من شرم الشيخ، مدينة السلام، تنطلق فعاليات ومباحثات وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي القائد العام وزير الإنتاج الحربي و26 من نظرائه في دول تجمع الساحل والصحراء، لتعزيز التعاون الاستراتيجي والاتفاق علي آلية لمحاربة الإرهاب والتطرف والجماعات المتطرفة.. استهدف المؤتمر، الذي استمر 4 أيام، تبني خطاب إقليمي يدعو إلي التنسيق ويأتي اختيار مدينة شرم الشيخ كمكان لانعقاد الاجتماع للتأكيد علي استقرار الأوضاع الأمنية في مدينة شرم الشيخ بصفة خاصة وسيناء بصفة عامة ، فضلاً عن تجسيد مكانة مدينة شرم الشيخ كموقع للسلام والأمن والتنمية والتواصل بين مصر والأشقاء بأفريقيا والأصدقاء بالعالم من خلال الترويج للمؤتمرات التي شهدتها المدينة في الفترة الأخيرة. كما أن اختيار مصر لاستضافة الاجتماع يعكس استعادة مصر لمكانتها ودورها علي الساحة الأفريقية، إضافة إلي أن الاجتماع يمثل تكريسا للتطبيق العملي لأولويات استراتيجية الأمن القومي المصري التي تعطي للقارة الأفريقية أولوية متقدمة في كافة المجالات وبصفة خاصة التنمية والأمن. ويأتي الاجتماع في لحظة فارقة من تاريخ التجمع، يعاد خلالها إعادة بلورة وصيانة هياكله وآلياته خاصة الأمنية والعسكرية لتعزيز التعاون وبناء مقدرات دول التجمع للتصدي للتحديات والمخاطر التي تطرحها المتغيرات بالمنطقة وفي مقدمتها التطرف والإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود وتداعياتها علي أمن واستقرار وخطط التنمية في الدول بالتوازي مع الأزمات التي تشهدها المنطقة علي غرار الأوضاع في ليبيا ومالي وغيرهما. وتجمع دول الساحل والصحراء هو أكبر التجمعات شبه الإقليمية في أفريقيا بعد الاتحاد الأفريقي (يضم أكثر من نصف القارة الأفريقية.) ويمتد من البحر الأحمر(شرقا) إلي المحيط الأطلنطي (غربا) ومن شمال أفريقيا إلي أفريقيا الوسطي جنوبا والذي تأسس 4 فبراير 1998 وأمانته العامة في العاصمة الليبية طرابلس وذلك بمبادرة ليبية لبناء آليه للتعاون الإقليمي بين دول شمال أفريقيا والدول الأفريقية جنوب الصحراء وبدأ باجتماع قمة (6 رؤساء دول) (ليبيا تشادالنيجرمالي السودان بوركينا فاسو) ... وشاركت فيها مصر بصفة مراقب ثم انضمت له في 2001 كما شاركت بوفد رفيع المستوي برئاسة رئيس الوزراء في القمة الاستثنائية للتجمع في تشاد فبراير 2013 للتأكيد علي ضرورة مواجهة كافة التحديات التي تواجه المنطقة وأهمها الجماعات المسلحة وتهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود ووقعت علي مشروع المعاهدة المنقحة للتجمع .. وإدخال تعديلات جوهرية علي الجهود التي تقوم الدول الأعضاء بتعزيز السلم والأمن في المنطقة .. وقدمت (3) مبادرات أساسية باستعداد مصر باستضافة الاجتماع الحالي وشاركت في الاجتماع الوزاري للتجمع بالخرطوم مارس 2014وتقدمت بمقترحات الاستفادة من مركز القاهرة للتدريب علي فض المنازعات وحفظ وبناء السلام وتسوية المنازعات واستضافة المركز ورشة عمل للخبراء المتخصصين بدول التجمع لبلورة رؤية مشتركة لإدارة الحدود المشتركة فهناك مصالح استراتيجية مشتركة لمصر ودول التجمع أهمها الانفتاح علي القارة الأفريقية (عضوية مصر بالكوميسا التي تضم دول شرق وجنوب أفريقيا «20» دولة وعضوية تجمع الساحل والصحراء لعلاقات قوية مع القارة ) والتعاون لهزيمة التنظيمات الإرهابية والتطرف وعناصر الجريمة المنظمة في ظل ظهور داعش في ليبيا والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والتنظيمات المنشقة عنها مثل الجهاد والتوحيد وأنصار السنة والمرابطون وجماعة بوكوحرام .ومكافحة الإرهاب والتطرف بالنواحي الأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية . وقد تم الاعتراف بالتجمع كتجمع اقتصادي إقليمي خلال الدورة العادية (36) لمنظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي) في 4-12 يوليو 2000 في مدينة لومي بتوجو. كما منح صفة مراقب بالجمعية العامة للأمم المتحدة . وقد تأثرت فعاليات التجمع بأحداث دول شمال أفريقيا (ثورات الربيع العربي) 2011 والأوضاع في شمال مالي والتجمعات الإرهابية لجماعة بوكو حرام .فعقدت قمة استثنائية في تشاد فبراير 2013 واجتماع وزاري بالخرطوم مارس 2014 .. ومناقشات علي هامش القمة الأفريقية بأديس أبابا 2016 يهدف تجمع دول الساحل والصحراء إلي تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي والاجتماعي بإقامة اتحاد اقتصادي شامل في مجالات (الزراعة الصناعة الطاقة الثقافة التنمية الاجتماعية) وتسهيل حركة الأشخاص ورؤوس الأموال وحرية تنقل البضائع والسلع الوطنية وتشجيع التجارة بين الدول الأعضاء وتطوير وسائل النقل والمواصلات ومعالجة النزاعات وتعزيز ثقافة السلم ومكافحة التهديدات التي تشهدها المنطقة وتتكامل مع استراتيجيات الاتحاد الأفريقي والإيكواس وحوض بحيرة تشاد والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة .