الفترة الأخطر كانت من يونيو 2013 حتى تولى الرئيس السيسى الحكم يوليو 2014، وكانت البلاد على شفا الفتنة الكبرى، اشتباكات واحتجاجات من أنصار الجماعة الإرهابية بعد عزل مرسى، واعتصامى رابعة والنهضة ومظاهرات الجمعة، والعمليات الإرهابية لجماعة أنصار بين المقدس فى سيناء. حاولوا أن يجعلوا مصر «جمهورية الخوف» بالتفجيرات والاغتيالات، وعمليات إرهابية ضد مديريات الأمن وأقسام الشرطة وحظر التجوال، وبقية الملفات داخليًا وخارجيًا كانت سوداء، وكنا نقول «كان الله من عون من يحكم مصر». وأعاد الرئيس السيسى لمصر القوة فى الداخل والهيبة فى الإقليم والاحترام على الساحة الدولية، وصمدت أمام التحديات، وأثبتت أن القيادة الرشيدة قادرة على تحويل الأزمات إلى فرص. وبفضل حكمة القيادة السياسية، وتكاتف المخلصين من أبناء الوطن، استعادت الدولة قوتها تدريجيًا، خاضت حربًا شرسة ضد الإرهاب استنزفت مليارات الجنيهات، لكنها أعادت الأمن والاستقرار، وهو حجر الزاوية لأى مشروع تنموى أو استثمارى. وأتذكر جيدًا جملة قالها الرئيس فى أحد خطاباته «لم أغامر بكم يومًا، ولم أتخذ قرارًا أضيع به مصر أبدًاس .. وعبر عن جوهر مسيرته فى الحكم، حيث لم يكن الطريق سهلاً، بل مليئًا بالأزمات والتحديات، ومن يريد أن يجعل بلاده فى احسن الأحوال، لا يغامر ولا يفرط، بل يبنى ويعمل بعزيمة ورؤية واضحة نحو المستقبل. ومع عودة الاستقرار، انطلقت مصر فى ثورة من المشروعات القومية العملاقة، التى غيّرت وجه البلاد، آلاف الكيلومترات من الطرق ومدن جديدة ومحطات طاقة ومشروعات صناعية وزراعية، خلقت ملايين فرص العمل، وساهمت فى معالجة أزمات البطالة. ولم يكن الإصلاح الاقتصادى طريقًا سهلًا، لكنه كان ضروريًا، وأطلق الرئيس برنامجًا شجاعًا مع المؤسسات الدولية، نجح فى تعزيز احتياطى النقد الأجنبى، وتحسين مؤشرات النمو، وأصبحت وجهة استثمارية جاذبة، يظهر ذلك فى مشروعات كبرى مثل «رأس الحكمة». واليوم تقف مصر على أرض صلبة، واستعادت مكانتها وفرضت احترامها، والرئيس الذى أعلن: »لم أغامر بكم يومًا»، أثبت بالفعل أنه لم يتخذ قرارًا يضيع به الوطن، بل اختار دائمًا الطريق الأصعب، طريق البناء والتعمير والدفاع عن القضايا العربية المصيرية. واتبعت مصر سياسة متوازنة فى علاقاتها مع القوى الكبرى، وشيدت جسور تعاون مع الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وأوروبا، دون أن تنحاز لطرف بعينه، ولا يمكن تجاهل الموقف المصرى فى أى قضية تخص الشرق الأوسط، سواء فى فلسطين أو ليبيا أو قضايا الهجرة غير الشرعية، وأصبحت مصر صوتًا مسموعًا وركيزة استقرار لا غنى عنها. وبهذه الخطوات المتوازنة أعاد الرئيس السيسى لمصر مكانتها،لا تفرط ولا تساوم على أمنها القومى، ولا تتردد فى نصرة الحق، مصر التى صمدت فى وجه العواصف، لتصبح صوتًا قويًا فى الدفاع عن قضاياها العادلة .