعرضها علي الرئيس وانصرفت. وتضيف في اليوم الثاني للزيارة علمت أن الرئيس السيسي سيؤدي صلاة الجمعة بالمسجد الجامع وكنت أنوي الذهاب إليه إلا أن الحقن المسكنة التي تعالج آلامي المبرحة لم تمكني من ذلك, وبينما أنا جالسة في غرفتي بعيدة عن التليفزيون فوجئت ببنتي الصغيرة ندي تقول ياماما الريس جاي محطة كيما وفي ثوان ارتديت عباية سوداء وتوجهت إلي عزبة النهضة القريبة من بيتي بينما الجيران يحذروني قائلين رايحة فين يامجنونة حايضربوكي بالنار ده الريس ومفيش هزار, ولحظة خروج الرئيس تملكتني الشجاعة والجرأة وناديت علي الريس قائلة ياريس أنا عاوزه حقي فسمعني وكانت المفاجأة التي غيبتني عن الوعي عندما نادي علي تعالي وماتخافيش. سألتها عن أحوالها ورحلتها مع المرض, فقالت مطيعة: أنا مصابة بورم في الثدي منذ18 عاما ومتزوجة ولدي بنتان الكبيرة همسة22 عاما والصغيرة ندي11 عاما وولدان توءم أحمد ومحمود19 عاما ووقتما كنت أرضعهما أصبت بهذا الورم, وبالإضافة لذلك فأنا أعول والدي القعيد84 عاما. وعن مشكلتها وكيف بدأت, قالت مطيعة منذ عام2000 وأنا أعالج علي نفقة الدولة علاجا وهميا علي الورق,فالورم في الثدي وعلاجي مسكنات, بينما في الأوراق وجدت جلسات وهمية لا أعرف عنها شيئا ومن هنا بدأت سياسة العند معي, حتي جاء شهر رمضان الماضي وطلبت مقابلة المحافظ مجدي حجازي لأشكو له فرفضت مسئولة خدمة المواطنين, مما جعلني أقوم بإرسال رسالة(SMS) علي هاتفه, والحقيقة قام بالرد علي برسالة للحضور لمقابلته يوم20 يونيو الماضي بقاعة عروس النيل, وبالفعل قابلته واستمع لمشكلتي وطلب مدير عام الصحة لاستكمال علاجي مع إحالة المتسببين للنيابة, بعدها والكلام لمطيعة توجهت لمديرية الصحة فوجدت معاملة في غاية السوء..تهديد وإهانة وصلت إلي حد التحدي والاستبعاد من العلاج نهائيا, وألقوا ب500 جنيه في وجهي قائلين خدي فلوس المحافظ وإمشي ومش حتتعالجي, خرجت في حالة منهارة وسقطت في الشارع وبعدها ذهبت إلي ديوان المحافظة وانتظرت4 ساعات حتي نزل المحافظ من مكتبه وقلت له كل ماحدث ولم يرد فما كان مني وأنا صائمة إلا أن قلت حسبي الله ونعم الوكيل ولن أترك حقي حتي لو وصلت للسيسي, وتبتسم رغم آلامها قائلة وكأن السماء كانت مفتوحة وقتها ها أنا أقابل الرئيس وأشكو له همي وحزني. قلت لها وماذا طلبت من الرئيس السيسي, فقالت قلت له أنا اتهنت وعاوزة تجيب لي حقي وترد كرامتي لاطلبت فلوس ولا علاح ولا الحج كما يردد البعض لأن الحج لمن استطاع إليه سبيلا ولابد أن يكون من مالي الحر, وواصلت قائلة أشعر بأن الله شفاني لأن مقابلة الرئيس وحنانه خفف عني كل الآلام, وكل ما أتمناه أن يراعي كل مسئول في هذا البلد ضميره ويشعر بالغلابة والفقراء مثلما فعل الرئيس السيسي معي وربنا ينصره.